احتلت صورة الزوجين بريجيت ترونيو وإيمانويل ماكرون الصفحة الأولى لعدد من الصحف والمجلات الدولية منذ إعلانه خوض غمار الانتخابات الفرنسية.
ماكرون، مرشح تيار الوسط، فاز الأحد في الانتخابات الرئاسية متغلبا على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
هي قصة حب غير مألوفة جمعت بين تلميذ ومدرسته، وصمدت أمام لسنوات رغم فارق السن بين إيمانويل وبريجيت، فالأخيرة تكبر الرئيس الفرنسي الجديد بـ 24 عاما، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
تعود تفاصيل هذه العلاقة الغرامية إلى عام 1993، عندما التحق إيمانويل (39 عاما) بدروس المسرح في مدرسته في مدينة أميان، الواقعة شمال فرنسا، وهناك خفق قلبه أول مرة لمعلمته بريجيت والتي كانت متزوجة وأما لثلاثة أبناء.
وفي الصف الثاني ثانوي، أعلن التلميذ المراهق حبه لمعلمته، التي تتحدر من عائلة تشتهر بصناعة الحلويات في أميان، واعدا إليها وهو في الـ 17 من عمره بالزواج: "مهما فعلت، سوف أتزوجك"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ولم تنفع تدخلات أسرة الشاب في إبعاده عن معلمته، التي تشرح في فيلم وثائقي يروي تفاصيل علاقتهما الخارجة عن المألوف، "لم يكن كسائر الشباب، لم يكن فتى (...) كنت مفتونة تماما بذكائه.. شيئا فشيئا، هزم مقاومتي".
وأشار ماكرون في كتابه "الثورة" إلى المراحل الأولى لعلاقته بسيدة فرنسا الأولى، حيث يشرح قائلا "كان يتملكني هاجس فكرة ثابتة: أن أعيش الحياة التي اخترت مع المرأة التي أحببت. أن أبذل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك".
وأوفى الرجل بوعوده عام 2007، بزواجه من حبيبته كتتويج لعلاقتهما الغرامية، "كان ذلك التكريس الرسمي لحب بدأ سرا، وغالبا ما كان خفيا، غير مفهوم من الكثيرين، قبل أن يفرض نفسه على الجميع"، يقول إيمانويل.
قصة الحب هاته ما كانت لتنجح لولا تضحيات بريجيت "كان لها ثلاثة أولاد وزوج. كنت تلميذا، لا غير. لم تحبني من أجل ما كنت أملك. من أجل وضع اجتماعي. من أجل الرفاه أو الأمان الذي كنت أقدمه لها. بل تخلت عن كل ذلك من أجلي".
وذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن إيمانويل وجد في زوجته بريجيت الدعم والمساندة منذ أن بدأ مشواره المهني، إذ كانت السيدة الأولى لفرنسا تحرص على مراجعة خطاباته.
ولم تستبعد الصحيفة أن يكون للسيدة دور محوري في الإصلاحات التي ينوي ماكرون إدخالها على قطاع التعليم.
أدوار السيدة الأولى
علاقة الزوجين كان لها وقع أيضا على مستوى العلاقات المهنية لماكرون، فوفق صحيفة "لو نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية، كان أصدقاؤه بما في ذلك المنتمون للوسط السياسي في فرنسا، غالبا ما يصطدمون ببريجيت في كل مرة يريدون فيها التقرب من الرئيس الجديد.
وعملت بريجيت خلال الحملة الانتخابية على الوقوف إلى جانب زوجها، فهي من كان يختار مكان تواجده ومن يتولى الرد على الشائعات التي تطارد حياتهما الخاصة.
وفي سن الـ 64، تحرص السيدة الأولى لفرنسا على لفت الأنظار في كل مرة تظهر فيها رفقة زوجها، إذ تحرص على اختيار الأزياء التي ترتديها بعناية، وغالبا ما تكون من تصميم أكبر دور الموضة والأزياء في فرنسا.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ماكرون بجعل منصب "السيدة الأولى" منصبا رسميا له ميزانية خاصة وفريق من المستشارين، يشبه تماما النموذج الأميركي.