فقد مركز فوستوتشني الفضائي في روسيا نحو 11 مليار روبل (172 مليون دولار) بسبب السرقات والفساد وفق تقرير نشرته شبكة "بي بي سي".
وتقول لجنة التحقيقات الفيدرالية الروسية إنها تتعامل مع 12 قضية جنائية ترتبط بالسرقات من المشروع الضخم في روسيا، والذي يعتبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أولويات البلاد.
وكان الحكم بسجن يوري خريسمان، رئيس شركة بناء حكومية لمدة 11 عاما هو الأطول بين أحكام القضايا المرتبطة بالمشروع وصدرت فيها أحكام حتى الآن.
ويقول البروفيسور مارك غالوتي، خبير في الشؤون الروسية إن فضيحة فوستوتشني تسلط الضوء على حجم الفساد في دولة بوتين الـ "بيروقراطية" الضخمة.
وأضاف في حديثه لـ "بي بي سي" أن التعامل مع ملف هذا المشروع الضخم يعتبر أشبه بإعلان حرب على النخبة الخاصة ببوتين، وهو غير مستعد للقيام بذلك، مشيرا إلى أن مثل هذه المشروعات الضخمة يوجد فيها فرص هائلة للاختلاس.
وكانت بداية اكتشاف الفساد في المشروع بعد 5 سنوات على إطلاق المشروع، عندما أضرب العمال في 2015 بسبب التعاقد معهم من قبل مقاولين من الباطن، كما تم تأجيل إطلاق صاروخ مخطط له في العام ذاته، ليكتشف في حينها أول خيوط السرقات.
وتشمل التحقيقات التي أعلن عنها الأحد 58 مسؤولا رسميا، والذين يحاكمون بتهم الاحتيال واستغلال السلطة.
وفي نوفمبر الماضي، كان بوتين قد تحدث بغضب عند استمرار الفساد المشروع، والذي برره متحدث رسمي فيما بعد أنه كان يقصد الإدارة السابقة للمشروع وليس الإدارة الحالية، مشيرا إلى أنه تم إعادة 3.5 مليار روبل من إجمالي 11 مليار روبل تم سرقتها أو اختلاسها من المشروع.
فوستوتشني حلم بوتين منذ 2010
ولمشروع فوستوتشني أهمية خاصة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي أعلن عنه في 2010، وكان يأمل منه إطلاق رحلات مأهولة إلى الفضاء خلال الأعوام 2018-2020.
واعتبر الرئيس الروسي هذا المشروع "أنه واحد من أكثر المشاريع طموحا في روسيا المعاصرة".
وشهد المشروع إطلاق أربع رحلات تجارية من قاعدته منذ 2016 والتي تستخدم للأغراض التجارية أيضا، بحيث يمكنك التعاقد معهم لإطلاق صواريخ أو أقمار اصطناعية من خلال هذه القاعدة.
وتعد الرحلات الفضائية مسألة هامة لروسيا، خاصة وأنها تريد البناء على تاريخها في هذا المضمار.
ولا يزال مشروع مركز الفضاء فوستوتشني قيد البناء، حيث تبنى منصة إطلاق صواريخ ثقيلة أخرى، يتوقع أن تكون جاهزة في 2021.
تعليقات فيسبوك