الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر عرضا عسكريا مع نظيره الصربي توميسلاف نيكوليك في 2016
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر عرضا عسكريا مع نظيره الصربي توميسلاف نيكوليك في 2016

يبدو أن روسيا ليست جاهزة بعد لتطوير برامج عسكرية نووية بتكنولوجيا عالية، بسبب ظروفها الاقتصادية والسياسية الراهنة، وفق تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وركز التحليل على أن تغطية روسيا وإخفاءها للحادثة لا يدل إلا على "الإهمال الذي مهد له الاتحاد السوفييتي، ليهدد سلاح (نهاية العالم) سكان الدولة ذاتها". 

 وذكر التقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أي تعليق رسمي بشأن الانفجار إلا بعد مرور 11 يوما عليه، وأن تعليقه أتى تحت ضغط من الإعلام الدولي خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤكدا "عدم وجود أي تهديد هناك"، وعدم وجود أي مخلفات إشعاعية في المنطقة. 

هذا وقد شهدت مدينة "بوريفيستنيك" انفجارا وقع خلال اختبار صاروخ من نوع "Skyfall" أدى إلى مقتل خمسة خبراء نوويين من وكالة روساتوم، وتحذير السكان من تناول السمك من البحر الأبيض.

كما غابت أربع وكالات متخصصة بمراقبة مستويات الأشعة بعد أن ارتفعت مستويات الإشعاع في مدينة سيفيرودفينسك الروسية بما يصل إلى 16 مرة في الثامن من أغسطس وفقا لما نقلته وكالة "تاس"، وسط تقارير عن انتشار سحابة نووية إلى المناطق المجاورة.

روسيا "لا تشكل تهديدا إلا على شعبها"

وأشار التحليل إلى سلسلة من التجارب الفاشلة التي خططت لها روسيا خلال عملياتها العسكرية الأخيرة، بالأخص في سوريا "حيث نوت موسكو استخدام الساحة السورية لاستعراض طائرتها الجديدة نسبيا، بالأخص مقاتلة سوخوي Su-34، لكن ما أظهرته كان نقصا بالقدرات في تنفيذ هجمات دقيقة أو استخدام الأسلحة الموجهة". 

وأضاف التحليل أن القوات الروسية استعاضت عن المقاتلات "بالحديد والقنابل الفعالة في قتل المدنيين مقارنة بوصولها القليل لأهدافها العسكرية، صواريخ كاليبر التي أطلقت من المقاتلات والسفن الحربية ومن مسافة طويلة قلما اصطادت أهدافها ومقدار الخطأ بلغ عشرات بل مئات الكيلومترات". 

وذكر التحليل مثالا آخر على "تخلف التكنولوجيا الروسية بجيلين على الأقل عن الولايات المتحدة"، فقد شغلت الأخيرة طائراتها "ستيلث" المقاتلة، المعروفة باسم الطائرات الشبح، من نوع "F-117" في الثمانينيات، وتشغيلها حاليا المئات من الطائرات من بينها "B-2" و"F-22" و"F-35". 

ونشرت قناة "أي بي سي" الأميركية مقطع فيديو للانفجار (شاهده هنا).

أما روسيا "فلا تزال تصارع لبدء تشغيل أول مجموعة مقاتلات "ستيلث" وسوخوي Su-57 قامت بزيارة قصيرة إلى سوريا، لكنها فشلت في لعب دور كبير بالحرب".

وذكر التحليل أن "العديد من المشاريع الجديدة للجيش الروسي ليست جديدة إطلاقا، بل كانت رسوما على لوحات الاتحاد السوفييتي وأزيل عنها الغبار وأدخلت بسرعة إلى خط الإنتاج. فغواصة لوشاريك، على سبيل المثال، خطط لها بالأصل في 1988، لكنها دخلت حيز التشغيل خلال السنوات الأخيرة فقط".

وأضاف التحليل أن الدول الغربية "تحتاج إلى أكثر من عشر سنوات" أيضا لتطوير أسلحتها، لكن "الولايات المتحدة، عكس روسيا، تملك البنية التحتية العسكرية اللازمة لإجراء الأبحاث والتطوير على المدى الطويل والتحكم الدقيق بالجودة" قبل أن تضع أيا من أسلحتها حيز التنفيذ. 

واستنتج التحليل أن "روسيا ببساطة ليست مبنية لتحمل برامج طموحة في تطوير الأسلحة وبالسرعة التي يأمل بوتين وصولها، وانفجار بوريفيستنيك يؤكد أن صواريخ روسيا الجديدة بعيدة للغاية من أن تتحول لتهديد للغرب، وإلى الآن لا تشكل تهديدا إلا على شعبها".