Supporters listen to Texas Democratic gubernatorial candidate Beto O'Rourke, Wednesday, Aug. 17, 2022, in Fredericksburg, Texas…
الديمقراطي، بيتو أورورك، لمنصب حاكم تكساس يتحدث أمام مناصريه استعدادا للانتخابات النصفية في نوفمبر

ستكون انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأميركية، هذا العام، بمثابة تصويت على أداء وقرارات حكام 36 ولاية خلال سنوات صعبة مرت على البلاد، تخللتها ظروف استثنائية، بسبب جائحة كورونا، وقضايا أخرى حساسة تثير الجدل، مثل الإجهاض.

في السنوات الماضية تعامل حكام الولايات الأميركية مع الجائحة عبر قرارات متفاوتة بشأن إغلاق المدراس، وفرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وتقييد حركة الاقتصاد، وهذا الأمر خلق جدلا واسعا على مستوى البلاد بشأن طريقة تعامل كل ولاية مع الجائحة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل برزت مشكلات أخرى لا تقل تعقيدا عن الجائحة، فالجدل الذي أحدثه موقف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وعدم اعترافه بالنتيجة التي قال إنها "مزورة"، وضعت حكام الولايات أمام تحد لم يسبق له مثيل في السنوات الماضية.

كما أن المواقف من قضية الإجهاض، والخلافات السياسية والقانونية والاجتماعية بشأن هذا الملف الحساس، ألقت بظلالها على توجهات الناخب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لذا سيجد بعض الحكام، ممن يسعون إلى إعادة انتخابهم لفترة ثانية، أنفسهم أمام محاسبة صعبة من الناخبين في الثامن من نوفمبر المقبل.

وفي بعض الولايات الـ36، لن يتمكن الحكام السابقون من المنافسة في الانتخابات المقبلة، بسبب الحد الزمني لإمكانية الترشح لمرة أخرى. فوفق النظام الانتخابي، يشغل حاكم الولاية منصبه مدة أربع سنوات، ويمكنه اختيار الترشح لإعادة الانتخاب مرة ثانية، لكن لا يحق للحاكم الخدمة أكثر من ثماني سنوات، خلال مدة 12 عاما.

والانتخابات النصفية لا تتعلق بحكام الولايات الـ36 فقط، بل سيختار الأميركيون أعضاء الكونغرس بمجلسيه، بما يشمل النواب كافة (435 عضوا)، والشيوخ (35 مقعدا من أصل 100).

إذاً، الانتخابات النصفية مهمة للحزبين الديمقراطي والجمهوري، وطبعا للرئيس الديمقراطي، جو بايدن، صاحب الخبرة الطويلة في الكابيتول، وهو السياسي المخضرم الذي يعمل جاهدا عبر قرارات وقوانين أقرها مؤخرا لتعزيز صورة حزبه أمام الناخبين.

وبالنسبة للجمهوريين، فإن الأمر يتعلق بالوصول إلى أغلبية في الكونغرس، بشقيه النواب والشيوخ، تمكنهم من التأثير بقوة على قرارات الرئيس والقوانين التي تثير الخلاف بين الطرفين.

كما أن الانتخابات النصفية تعد بمثابة اختبار لقدرة الجمهوريين على العودة إلى البيت الأبيض عام 2024، عبر مرشح يمكنه هزيمة بايدن الذي ينوي الترشح لولاية ثانية.

لكن الجمهوريين يواجهون تحديا من نوع آخر، يتعلق بقوة تأثير ترامب على الناخبين والمرشحين في الحزب، إذ بات الرئيس السابق قوة لا يستهان بها، وهو يعد العدة للعودة إلى البيت الأبيض، رغم ما يواجه من تحديات قانونية تتعلق بالتحقيقات في ملفات حساسة، أبرزها هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير عام 2021.

البارز في مسألة ترامب، أنه غاضب على حكام جمهوريين رفضوا ضغوطه بشأن ادعائه "تزوير" الانتخابات الرئاسية، ليطرح الأمر سؤالا مهما: هل سيتمكن حكام الولايات الجمهوريون الذين صدّقوا على نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية من الاحتفاظ بمناصبهم؟

وسط هذا المشهد المعقد، ما الذي عليك متابعته لفهم ما يجري في الولايات المتحدة الآن؟

لفهم ما يجري، وقراءة دلالات المنافسة في الانتخابات النصفية، وما تعنية على مستوى حكام الولايات للحزبين الديمقراطي والجمهوري، والانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، سنركز على 10 ولايات أميركية تشهد سباقات انتخابية محمومة، ستكون اختبارا حقيقيا للمتنافسين على الساحة السياسية الأميركية، وتقدم مؤشرات مهمة لمستقبل الخارطة السياسية في البلاد:

فلوريدا

الجمهوري، رون ديسانتيس، ينافس الديمقراطي، تشارلي كريست.

