نقطة تفتيش للشرطة عند مدخل عين أميناس
نقطة تفتيش للشرطة عند مدخل عين أميناس

صرح مصدر أمني جزائري الأربعاء أن أحد أعضاء المجموعة المتشددة الخاطفة التي نفذت الاعتداء على موقع تيقنتورين لإنتاج الغاز قرب عين أميناس جنوب شرق الجزائر في 16 يناير/كانون الثاني الحالي، عمل في الماضي سائقا لإحدى الشركات العاملة في الموقع.

وقال المصدر إنه استقال من عمله قبل عام، غير أنه تعذر عليه تحديد الشركة التي كان يعمل لديها السائق السابق. وأكد أنه تم التعرف على جثته من قبل موظفين في الموقع.

وأوضح المصدر الأمني أن الكنديين اللذين شاركا في الاعتداء "يحملان جنسية مزدوجة كندية وعربية".

وكان رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال قد أشار في مؤتمر صحافي الإثنين إلى تواطؤ سائق سابق وإلى أن اسمه زايد.

قائد العملية اشترى السلاح من ليبيا

وفي السياق ذاته أفادت صحيفة جزائرية أن قائد المجموعة المتشددة التي نفذت الاعتداء، اشترى السلاح الذي استخدم في الاعتداء من ثوار الزنتان بليبيا.

وأضافت صحيفة الشروق المستقلة الواسعة الانتشار "كشفت التحقيقات الأولية مع الإرهابيين الثلاثة الموقوفين لدى مصالح الأمن أن ثوار الزنتان بليبيا هم من كانوا وراء بيع الأسلحة التي استخدمت في الاعتداء على موقع إنتاج الغاز بتيقنتورين".

وأشارت الصحيفة إلى أن الثلاثة الموقوفين هم جزائريان وتونسي، مضيفة أن مصالح الأمن "حجزت في أعقاب العملية العسكرية أسلحة ثقيلة منها صاروخ مضاد للطائرات المدنية مرفوق بآلة حمله (منصته) تم الاستيلاء عليها خلال الأزمة الليبية، كما تم حجز 23 سلاح كلاشنكوف وقذيفتي هاون إضافة إلى صناديق تي إن تي وقنابل يدوية".


فيديو  للقناة الجزائرية (نوميديا نيوز) يظهر رهائن عملية عين أميناس قبل تحريرهم

وأضافت أن قائد المجموعة المهاجمة محمد لمين بن شنب "الذي كان يلقبه الإرهابيون المعتدون عمي الطاهر هو الذي تكفل بالتفاوض مع ثوار الزنتان حول الأسلحة والقيمة المالية لكل قطعة".

وأوضحت الصحيفة أنه تم الاتفاق على اقتناء سلاح الكلاشينكوف ب900 دينار ليبي (600 دولار) فيما حددت قيمة القذائف ب1200 دينار (800 دولار).

وكان مصدر متشدد ليبي قد أكد الثلاثاء أن إسلاميين ليبيين قدموا مساعدة لوجستية للمسلحين الذين نفذوا الاعتداء، كما أعلن عبد المالك سلال الاثنين القبض على ثلاثة مسلحين، وقال إن قائد المجموعة الخاطفة إرهابي معروف لدى أجهزة الأمن، وهو جزائري يدعى محمد الأمين بن شنب وقتل في العملية.

توترات متصاعدة في علاقات الجزائر وباريس
شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الآونة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا على خلفية عدة قضايا

في تصعيد جديد في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، ردت وكالة الأنباء الجزائرية، الأحد، على الاتهامات التي طالتها من باريس، بشأن استفادتها من مساعدات فرنسية وعدم احترامها للاتفاقات الموقعة بين البلدين .

ترى الجزائر وفق ما جاء في البيان، أن هذه الاتهامات تم الترويج لها من قبل وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، "أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف الفرنسي".

وجاء في البيان "لم يتردد برونو روتايو، أحد أبرز وجوه هذا التيار السياسي (اليمين المتطرف) في الترويج لهذا الخطاب الكاذب وغير المعقول، متجاهلا حقيقة جوهرية: إذا كان هناك بلد يستفيد حقا من العلاقات الثنائية، فهو فرنسا بلا شك".

في هذا السياق، استدعت الجزائر الأسبوع الماضي سفير فرنسا بالجزائر، ستيفان روماتي، لمناقشة ملف عقاري ظل موضوعًا متجاهلًا من قبل باريس، وفق البيان، يتعلق بالعقارات التي وضعتها الجزائر تحت تصرف فرنسا، مما يكشف عن عدم توازن في العلاقة بين البلدين.

وأشار البيان إلى أن فرنسا تملك 61 عقارًا في الجزائر، تستفيد منها بأسعار إيجار منخفضة للغاية.

من أبرز هذه العقارات، مقر سفارة فرنسا في الجزائر الذي يمتد على مساحة 14 هكتارًا في العاصمة الجزائرية، وكذلك إقامة سفير فرنسا، المعروفة باسم "ليزوليفيي"، التي تقع على مساحة 4 هكتارات وملزمة بإيجار رمزي لم يتغير منذ عام 1962 (تاريخ استقلال الجزائر عن فرنسا).

إضافة إلى ذلك، تكشف الجزائر عن أن العديد من الاتفاقيات الثنائية تمنح فرنسا مزايا ضخمة في مجالات عدة، منها اتفاقية 1968 التي تنظم وضع الجزائريين في فرنسا، والتي تسمح للعمالة الجزائرية بالمساهمة في الاقتصاد الفرنسي دون أن تستفيد الجزائر من امتيازات مماثلة.

أما في مجال التجارة والاستثمار، فتستفيد المؤسسات الفرنسية من بيئة أعمال مواتية في الجزائر، في حين تعاني الشركات الجزائرية من صعوبة في التوسع في السوق الفرنسية.، وفق ذات البيان

وفي ختام الرد، شددت الجزائر على ضرورة فتح نقاش جاد حول احترام المعاهدات الموقعة، بالقول " كفى نفاقا! قد حان الوقت لكشف الحقيقة" مبدية استعدادها لمناقشة أي من الطرفين قد استفاد أكثر من هذه الاتفاقيات.

الجزائر دعت بالمناسبة إلى ضرورة التوقف عن الخطابات المضللة وتوضيح الحقيقة للرأي العام بشأن المعاملة الثنائية التي طالما كانت لصالح فرنسا.

وشهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الآونة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا على خلفية عدة قضايا. 

بدأ التوتر عندما سعت فرنسا لترحيل عدد من "المؤثرين" الجزائريين المقيمين على أراضيها، مما أثار ردود فعل قوية من الجانب الجزائري.

في هذا السياق، هدد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بالاستقالة إذا لم تستعد الجزائر مواطنيها الذين يعتبرهم خطرًا، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى مراجعة اتفاقية 1968 التي تمنح امتيازات خاصة للمواطنين الجزائريين في فرنسا.

من جانبها، أعربت الجزائر عن رفضها للغة التهديدات والإنذارات، مؤكدةً تمسكها بحقوق مواطنيها المقيمين في فرنسا.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بيان لها: "في خضم التصعيد والتوترات التي أضفاها الطرف الفرنسي على العلاقات بين الجزائر وفرنسا، لم تُبادر الجزائر بأي شكل من أشكال القطيعة، بل تركت الطرف الفرنسي وحده يتحمل المسؤولية بصفة كاملة".