خاص بـ "موقع الحرة" / كريم مجدي
حاز حزب القوات اللبنانية على 15 مقعدا في الانتخابات البرلمانية، وفقا لنتائج غير نهائية.
فاجأ الحزب المراقبين. خاصة أنه حصل في انتخابات 2009 على 8 مقاعد فقط.
الأسباب تنظيمية وسياسية، وفق محللين، لكن الثبات على الموقف السياسي هو الأهم، كما يقولون.
تأسست القوات اللبنانية في عام 1976 كمنظومة عسكرية للدفاع عن مسيحيي لبنان خلال الحرب الأهلية، لكنها تحولت لحزب سياسي بعد اتفاق الطائف بين أطراف الحرب الأهلية اللبنانية في 1989.
ويرأس سمير جعجع حزب القوات اللبنانية. وكان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة اغتيال رئيس الوزراء رشيد كرامي وعدد من الرموز السياسية قبل أن يطلق سراحه بعفو في 2005.
ويقول الخبير في الانتخابات اللبنانية علي مراد إن الماضي العسكري لحزب القوات دفع كثيرين -خاصة المسيحيين- للإحجام عن التصويت له في انتخابات 2009، إلا أن ذلك تغير في 2018.
تحالفات لا مواءمات
ومع دخول حزب القوات اللبنانية في مصالحة مع التيار الوطني الحر عام 2016، بالإضافة إلى دور الحزب في اختيار ميشال عون رئيسا للبنان، اكتسب "القوات اللبنانية" مصداقية عند الشارع اللبناني، وفقا للخبير الانتخابي.
مراد أوضح لـ "موقع الحرة"، أن حزب القوات "امتاز بالوضوح السياسي خلال الفترة الأخيرة، فكل تحالفات الحزب كانت متسقة مع ثوابته السياسية وخطاباته، فلم يعقد تحالفات في دوائر انتخابية ويخالفها في أخرى، وذلك عكس تيار المستقبل وأحزاب سياسية أخرى".
ويحيل مراد تفوق حزب القوات اللبنانية إلى نظام التصويت النسبي الذي أعطاه فرصة أكبر للحصول على الأصوات، بالإضافة إلى القدرة التنظيمية الفائقة للحزب.
"بجانب ذلك، فقد عين الحزب الدكتورة شانتال سركيس أمينة عامة منذ ثلاث سنوات، وهي خبيرة في مجال الانتخابات، وبدأ في جني نتائج الاستثمار في طلبة المدارس والثانوية منذ أن أفرج عن جعجع في 2005" يضيف مراد.
وختم مراد قائلا، "استطاع الحزب تقديم نفسه للشارع المسيحي، كصوت معارض حقيقي لحزب الله".
السبب: الأداء الوزاري
وفي السياق ذاته، قال عضو حزب القوات ورجل الأعمال أنطوان زهرا، إن ما أعطى مصداقية للحزب هو تحالفاته في الدوائر الانتخابية التي لا تعارض قناعاته ونهجه السياسي، بالإضافة إلى الشفافية والأداء المتزن للوزراء التابعين للحزب.
وعن خطة الحزب لمواجهة حزب الله، أضاف أنطوان، "القوات اللبنانية ترحب بالقوى السياسية التي لا تزال مقتنعة بمبادئ 14 آذار، للتوحد في جبهة سياسية ووزارية تكمل الخط الذي بدأه التيار في بناء الدولة".
و14 آذار، هو تحالف سياسي أنشئ عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، لمواجهة النفوذ السوري بلبنان، ويتكون من تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب، وذلك في مواجهة "تحالف 8 آذار" والذي يضم حزب الله وحركة أمل وتيار المردة.