لا يتوقف خطر ديسانتيس بالنسبة للديمقراطيين في إمكانية انتزاعه منصب حاكم فلوريدا من مرشحهم، تشارلي كريست، فعين هذا الرجل موجهة على البيت الأبيض، ويعدّ نفسه للدخول في منافسة شرسة لانتزاع ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2024.

بالتالي، هدف الديمقراطيين يتركز على إنهاء مستقبل ديسانتيس السياسي من الآن، كي يمنعوا صعوده إلى مستوى يهدد حظوظ بايدن. 

لكن، المهمة ستكون صعبة على كريست، الحاكم السابق، في ولاية أرجوانية (لا تنتمي لأي من الحزبين) كانت تتجه إلى اللون الأحمر (الجمهوري)، مقابل اللون الأزرق الذي يرمز للحزب الديمقراطي.  

تكساس

الديمقراطي، بيتو أورورك، ينافس، غريغ أبوت.

سطوع نجم المنافس الديمقراطي، أورورك، يزيد من رغبة الليبراليين والتقدميين في إعطاء هذا السباق الطويل نظرة ثانية، ونوعا من الأمل في تحقيق انتصار في ظروف صعبة انتخابيا.

لكن التوقعات تشير إلى أن ولاية تكساس تميل رنحو تمديد فترة الحاكم الحالية، أبوت، لكن وجود أورورك سيساهم في تسخين هذا السباق الانتخابي. 

سباق هذا العام يعيدنا إلى 2018، حين خسر أورورك أمام تيد كروز، وبرز التنافس بينهما كواحد من أكثر السباقات سخونة في البلاد.

وسباق هذا العام قد لا يقل سخونة، فهذه محاولة جديدة من الديمقراطيين لكسر القبضة الحديدية للحزب الجمهوري على هذه الولاية.

ميشيغان

الجمهورية، تيودور ديكسون، تنافس الديمقراطية، غريتشن ويتمير.

تسببت ويتمر بغضب عارم بين المحافظين والجمهوريين، لتطبيقها قيود كورونا بشكل صارم، وباتت هذه السيدة القوية هدفا رئيسيا للجمهوريين في بداية هذا العام.

لكن قد يفشل الجمهوريون في تحقيق الهدف بإبعاد ويتمر عن ولاية جديدة في منصبها، لأن الانتخابات التمهيدية للجمهورين شهدت حالة فوضى في الولاية أضعفت فرصهم في الانتخابات المقبلة وفق التوقعات.

وتظهر نتائج استطلاعات مبكرة أن ويتمر حصلت على 50 بالمئة، متقدمة على ديكسون، بفارق 11 نقطة. كما أظهر استطلاع جديد هذا الأسبوع، أن ويتمير وسّعت تقدمها على ديكسون بفارق 13 نقطة.

بنسلفانيا

الديمقراطي، غوش شابيرو، يواجه الجمهوري، دوغ ماستريانو.

حاكم الولاية السابق، توم وولف، غائب عن المنافسة هذه المرة بسبب الحد الزمني المسموع بإعادة الانتخاب، لذا يسعى الحزب الجمهوري لجعل ولاية بنسلفانيا ساحة منافسة ساخنة، بسقف طموح يصل إلى حد حرمان الديمقراطيين من هذه الولاية.

لكن ماستريانو، المشرّع في الولاية المدعوم من ترامب، وهو المرشح الجمهوري لمنصب حاكم الولاية، مثير للجدل، وهو ما يجعل من بنسلفانيا نقطة مهمة لاختبار مدى تأثير ترامب على الناخبين، وبالتالي الحصول على إشارات واضحة حول ما يفكر به في عام 2024.

ويحظى ماستريانو بدعم ترامب، لأنه أكد دوما على مزاعم "تزوير" في انتخابات 2020. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مواقفه من وباء كوفيد-19 مثيرة للجدل أيضا، حيث نشر معلومات "خاطئة" عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حول لقاح كورونا.

