وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في استقبال الرئيس الفرنسي ورفيقته فاليري تريفيلير على أرض المطار.
ويرافق هولاند وفد هو الأكبر الذي يغادر معه إلى الخارج منذ توليه مهامه في مايو/أيار ويضم حوالي 200 شخص بينهم تسعة وزراء و 12 مسؤولا سياسيا و40 من رجال الأعمال وكتاب وفنانون وحوالي مائة صحافي.
وقال الناطق الدبلوماسي باسم قصر الاليزيه رومان نادال إن "ذلك يدل على الأهمية السياسية لكن أيضا الرمزية والاقتصادية التي يوليها رئيس الجمهورية لهذه الزيارة".
وينتطر أن يصدر الرئيسان الجزائري والفرنسي مساء الأربعاء "بيانا مشتركا" يفتح الطريق لتعاون بين البلدين في جميع المجالات.
كما سيحضر الرئيسان حفل "التوقيع على ثماني اتفاقيات تخص قطاعات الدفاع والصناعة والزراعة والثقافة والتعليم"، كما أوضح رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال.
وأهم اتفاقية ستكون عقد إنشاء مصنع لسيارات رينو في مدينة وادي تليلات بوهران الذي يتم التفاوض حوله منذ عدة شهور. وينتطر أن ينتج المصنع ابتداء من 2014 ما لا يقل عن 25 ألف سيارة سنويا.
ويلقي هولاند صباح الخميس خطابا رسميا أمام البرلمان المجتمع بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة)، من المتوقع أن يقدم فيه "نظرة عقلانية" لمرحلة الاستعمار الفرنسي للجزائر التي دامت 132 سنة.
وظهر الخميس ينتقل هولاند إلى تلمسان للقاء طلاب جامعة أبو بكر بلقايد ويتلقى فيها شهادة دكتوراه شرفية.
طي صفحة الماضي
وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيسين سيعملان على طي صفحة الماضي الذي عرف تجاذبات في العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، وذلك من خلال "إعلان مشترك" في حال عدم التوصل إلى اتفاقية صداقة.
وقال الرئيس الجزائري في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إن الجزائر تريد "علاقة قوية وحيوية مع فرنسا"، فيما ترغب باريس في هذه المناسبة في استئناف "حوار سياسي حول التحديات الدولية الكبرى" بدءا بمالي.
وترغب فرنسا في الحصول على دعم الجزائر لتدخل دولي في شمال مالي الخاضع لسيطرة الإسلاميين.
وأمام مجلسي البرلمان الجزائري، يعتزم الرئيس هولاند الذي يعرف جيدا الجزائر، حيث أمضى فترة تدرب حين كان في "معهد الإدارة العليا" عام 1978 الخميس التطرق إلى ماضي العلاقات، بعد 132 عاما من الاستيطان الفرنسي وحرب الاستقلال الدموية.
وكان هولاند قد قام بأول خطواته في هذا المجال في الخريف حين اعترف بـ "القمع الدموي" الذي قامت به الشرطة الفرنسية لتظاهرة 17 أكتوبر/تشرين الأول1961 والذي أوقع عشرات القتلى في باريس في صفوف المتظاهرين الجزائريين. وقال إن "التاريخ يجب أن يستخدم لبناء المستقبل وليس لوقفه".