رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يطلع مجلس العموم على تطورات قضية الرهائن
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يطلع مجلس العموم على تطورات قضية الرهائن

يجرى رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الأربعاء محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزير بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال تتناول الحملة المسلحة فى مالى و الصراع ضد المنظمات المسلحة شمال افريقيا و تداعيات ازمة الرهائن فى الجزائر، كما قالت مراسلة راديو سوا في لندن صفاء حرب.

وأضافت المراسلة أن الزيارة هي الأولى التى يقوم بها رئيس وزراء بريطانى للجزائر منذ استقلالها عام 1962 وتأتى بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة البريطانية نشر نحو 3500 عسكري فى مالى و دول غرب افريقيا للقيام بمهام تدريبية بالإضافة إلى زيادة الدعم اللوجستى لفرنسا التى تقود عمليات عسكرية فى مالى ضد الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وأشارت إلى أن كاميرون كان قد حذر من صراع طويل قد يستمر عقودا ضد الإرهاب في شمال افريقيا كما اعتبر أن التهديد الإرهابى المتواصل يتطلب أكثر من أى وقت مضى ردا دوليا يتسم بالصبر والصلابة والذكاء.

من ناحيتها قالت صحيفة "لي سوار دالجيري" الجزائرية الناطقة بالفرنسية إن "كاميرون يزور الجزائر لحماية الأرباح الضخمة لشركة بي بي".

أما صحيفة "ليبرتي" الناطقة بالفرنسية أيضا فقد عنونت صفحتها الأولى "ديفيد كاميرون في الجزائر لمحادثات بشأن بي بي".

وقالت إن قدوم كاميرون "يشكل إحدى الزيارات النادرة لرئيس وزراء بريطاني للجزائر" مضيفة أن "ماساة عين اميناس دفعت ديفيد كاميرون إلى القيام بهذه الزيارة" التي ترمي الى هدفين "انهاء التوتر الدبلوماسي بين لندن والجزائر الذي نجم عن أحداث تيقنتورين ومنح الانطباع بأن رئيس الوزراء البريطاني ينشط فقط من أجل مصالح بريطانيا".

واحتج كاميرون وغيره من قادة الدول المعنية، في مرحلة أولى، على عدم ابلاغهم مسبقا بخطة تدخل الجيش الجزائري في منشأة تيقنتورين الواقعة في صحراء الجزائر على بعد 1300 كيلومتر جنوب شرق العاصمة لإنهاء عملية احتجاز رهائن نفذتها مجموعة إسلامية مسلحة في 16 يناير/كانون الثاني الحالي، الأمر الذي اعتبرته السلطات الجزائرية قرارا سياديا.

علاقات الجزائر وفرنسا تدهورت خلال الأشهر الأخيرة ـ رويترز

رفضت الجزائر استقبال قائمة مواطنيها الذين صدرت بحقهم قرارات إبعاد من التراب الفرنسي، مشددة على ضرورة اتباع القنوات الرسمية المتفق عليها بين البلدين لمعالجة مثل هذه الحالات.

وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، الثلاثاء، استقبل الأمين العام للوزارة لوناس مقرمان القائم بأعمال سفارة الجمهورية الفرنسية بالجزائر.

وأكدت الجزائر في ردها "رفضها القاطع للغة التهديد والوعيد والمهل وكافة أشكال الابتزاز"، كما اعترضت على "المقاربة الانتقائية" التي تنتهجها فرنسا إزاء الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تربط البلدين.

وفيما يخص رفض قبول قائمة المواطنين المبعدين، أوضحت الجزائر أنه "لا يمكن لفرنسا أن تقرر، بصفة أحادية وانفرادية، إعادة النظر في القنوات الاعتيادية المخصصة لمعالجة حالات الإبعاد".

ودعت الطرف الفرنسي إلى "احترام الإجراء المعمول به في هذا المجال" من خلال اتباع القنوات المتفق عليها بين المقاطعات الفرنسية والقنصليات الجزائرية المختصة.

وشدد الرد الجزائري على أن بروتوكول اتفاق عام 1994 لا يمكن تطبيقه بمعزل عن اتفاقية العلاقات القنصلية لعام 1974، مؤكداً أنه "لا ينبغي أن يكون تنفيذ أحد هذين النصين القانونيين على حساب الآخر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بضرورة ضمان احترام حقوق الأشخاص المعنيين بتدابير الإبعاد".

وقررت السلطات الجزائرية، لهذه الأسباب، عدم دراسة القائمة التي قدمتها السلطات الفرنسية، داعية إياها إلى اتباع القنوات الاعتيادية المتفق عليها بين المقاطعات الفرنسية والقنصليات الجزائرية.

وشهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الآونة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا على خلفية عدة قضايا. 

وبدأ التوتر عندما سعت فرنسا لترحيل عدد من "المؤثرين" الجزائريين المقيمين على أراضيها، مما أثار ردود فعل قوية من الجانب الجزائري.

في هذا السياق، هدد وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بالاستقالة إذا لم تستعد الجزائر مواطنيها الذين يعتبرهم خطرًا، مشيرًا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى مراجعة اتفاقية 1968 التي تمنح امتيازات خاصة للمواطنين الجزائريين في فرنسا.

من جانبها، أعربت الجزائر عن رفضها للغة التهديدات والإنذارات، مؤكدةً تمسكها بحقوق مواطنيها المقيمين في فرنسا.