لكن ماذا تقول استطلاعات الرأي؟ 

خلال الصيف، كشفت نتائج الاستطلاعات أن المرشح الديمقراطي، شابيرو، وهو المدعي العام للولاية، متقدم  بفارق سبع نقاط في المتوسط على ماستريانو.

لكن استطلاعات الرأي الأخيرة للناخبين المحتملين، ومنها استطلاع أجرته كلية "إيمرسون"، في 22 أغسطس الماضي، حصل ماستريانو على ثلاث نقاط إضافية.

ويسكونسن

الجمهوري، تيم ميشيلز، ينافس الديمقراطي، توني إيفرز. 

ولاية ويسكونسن قد تكون ساحة قتال سياسي عنيف بين الديمقراطيين والجمهوريين، إذ لابد من التذكير بأن الحاكم الديمقراطي السابق، إيفرز، عمل جاهدا على عرقلة أجندة الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري في الولاية، بما في ذلك فرض قواعد انتخابية أكثر صرامة.

هذا الأمر يجعل إيفرز يعلق آمالا كبيرة على إعادة انتخابه، ودعم الناخبين له في مرحلة حرجة مرت بها الولاية خلال مناقشات حول قضية الإجهاض، إذ كان يميل بشدة إلى حماية الحقوق الإنجابية، حيث قدم عفوا لأطباء حوكموا بسبب إجرائهم عمليات إجهاض بموجب قانون ويسكونسن لعام 1849 المناهض للإجهاض.
 

سخونة المشهد في ويسكونسن تبرز في أن إيفرز يواجه منافسا صعبا مدعوما بكل قوة من ترامب. فالمرشح الجمهوري، ميشيلز، وهو قطب في مجال البناء، يريد، من بين مواقف محافظة أخرى، تفكيك اللجنة المكونة من الحزبين، والتي تشرف على انتخابات الولاية.

في الآونة الأخيرة، ركز ميشيلز حملته على الجريمة، وهاجم الحاكم إيفرز لـ "عدم بذل جهد كاف" لوقف أعمال الشغب في كينوشا عام 2020، والتي اندلعت من الاحتجاجات في أعقاب إطلاق ضابط شرطة أبيض النار على جايكوب بليك، وهو رجل أسود.

كانساس

الجمهوري، ديريك شميدت، ينافس الديمقراطية، لورا كيلي.

لمع نجم حاكمة الولاية السابقة، الديمقراطية لورا كيلي، عندما انتزعت فوزا صعبا، في انتخابات عام 2018، في ولاية حمراء. 

لكن يبدو أن هذه النجومية باتت في خطر الآن، فالجمهوريون يطمحون لتخليص الولاية من الديمقراطيين وإعادتها لصفهم، من خلال مرشحهم المدعي العام، ديريك شميدت، الذي وعد بأن يكون حاكما يدافع بقوة عن الحرية الدينية ويحارب الجريمة ويعارض الإجهاض.

لكن رغم المخاطر التي أحاطت بحاكمة كانساس السابقة، خاصة خلال فترة رئاسة ترامب، فإن هناك سببا كي تشعر كيلي بالتفاؤل، لأن ناخبي كانساس رفضوا، بأغلبية ساحقة، مبادرة الاقتراع، في أغسطس، التي كانت ستزيل الحماية الدستورية للولاية لحقوق الإجهاض.

من جهته، ركز شميدت، في الأسابيع الأخيرة، انتقاداته لكيلي بسبب نظام الولاية المتعثر لرعاية الأطفال في قضية الرياضيين المتحولين جنسيا في رياضات الفتيات والنساء. 

نتائج كانساس ستكون مؤشرا قويا يساهم في فهم طبيعة توجهات الناخب الأميركي من القضايا الجدلية، وعلى رأسها الإجهاض.

نيفادا

الجمهوري، جو لومباردو، ينافس الديمقراطي، ستيف سيسولاك.

الحاكم السابق، الديمقراطي ستيف سيسولاك، هو أحد أهم أهداف الجمهوريين في انتخابات هذا الخريف، ويبدو أن المنافسة الانتخابية ستزيد الأجواء سخونة في نيفادا،  فالمرشح الجمهوري، جو لومباردو، يقلص الفوارق، ويبقي الأمور قريبة ما يجعل من الصعب التكهن بمن سيفوز في هذه الولاية المهمة بالنسبة لكلا الحزبين.

