السفيرة الأميركية بالجزائر وزوجها وسط عدد من الأطفال ليلة عيد الأضحى
السفيرة الأميركية بالجزائر وزوجها وسط عدد من الأطفال ليلة عيد الأضحى

تفاعل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر مع فيديو طريف نشرته السفارة الأميركية بالجزائر يظهر السفيرة وهي تتفاوض لشراء كبش العيد بالطريقة التي يتفاوض بها أغلب الجزائريين.

وأثار مقطع الفيديو تعليقات عديدة تركزت على لكنة السفيرة إليزابيث مور أوبين، وطريقة تفاوضها مع البائع وكأنها جزائرية.

معلقون لفتوا كذلك إلى زي السفيرة الذي كان جزائريا بامتياز، حيث ارتدت الجلباب المحلي، رفقة زوجها الذي كان يرتدي هو الآخر جلبابا طويلا أبيض.

مغردة ردت على السفيرة باللغة الإنكليزية قائلة ما معناه "تمتعي بطبق البوزلوف، إنه لذيذ جدا.."

والبوزلوف هو طبق جزائري معروف تعده السيدات في أول أو ثاني يوم من عيد الأضحى.

البوزلوف هو الاسم الذي يطلق الجزائريون على الأكلة التي أساسها رأس الكبش وأرجله.

مغرد آخر لفت مازحا إلى لكنة السفيرة التي كانت تكافح لتتحدث باللهجة الجزائرية التي يجمع كثيرون على أنها صعبة للغاية حتى على العرب من الشرق الأوسط.

يذكر أن تفاوض السفيرة "المرير"، أفضى بالنهاية إلى شرائها كبشا بستة ملايين سنتيم أو ما يعادل نحو 400  دولار أميركي، وهو المعدل العام لسعر كبش متوسط بالجزائر.

في نهاية الفيديو، الذي حظي بمتابعة كبيرة من قبل الجزائريين، تدخّل زوج السفيرة ليسأل عن سبب اختيارها كبشا بقرون، حيث قال إن نزعها من رأس الكبش، عند تحضير طبق البوزلوف، سيتطلب منه ساعات.

السفيرة ردت عليه بالقول "لكنني أحبها، إنها تجعل الكبش أكثر جمالا".

ليرد زوجها بعد ذلك مازحا، بعبارة "مسيطرة" في إشارة إلى الأغنية العربية الشهيرة، كثيرة التداول على المنصات الاجتماعية، والتي تشير إلى "سيطرة المرأة على زوجها" في الأمور اليومية.

فرنسا- الجزائر
سلط خلاف الجزائر وفرنسا الضوء على جالية البلد المغاربي في هذه الدولة الأوروبية

وسط تصاعد الخلافات بين البلدين، أثارت وسائل إعلام فرنسية قضية مصير الجالية الجزائرية بفرنسا.

وأشارت صحيفة "لوموند" إلى أن جزائريي فرنسا "في قلب استراتيجيات نفوذ النظام".

بينما تطرقت مجلة "لوبوان" في صفحتها الأولى إلى "طريقة عمل شبكات النظام الجزائري" التي تعتمد على "زعزعة استقرار فرنسا"، بحسب تعبيرها، في إشارة إلى نشاط مؤثرين جزائريين في باريس ساندوا مواقف حكومة بلادهم.

واتهمت "لوبوان" السلطات الجزائرية باستخدام المؤثرين والمساجد والقنصليات لـ"زعزعة استقرار فرنسا"، وفق تعبيرها.

بينما أشارت "لوموند" إلى التهديدات التي تطال معارضين ولاجئين سياسيين جزائريين "تعرض بعضهم لاعتداءات بفرنسا من طرف موالين للسلطة في الجزائر".

وطفت قضية مؤثرين جزائريين يقيمون بفرنسا إلى السطح مع ارتفاع حدة الخلاف السياسي والدبلوماسي بين الجزائر وباريس على خلفية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، وتصاعدت حدتها بين الطرفين مع نهاية السنة الماضية ومطلع 2025.

