مواطنون من جنسيات آسيوية تعرضوا لحملات تنمر
مواطنون من جنسيات آسيوية تعرضوا لحملات تنمر

مع دخول ظهور فيروس كورونا شهره الثالث، وانتشاره في أكثر من 50 دولة على صعيد العالم، لا تزال الشائعات والعوامل النفسية المرافقة للفيروس تنتشر بين الناس، معلومات مفبركة تتحدث عن العلاجات وأخرى عن كيفية تفادي الإصابة بالمرض، ولكن الأخطر من هذا كان التنمر من الآسيويين وخصوصا الصينيين منهم، كون الفيروس انتشر بداية من بلادهم.

وألقت شبكة الإذاعة الوطنية الأميركية "NPR"، الضوء على هذا الواقع المستجد، واعتبرت في تقرير أن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ساعد في انتشار "فيروس نفسي قبيح"، وهو التنمر على الآسيويين والصينيين.

وشبكة "NPR" هي مؤسسة إعلامية أميركية غير ربحية تمول من القطاعين العام والخاص ومقرها في واشنطن وهي بمثابة نقابة وطنية لشبكة تضم أكثر من 1000 محطة إذاعية عامة في الولايات المتحدة.

وأكد التقرير أن تأثير هذا الفيروس النفسي لم يقتصر على انخفاض مبيعات المطاعم الصينية أو الأماكن المجاورة لها وحسب، بل وصل إلى التعدي على أي شخص يُعتقد أنه صيني.

ورصد الموقع عدداً من الحالات التي تعرض فيها الصينيون للتنمر والاعتداء في الولايات المتحدة والعالم، مؤكداً أن أغلب هذه الحالات كانت في وسائل المواصلات العامة.

فقد أكدت أليسون بارك، وهي أميركية من أصل صيني، أنه أثناء زيارتها للعاصمة واشنطن، صاح أحد الرجال في وجهها في القطار، قائلاً: "عودي إلى الصين، لا أريد أيا من هذه الأمراض التي لديك".

وأشارت إلى أنه بعدها بأسبوع قال لها رجل آخر نفس الكلام في قطار فرانسيسكو، وهددها بإطلاق النار عليها.

التنمر على الأطفال

ولم يتوقف التنمر على الكبار فقط، بل استهدف الأطفال أيضاً، فقالت الطفلة سارة ألغارد، البالغة من العمر 13 عاماً، أن بعض زملائها ابتعدوا عنها منذ تفشي المرض وبدأوا يتنمرون عليها.

كما أخبرت ريبيكا من مدينة نيوجيرسي الأميركية، أن ابنها البلغ من العمر تسعة أعوام، تعرض للتنمر، فقد قال له زميله: "أنت صيني، لذلك يجب أن يكون لديك فيروس كورونا".

ولم تقتصر المضايقات على الآسيويين في أميركا، بل في مختلف أنحاء العالم، ففي أستراليا رفض الآباء في مدينة ملبورن السماح للأطباء الآسيويين بمعالجة أطفالهم، بحسب التقرير.

وفي كندا، وقع حوالي 10 آلاف شخص من مدينة تورنتو على عريضة تطالب المنطقة التعليمية المحلية بتعقب الصينيين وعزلهم.

وفي ألمانيا، قالت امرأة صينية إنها عندما جلست في القطار، طلبت منها امرأة كانت تجلس بجوارها أن تنتقل إلى مكان آخر، وقالت لها إن "جسدك مليء بالفيروسات".

وأشار التقرير إلى أن هذه الحالات تتم في المواصلات العامة التي تكون مزدحمة بالركاب، الذين لا يتدخلون، وإذا تدخلوا فإن ذلك يحصل بعد فترة.

لست فيروساً

في سياق متصل، تعرضت فتاتان يابانيتان تعملان لدى إحدى منظمات الإغاثة في مدينة رام الله الفلسطينية، لمضايقات شديدة من عدة مواطنين فلسطينيين كانوا يسيرون بجوارهم ويصيحون: "كورونا.. كورونا".

وبعد انتشار حالات التنمر ضد الآسيويين في مختلف أنحاء العالم، أطلق وسم "أنا لست فيروساً" على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن رفض حملات التنمر والاعتداء التي يتعرضون لها في الأماكن العامة والمدارس والمواصلات.