المعركة في هذه الولاية تدور حول دور الشرطة، فالديمقراطي سيسولاك، يركز في حملته على سجل منافسه الجمهوري لومباردو حين كان رئيسا للشرطة، قائلا إنه تسبب في "ارتفاع في جرائم القتل" في مقاطعة كلارك.

لكن لومباردو  يرد على هذا الهجوم من خلال استراتيجية تقوم على إقناع الناخبين بأن الديمقراطيين مناهضون للشرطة التي تقوم بدور وطني من أجل سكان الولاية.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث حاول الديمقراطيون أن يستغلوا إقامة لومباردو إفطارا مع حاكم فرجينيا، غلين يونكين، في كنيسة معمدانية في لاس فيغاس، وصف قسيسها المثلية، عام 2018، بأنها "خطيئة محبطة ومهينة وقذرة ورهيبة".

لكن سرعان ما أشار الجمهوريون إلى أن سيسولاك كرّم الكنيسة في إعلان صدر عام 2019 "لحضورها القوي وسط الشباب".

أريزونا

الجمهورية، كاري ليك، في مواجهة الديمقراطية، كاتي هوبز. 

طبيعة المرشحين في ولاية أريزونا تجعل السباق الانتخابي في هذه الولايات مختلفا، إذ تمثل الجمهورية، كاري ليك، والديمقراطية، كاتي هوبز، نقيضين في كل شيء تقريبا، ولا تتفقان على أي مسالة.

ليك حصلت على تأييد كامل من ترامب، وهي من أشد المدافعين عن ادعاءات "تزوير" انتخابات 2020، مروجة لفكرة أن بايدن "سرق" النصر من ترامب.

أما هوبز، وهي سكرتيرة ولاية أريزونا، فقد ساعدت في الإشراف على انتخابات الرئاسة 2020، وكان موقفها صريحا وواضحا ضد ادعاءات ترامب "الكاذبة" حول تزوير أصوات الناخبين.

إذاً، هذه المواجهة ستكون ساخنة، كما أنها ستعيد، ولو بشكل غير مباشر، الصراع بين قطبين، أحدهما داعم لادعاءات ترامب بشأن انتخابات الرئاسة لعام 2020، وآخر لا يعترف بما يدلي به ترامب من تصريحات لا تستند إلى أدلة ملموسة.

هوبز، معروفة بلقب "السياسية الهادئة"، لكن الحملة الانتخابية ليست كذلك، فالجمهوريون وأنصار ترامب يسلطون سهامهم عليها.

في الأسبوع الماضي، استخدمت هوبز حسابها على تويتر، لتلقي الضوء على علاقة منافستها ليك مع، مايك ليندل، الرئيس التنفيذي لشركة "MyPillow"، الذي صادر مكتب التحقيقات الفيدرالي هاتفه.

وليندل هو حليف لترامب دفع بادعاءات ونظريات مؤامرة حول انتخابات 2020.

وأعادت الديمقراطية هوبز تغريد لقطة أظهرت ليندل وهو يلتقط صورة مع منافستها الجمهورية، وعلقت بالقول: "هل تقصد هذا الهاتف؟" في إشارة إلى الهاتف المُصادَر.

لكن الجمهورية ليك اتهمت هوبز بأنها "تحتفل بالاضطهاد السياسي المستمر الذي تمارسه إدارة بايدن لأنصار سياسات 'أميركا فيرست' (أميركا أولا)".

جورجيا

الديمقراطية، ستايسي أبرامز، تنافس الجمهوري، براين كيمب. 

يصر الديمقراطيون على أن مرشحتهم، أبرامز، يمكن أن تهزم الحاكم السابق، الجمهوري كيمب، حيث تعاد المواجهة بين الاثنين بعد أربع سنوات.

خسرت أبرامز نصف نقطة مئوية، في عام 2018، أمام كيمب، لكنها الآن في موقف أقوى من السابق، وما يدلل على ذلك الأموال التي جمعتها حملتها وبلغت 18.5 مليون دولار، مقابل 7 ملايين دولار لكيمب، وفقا لسجلات تمويل الحملات الحكومية.

رغم  ذلك، تشير استطلاعات الرأي التي أجريت في الصيف، أن هزيمة كيمب ليست بالأمر السهل،  إذ لا يزال الحاكم الجمهوري السابق للولاية يتمتع بشعبية كبيرة، بعد فوزه على منافسه، ديفيد بيرديو، السيناتور السابق في الانتخابات التمهيدية للحزب.

