مذكرة تخرج تثير الجدل بالجزائر
انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي طريقة عرض موضوع المذكرة | Source: Social Media

أثارت مذكرة تخرج لطالبتين جزائريتين جدلا واسعا على المنصات الاجتماعية، لطرحها موضوع "مواقع التواصل الاجتماعي وانحراف الفتيات" حيث اعتبر معلقون أن عنوان المذكرة لا يستند لأي ضابط علمي، ومنهم من قال إن طرح الموضوع بهذه الطريقة يؤكد تدني مستوى الجامعة بالجزائر.

ووصل صدى مذكرة التخرج التي تقدمت بها طالبتين من جامعة تبسة، شرقي الجزائر، إلى دول عربية، حيث استغرب معلق يبدو من سوريا لما جاء في عنوان مشروع التخرج.

وقال المغرد السوري إنه كلما رأى هذا النوع من المذكرات والعناوين، في بعض البلدان العربية، يتذمر من صعوبة رسالته التي هو بصدد تحضيرها.

يذكر أن الطالبتين اللتين أثارتا مواقع التواصل الاجتماعي تنتميان لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تبسة، وأخذتا كنموذج للاستدلال على انحراف الفتيات تطبيقي "تيك توك" و"واتساب".

"هل يمكن أن يكون مستوى الجامعة قد انحدر إلى هذا الحد؟" سؤال طرحه مغرد جزائري، عبّر عن أسفه أن يكون هذا عنوان مذكرة لنيل شهادة ماستر (ما يعادل ماجستير في بعض البلدان العربية).

معلق آخر قال إن "طرح الموضوع بشكل عنصري تمييزي يدل على انحراف فكري للطارح" وتابع منتقدا "لا شك أن هناك تأثير كبير على الشباب نتيجة التواصل التكنولوجي، إلا أن هذا التأثير منه الإيجابي و منه السلبي".

معلقة أخرى تساءلت عن السبب وراء اقتصار بحث الطالبتين على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الفتيات دون الفتيان، وكتبت: "يتحدثون عن انحراف الفتيات ولا يتحدثون عن انحراف الفتيان".

يُذكر أن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، التابعة لجامعة العربي التبسي بولاية، تبسة، لم تصدر أي بيان يخص الموضوع لحد الساعة، ولم يصدر منها أي نفي لما تم تداوله على المنصات الاجتماعية، وهل موضوع المذكرة صحيح وتمت مناقشته أم أن صورة الأطروحة أخذت قبل اطلاع المشرفين عليها.

وفي تعليقه على الجدل الحاصل حول طريقة عرض إشكالية مشروع التخرج، قال الدكتور، نجاح مبارك، الخبير الاجتماعي، والمدير السابق لمركز دراسات العلوم الاجتماعية بوهران (غرب) إن موضوع مشروع التخرج يشوبه بعض النقص.

وفي حديث لموقع الحرة، لفت إلى إمكانية أن تكون صورة المذكرة، أخذت قبل مناقشتها، بينما لم تصدر الكلية أي رد حول ما تم تداوله.

أما عن رؤيته لطريقة طرح الموضوع، فأعرب مبارك عن موافقته للانتقاد الذي وجه للطالبتين، لكنه رفض اعتبار مستواهن متدن، وقال: "علينا مراعاة تجربتهن في البحث العلمي، ومهاجمتهن لن تجدي في شيء".

ثم عاد ليؤكد أن أي إشكالية علمية لا بد أن تعتبر عدة متغيرات أهمها الجنس والسن، وعاب على الطالبتين أخذ الفتيات كعينة وحدهن دون الشبان.

وفي رده على المتهجمين، تساءل مبارك إن كان الحكم على مستوى الجامعة من خلال مذكرة تخرج طالبتين "يستند لتقنيات علمية" وقال: "حتى نرتقي بالمستوى يجب أن نرتقي أولا بطرق انتقادنا حتى نحن".

الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال
الكاتب بوعلام صنصنال يواجه تهما ثقيلة أمام القضاء الجزائري

طالبت النيابة العامة بمحكمة الجنح في العاصمة الجزئرية، الحكم بعقوبة عشر سنوات سجنا نافذا في حق الكاتب الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال بتهمة المساس "بوحدة الوطن".

كما طالبت النيابة بغرامة مالية بمليون دينار جزائري بحق الكاتب الذي ساهم اعتقاله في تفاقم التوتر المتواصل بين فرنسا والجزائر.

ومثل صنصال أمام قاضي الجنح، صبيحة الأربعاء، للرد على الأسئلة المتعلقة بالتهم المنسوبة إليه، وفق ما نقلت وسائل إعلام جزائرية.

ويتهم الكاتب بالمساس بوحدة الوطن وإهانة هيئة نظامية والقيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني، وكذا حيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني.

ونقل موقع "أوراس" الجزائري إن صنصال نفى خلال استجوابه من طرف المحكمة، وجود أي نية للإساءة إلى الجزائر من خلال منشوراته.

وأوضح صنصنال أمام القضاة أن منشوراته مجرد تعبير عن الرأي، كما يفعل أي مواطن جزائري، موضحا أنه لم يدرك "ما قد تحمله بعض عباراته من مساس بالمؤسسات الوطنية"، بحسب ذات المصدر.

وقرّرت المحكمة تأجيل النطق بالحكم إلى تاريخ 27 مارس الجاري، بعد الاستماع إلى أقوال المتهم ومرافعات النيابة، والتماس العقوبة المذكورة.

وصنصال كاتب جزائري يحمل الجنسية الفرنسية، وسبق له العمل في وزارة الصناعة الجزائرية. اشتهر بمواقفه المعارضة والناقدة للنظام، كما عُرف بمناهضته للإسلاميين المتشددين. وهو حاصل على الجائزة الكبرى الفرنسية للرواية مناصفة مع الكاتب الفرنسي التونسي، الهادي قدور، في 29 أكتوبر 2015.

وأوقفت الشرطة الجزائرية صنصال (75 سنة) يوم 16 نوفمبر الماضي، بالمطار الدولي هواري بومدين، بينما أشارت وكالة الأنباء إلى أن تصريحاته حول تاريخ الجزائر "كانت تجاوزا للخطوط الحمر".

وأثار صنصال جدلا أعقب مقابلة مع "فرانتيير ميديا" الفرنسية، قال فيها إن "مدنا بالغرب الجزائري كانت تاريخيا جزءا من المغرب مثل تلمسان ووهران ومعسكر"، وردا على ذلك وصفت الجزائر صنصال بـ "محترف التزييف".

كما انتقد النظام الجزائري، مشيراً إلى أن قادته "اخترعوا جبهة البوليساريو لضرب استقرار المغرب". وانتقدت أوساط سياسية وجزائرية هذه التصريحات واعتبرتها "مجانبة للصواب".

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإطلاق سراح الكاتب الذي تسبب اعتقاله في توتر العلاقات بين باريس والجزائر.