والأسبوع الماضي، شرعت النيابة العامة الفرنسية في التحقيق بشأن تسجيلات مصوّرة "مشحونة بالكراهية" لمؤثرة جزائرية، بعد يومين على رفض الجزائر تسلم مؤثر آخر طردته فرنسا، وسط تبادل اتهامات بين البلدين.

ومثلت المؤثّرة الفرنسية-الجزائرية، صوفيا بن لمان، التي أوقفت الخميس بفرنسا، أمام النيابة العامة في إطار نفس التحقيق على أن تحاكم في مارس القادم.

وكالت بن لمان، التي يتابعها على تيك توك وفيسبوك أكثر من 300 ألف شخص، الشتائم في بثّ مباشر في سبتمبر لامرأة أخرى "متمنّية لها الموت"، وفق ما أوردته فرانس برس.

وتواجه صوفيا رفقة خمسة مؤثّرين جزائريين آخرين إجراءات قضائية بفرنسا لنفس الأسباب.

كما أوقفت السلطات الفرنسية مؤثرا آخر في ضواحي غرونوبل، بعد نشره مقطع فيديو، حذِف لاحقا، يحض المتابعين على "الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية".

وكانت الجزائر أعادت إلى فرنسا الأسبوع الماضي المؤثّر الجزائري المعروف باسم "بوعلام" الذي كانت باريس رحّلته في اليوم نفسه إلى بلده.

ووجهت له السلطات الفرنسية تهمة "الدعوة لتعذيب معارض للنظام الحالي في الجزائر".

ظاهرة "مؤقتة ومرحلية"

وتعليقا على هذه التطورات، يرى المحلل السياسي فاتح بن حمو أن المؤثرين الجزائريين القاطنين بفرنسا برزوا عبر بوابة ما يحدث من تقلبات في المشهد السياسي بين البلدين، ضمن "حالة استقطاب تشكلت على منصات التواصل الاجتماعي، عقب اشتداد الخلاف بين الجزائر وباريس".

ويشير بن حمو في حديثه لـ"الحرة" إلى أن وجود نحو ستة ملايين مهاجر جزائري، يحوز الجنسية الفرنسية، شكل "حالة جدلية لم يكن بوسع المؤثرين التخلف عنها أو تجاهلها بحكم التفاعل القوي حول هذا الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي".

ويعتقد المتحدث أن "الخطاب الذي حمل عنفا لم يكن موجها أو مبرمجا" بشكل مباشر من الحكومة في الجزائر، مشيرا إلى أن هؤلاء "لا يشكلون لوبي يضغط بفرنسا لصالح الحكومة"، واصفا إياهم بـ"الظاهرة المؤقتة والمرحلية التي تأثرت بحجم الخلافات السياسية بين البلدين".

ظهور منذ حراك 2019

بينما يؤكد الحقوقي يوسف بن كعبة أن "التواجد اللافت للجالية الجزائرية بفرنسا يجعل من التواصل مع القنصليات هناك ضروريا ودائما ومتواصلا"، مما يؤدي إلى ظهور "حالة من التضامن أو التعاطف الشعبي للمغتربين مع بلادهم".

ويشير بن كعبة في حديثه لـ"الحرة" إلى وجود "نشاط دائم مباشر وغير مباشر بين القنصليات الجزائرية بفرنسا والمؤثرين".

وأكد أن هؤلاء الذين ظهروا على منصات التواصل الاجتماعي "تبنوا أطروحات السلطة منذ بداية الحراك، قبل خمس سنوات وليس وليد اليوم".

وأضاف المتحدث أن ظهور هؤلاء يأتي ضمن "تفاعلات ليست جديدة في ساحة العلاقات بين الجزائر وفرنسا".

واعتبر أن التوقيت والتوتر الحاصل بين البلدين "سلط عليهم الضوء، وجعلهم تحت مجهر الحكومة الفرنسية التي قدمت بعضهم للمحاكمة".