كيمب، والذي صدّق على نتيجة الانتخابات الرئاسية السابقة، نجا من معركة الانتخابات التمهيدية للحزب أمام مرشح دعمه ترامب.

ويبدو أن الديمقراطيين يعيشون حالة من القلق بشأن مستقبل أبرامز، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز". كما تظهر تحليلات الأرقام التي أجراها موقع "FiveThirtyEight"، أن منافسها كيمب يتقدم بمتوسط 6 نقاط مئوية تقريبا، وهي نتيجة تعززها مخرجات نحو 12 استطلاعا أجريت في الصيف.

لكن في الأسبوع الماضي، شهدت حملة أبرامز بعض الأخبار الجيدة، بعد أن أظهر استطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" أن الفوارق تتقلص بين المتنافسين، إذ بينت النتيجة أن كيمب حصل على 50 في المئة من أصوات الناخبين المحتملين مقابل 48 بالمئة من الأصوات ذهبت لأبرامز بهامش خطأ وصل إلى 2.7 في بالمئة.

نيو مكسيكو

الديمقراطية، ميشيل لوجان غريشام،  في مواجهة الجمهوري، مارك رونشيتي.

لا يزال الجمهوريون متفائلين بشأن الإطاحة بالديمقراطية، غريشام ، التي تواجه تحديا من منافس الحزب الجمهوري، رونشيتي، المرشح السابق لمجلس الشيوخ، وعالم الأرصاد الجوية.

عرف عن غريشام دفعها الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الديمقراطيون إلى توسيع نطاق الحقوق في قضية الإجهاض، وإنشاء قواعد أكثر صرامة لامتلاك الأسلحة، وإنهاء الحصانة المتعلقة بالملاحقة القضائية لضباط الشرطة.

حملة الجمهوري رونشيتي تقف على النقيض من منافسته الديمقراطية بشأن قضايا الإجهاض والأسلحة والشرطة، ما يشعل المنافسة بين الاثنين، فيما ستكون النتائج مؤشرا كبيرا نحو معرفة اتجاهات الجمهور الأميركي تجاه هذه القضايا.

حملة رونشيتي ركزت أيضا على دعم إنفاذ القانون وسط ارتفاع الجريمة في أجزاء من الولاية، وأهمية بذل جهود أكبر للدفاع عن أمن الحدود الأميركية مع المكسيك، والدفع نحو تنفيذ خطة اقتصادية من ثماني نقاط (بما في ذلك النفط والبنزين).

إحدى المجالات التي يقول المراقبون الوطنيون إنها تميز الجمهوري رونشيتي كانت تتعلق بالإجهاض، حيث حاول إبداء نبرة تصالحية، قائلا إن الحُكم المعروف في القضية باسم " دوبس ضد منظمة جاكسون لصحة المرأة"، هذا الصيف، يعطي فرصة لـ "حوار محسوب" حول هذه القضية.

وفي قضية "دوبس" كانت المحكمة العليا، قضت، في 24 يونيو الماضي، بأن الدستور لا يمنح الحق في الإجهاض، وأبطل قرارين تاريخيين للمحكمة العليا، وما يقرب من نصف قرن من السوابق القانونية.

منافسة بين السيناتور الديمقراطي رافاييل وارنوك والجمهوري هيرشل ووكر
منافسة بين السيناتور الديمقراطي رافاييل وارنوك والجمهوري هيرشل ووكر

انطلقت في ولاية جورجيا الأميركية، الثلاثاء، جولة الإعادة في الانتخابات على مقعد مجلس الشيوخ، الذي يتنافس عليه السيناتور الديمقراطي، رافاييل وارنوك، الذي يسعى لإعادة انتخابه، والجمهوري هيرشل ووكر، لاعب كرة القدم الأميركي السابق المدعوم من الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وللمرة الثانية خلال عامين، يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع في هذه الولاية الجنوبية الهامة لاختيار عضو مجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة، بعد فشل أي منهما في الحصول على 50 في المئة المطلوبة من الأصوات.

وكان وارنوك قد حصل على نسبة 49.4 في المئة من الأصوات في انتخابات الثامن من نوفمبر، فيما حصل ووكر على 48.5 في المئة، والمرشح الليبرالي، تشيس أوليفر، على 2.1 في المئة من الأصوات.

ووفق النظام الانتخابي المعمول به في ولاية جورجيا، يفوز المرشح في جولة الإعادة الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري محتدمة، فيما يتوقع ألا تعلن النتائج النهائية قبل عدة أيام. 

