الطفلة فيفور مع الطبيب بترو بارتولو.
الطفلة فيفور مع الطبيب بترو بارتولو.

حياة جديدة للطفلة الإفريقية "فيفور"، كتبت بدايتها لحظة انقلاب قارب للمهاجرين في عرض البحر المتوسط، تلك اللحظة التي انتهت فيها حياة والديها.​

​​

عند وصولها على متن قارب نجاة إلى جزيرة لامبيدوزا القريبة من إيطاليا، تلقف بترو بارتولو  الطبيب الوحيد في الجزيرة، فيفور ذات القبعة الزرقاء، وأخبرته سيدة ناجية أن والديها توفيا في البحر.

يقول بارتولو "إنها طفلة رائعة، لقد عانقتني، ولم تذرف دمعة واحدة"، ويضيف "لقد طلبت أن أتبناها، وأريد أن أبقيها معي إلى الأبد".​

​​

بارتولو  الذي تحدث إلى وسائل إعلام إيطالية مختلفة شدد بالقول : "إذا لم أتمكن من الحصول على حضانة الطفلة، فإن على أحد ما أن يتبناها ويمنحها حياة جديدة".

تركت تلك الطفلة أثرا كبيرا في نفس هذا الطبيب الذي سبق وأن تبنى فتى تونسيا كان يبلغ من العمر 17 عاما قبل خمس سنوات، وقد اعتاد هذا الطبيب على تقديم الرعاية للمهاجرين الذين يصلون إلى الجزيرة.

يؤكد الطبيب أن ضم هذه الصغيرة إلى صدره واللعب معها يبعث في نفسه الفرح، ويخفف عنه كآبة عمله الذي يضطره إلى التعامل مع الموت بشكل شبه يومي.

ويروي هذا الطبيب "عندما يقولون إنك ستتعود على الوضع (أي التعامل مع جثث موتى) بعد فترة، أجيب أنني لم أتعود عليه مطلقا، وفي كل مرة أفتح فيها كيس ميت، أشعر بالمرارة". 

الطبيب بترو بارتولو خلال تكريمه في ألمانيا.

​​

عشرات العائلات الإيطالية التي سمعت بقصة فيفور تطوعت لتبنيها، أما رئيسة بلدية الجزيرة غيسي نيكليني، التي سحرتها تلك الطفلة العفوية، قالت "إنها جميلة، وبحالة جيدة وهذا أمر لا يصدق نظرا لكل ما مرت به".

مشاهد مرعبة للحظة انقلاب القارب.

​​

قصة نجاة الطفلة "فيفور" تعيد إلى الأذهان مأساة الطفل الكردي "إيلان" الذي عثر عليه متوفيا على شاطئ إحدى الجزر اليونانية.

وربما ستكون حياة فيفور وموت إيلان وجهان لمأساة يقف العالم عاجزا عن إيقافها.

المصدر: إ ف ب