قدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة شكوى تشهير ضد صحيفة لوموند الفرنسية التي نشرت في نيسان/أبريل الماضي صورة له وربطته بفضيحة أوراق بنما، وفق ما أعلن مصدر قضائي فرنسي الأربعاء.
وقال المصدر مؤكدا معلومات سبق ونشرتها مجلة "جون أفريك"، أن الشكوى قدمت في 14 نيسان/أبريل على أن تبدأ المحاكمة في وقت لاحق في باريس.
ويطالب محامو الرئيس الجزائري بعطل وضرر بقيمة 10 آلاف يورو، وبإدانة مدير النشر في الصحيفة لويس درايفوس والشركة التي تصدرها، وفرض غرامة رمزية عليهما بقيمة يورو واحد، إضافة إلى إجبار الصحيفة على نشر نص الحكم في صفحتها الأولى بعد صدوره.
وكانت الصحيفة قد أوضحت في اليوم التالي من النشر أن اسم الرئيس الجزائري لم يظهر في أوراق بنما، إلا أن السلطات الجزائرية اعتبرت أن التوضيح غير كاف.
ولدى زيارة رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الجزائر في 11 نيسان/أبريل رفضت الجزائر منح تأشيرات دخول لصحافيي لوموند.
يلتقي رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الأحد في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في اليوم الثاني من زيارة تقاطعها وسائل إعلام فرنسية احتجاجا على رفض السلطات الجزائرية منح تأشيرات دخول لصحافيين من صحيفة لوموند وقناة كانال بلوس.
وقال فالس لدى وصوله الجزائر إن علاقات بلاده مع الجزائر تتجاوز الثغرات الصغيرة، وأوضح أن لدى فرنسا والجزائر رؤية مشتركة حول عدد من المواضيع.
وأكد على "العلاقة الاستراتيجية" بين البلدين، والتي "يجب ألا يخرجها أي شيء عن مسارها"، حسب تعبيره.
وخلال لقاء مع الصحافة بعد عشاء مع رئيس الحكومة الجزائري عبد المالك سلال، أكد فالس أنه لم يفكر إطلاقا في إلغاء هذه الزيارة الرسمية التي يفترض أن تستمر حتى مساء الأحد، ويرافقه فيها وفد يضم حوالى 10 وزراء.
توقيع اتفاقيات مشتركة
ويترأس فالس مع سلال الأحد أشغال الدورة الثالثة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية.
وتمثل اللجنة إطارا تم إقراره بمناسبة إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين الجزائر وفرنسا الموقع في كانون الأول/ديسمبر 2012 من قبل بوتفليقة و نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند.
وستتوج هذه الزيارة بوضع اللمسات الأخيرة على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، ولا سيما إقامة مصنع لمجموعة "بيجو سيتروين" للسيارات في وهران، ثاني أكبر مدن الجزائر.
ويفترض أن يجتمع وزير الاقتصاد ايمانيول ماكرون بوزير الصناعة الجزائري عبد السلام بوشوارب الذي ورد اسمه بين الشخصيات في إطار "وثائق بنما".
مزيد من التفاصيل في تقرير مراسل "راديو سوا" من الجزائر مروان الوناس:
تحديث (16:56 بتوقيت غرينيتش)
تضامنا مع الصحافيين الفرنسيين الممنوعين من زيارة الجزائر، أعلنت إذاعتا "فرانس كولتور" و"فرانس إنتر" العامتان وصحيفتا "ليبيراسيون" و"لو فيغارو" امتناعها عن تغطية زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لهذا البلد.
وقالت صحيفة لوفيغارو إن الجزائر ترفض منح صحافيين فرنسيين تأشيرات دخول قبيل زيارة فالس مساء السبت:
وقررت قناة فرانس 2 العامة أيضا عدم إرسال صحافيين لتغطية الزيارة، لكنها سترسل في المقابل مراسلا لـ"تصوير مشترك" يمكن لشبكات أخرى استخدامه.
وقال مدير المعلومات في "فرانس تلفزيون" ميشال فيلد في تعليقه على التضامن مع الصحافيين الممنوعين: "إنها مسؤولية جماعية لكل وسائل الإعلام".
أما قناة "تي أف 1" الخاصة فلن ترسل "فريقا خاصا"، لكنها ستحتفظ بحقها في استخدام اللقطات التي سترسلها فرانس 2، وفق ما قال متحدث باسمها.
وستغطي إذاعتا "أوروبا 1" و "أر تي أل"، تماما مثل وكالتي الصحافة الفرنسية ورويترز الزيارة.
وأوضحت مديرة المعلومات في وكالة الصحافة الفرنسية ميشال ليريدون قولها: "نتفهم ونحترم حركة التضامن مع زملائنا المحرومين من التأشيرة. لكن يجب على الوكالة أن تؤمن المعلومات للعالم أجمع، انطلاقا من احترامها لزبائنها الفرنسيين والأجانب، هذه هي مهمتها".
فالس: سأطرح الموضوع خلال الزيارة
وأبدى رئيس الوزراء مانويل فالس السبت "أسفه الكبير" لرفض الجزائر منح تأشيرات دخول للصحافيين الفرنسيين، بعد أن نشرت صحيفة لوموند صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرفقة باتهام خاطئ له بالتورط في "أوراق بنما".
وكتب فالس الذي يصل إلى العاصمة الجزائرية برفقة نحو 10 وزراء، في تغريدة على تويتر أنه سيطرح هذا الموضع خلال زيارته.
وأضاف "سأزور الجزائر لبحث التعاون بيننا لكنني سأطرح هذه النقطة في إطار من الصداقة والصراحة".
#RefusVisasPresse : profonds regrets. Je serai à Alger pour notre coopération mais je reviendrai sur ce point dans l'amitié et la franchise.
وقد تطغى مسألة التأشيرات على الاتفاقات الاقتصادية التي تأمل باريس بوضع اللمسات الأخيرة عليها في نهاية الأسبوع، ولا سيما إقامة مصنع لمجموعة "بيجو سيتروين" للسيارات في وهران، ثاني مدن الجزائر.