وقد صوت نحو 1.9 مليون شخص من أصل سبعة ملايين ناخب مسجل في وقت مبكر، وفق فرانس برس.

وقالت "سي أن أن" إن نحو ثلي الناخبين الذين صوتوا مبكرا من السود، وأكثر من ربع المصوتين هم دون سن الـ50.

وبلغ عدد الناخبين الذين صوتوا يوميا حوالي 300 ألف ناخب، وهي أكبر نسبة إقبال على التصويت المبكر في يوم واحد في تاريخ الولاية، وفق "سي أن أن".

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، إن هذه الانتخابات "أساسية حقا"، داعيا الناخبين في جورجيا إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع.

وانتخابات هذا العام تمثل الحملة الرابعة لوارنوك خلال عامين، وقد ترشح عام 2020 ضد سيدة الأعمال الجمهورية، كيلي لوفلر، وانتهى هذا السباق بجولة إعادة في يناير 2021، فاز بها وارنوك. 

ومنح فوز وارنوك وكذلك السيناتور الديمقراطي عن جورجيا، جون أوسوف، الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ في عام 2021.

وفاز ووكر بسهولة بترشيح الحزب الجمهوري، وبينما ساعد تأييد ترامب له في الحصول على هذا الترشيح، لم يطلق الرئيس السابق حملة لدعمه في جولة الإعادة وسط مخاوف من تأثير ذلك على تصويت المستقلين ونساء الضواحي، وهما كتلتان حاسمتان في الولاية.

ونتيجة جولة الإعادة لن تؤثر على تحديد الحزب الذي سيهيمن على مجلس الشيوخ للفترة الجديدة بعد أن تم حسم هذا الأمر بحصول الديمقراطيين على 50 مقعدا من أصل 100 مقعد، إلا أنهم بفوزهم بهذا المقعد سيعززون هذه الأغلبية.

ورغم أنه تم تحديد ميزان القوى في واشطن بهيمنة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ والجمهوريين على مجلس النواب إلا أن انتخابات هذه الولاية التي تضم عددا كبيرا من السكان من أصل أفريقي تعتبر حاسمة بالنسبة لما تبقى من ولاية بايدن، وفق فرانس برس.

ويرى الجمهوريون أن هذا المقعد يمكن أن يوفر لهم فرصة لزيادة قوتهم وقدرتهم على عرقلة سياسات الرئيس الديموقراطي، فمع بقاء 700 يوم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، تأمل المعارضة الجمهورية في تحطيم زخم بايدن الذي كان أداؤه أفضل بكثير مما كان متوقعا في نوفمبر.

وعلى الجانب الديمقراطي، سيؤدي الفوز بهذا المقعد إلى تعزيز الأغلبية الضئيلة للحزب في مجلس الشيوخ، ما يسمح له بممارسة تأثير أكبر في اللجان التشريعية الأساسية.

وسعيا إلى الفوز، استعان الديمقراطيون بشخصيات الحزب المؤثرة مثل الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي يعتبر أحد أكثر الشخصيات شعبية في الحزب، والذي شارك في الحملة في أتلانتا الأسبوع الماضي. 

وما يعكس أهمية هذه الانتخابات، تم ضخ ما يقرب من 400 مليون دولار فيها، لكن من الصعب التنبؤ بنتيجتها.

وجورجيا المحسوبة تاريخيا للجمهوريين، فاجأت أميركا بتفضيلها بايدن على ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قبل أن تنتخب اثنين من الديمقراطيين إلى مجلس الشيوخ بعد ذلك بشهرين (وارنوك وأوسوف)

وتجد الولاية نفسها من جديد في قلب مواجهة محتدمة مع مرشحين غير نمطيين، إذ دخل الجمهوري ووكر، الذي يُعتبر من كبار اللاعبين في تاريخ كرة القدم الجامعية، السياسة في وقت متأخر من حياته. 

ويسعى الرجل البالغ من العمر 60 عاما لانتزاع المقعد من وارنوك الذي كان قبل أن يصير عضوا في مجلس الشيوخ عن جورجيا في عام 2021 قسا في الكنيسة التي خدم فيها مارتن لوثر كينغ في أتلانتا. 

لكن حملة المرشح المؤيد لترامب شابها العديد من الانتقادات، فقد اتُهم ووكر، المعروف بمواقفه المناهضة للإجهاض، بتمويل عمليات إجهاض عدد من رفيقاته السابقات.