رئيس الاتحاد الأفريقي حاول مع الحكومة الجزائرية دون جدوى
أغلقت الجزائر مجالها الجوي في 22 سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية

أنهى الفريق المغربي للاعبين المحليين، الجمعة، بشكل رسمي، التكهنات بشأن مشاركته من عدمها في البطولة الأفريقية التي تحتضنها الجزائر بداية من اليوم، بعدما أعلن رسميا تعذر تنقله لقسنطينة التي تحتضن الحدث عبر خط مباشر وعلى متن طائرة الخطوط الجوية المغربية.   

وبعد أيام من الجدل حول مشاركة "أشبال الأطلس" في بطولة "شان 2023"، أعلن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، اليوم، أن المنتخب المغربي لن يتمكن من المشاركة في البطولة الأفريقية نظرا لعدم تلقيه ترخيص يتيح إقلاع الطائرة مباشرة من مطار سلا بالرباط إلى الجزائر.

وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في 22 سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متهمة الأخيرة "بارتكاب أعمال عدائية.

التوتر بين المغرب والجزائر زاد عندما أعلنت الأخيرة صيف 2021 قطع علاقاتها مع الرباط
أمم أفريقيا للمحليين.. المغرب يندد "بممارسات دنيئة" في حفل الافتتاح
ندد الاتحاد المغربي لكرة القدم، السبت، بما وصفه "ممارسات دنيئة" و"عبارات عنصرية" في افتتاح بطولة أمم أفريقيا للمحليين بالجزائر، التي يغيب عنها المغرب بسبب الأزمة الدبلوماسية الحادة مع جارته، والتي انتقلت للميدان الرياضي.

ومنذ صباح الجمعة، تنقل لاعبو منتخب المغرب إلى المطار في انتظار التصريح الجزائري، الذي لم يأت، بينما أكد البلد المنظم منذ نحو أسبوع أنه ليس مطالبا بتوفير خط مباشر من الخارج إلى المدينة التي تحتضن الحدث، معتمدا على لوائح الهيئة المنظمة، وهي الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم "كاف" والتي تفرض على البلد المنظم توفير وسائل النقل للفرق المشاركة، داخليا فقط.

قرار سياسي؟

عدم مشاركة المغرب، التي تم تأكيدها بشكل رسمي اليوم، "قرار سياسي" في نظر المحلل الرياضي الجزائري، فضيل شرف، الذي قال في حديث لموقع الحرة إن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، "حاول منذ البداية إعطاء قضية مشاركة منتخب بلاده في البطولة التي تحتضنها الجزائر، طابعا سياسيا، لإحراجها أمام الرأي العام الدولي".

المتحدث الجزائري لفت إلى أن وفدا مغربيا شارك مؤخرا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي احتضنتها مدينة وهران بالغرب الجزائري، دون أية مشاكل وقال متسائلا "لماذا لم نشهد مثل هذا الجدل حينها؟".

وقبلها، يضيف المتحدث، شارك منتخب المغرب لأقل من 17 سنة، في كأس العرب لكرة القدم التي احتضنتها الجزائر كذلك، في الفترة بين  23 أغسطس و 8 سبتمبر2022.

وبلغ أشبال المغرب الدور النهائي، "ولم نسمع عن أي إشكال بخصوص تنقله" يلفت شرف، معتبرا أن "لقجع يتحمل مسؤولية عدم مشاركة المنتخب المغربي في هذه الطبعة" من بطولة أفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين والتي تعرف اختصارا بـ "CHAN".

يذكر أن المباراة النهائية، لكأس العرب لأقل من 17 سنة منذ أشهر، جمعت بالجزائر،  الفريق المغربي بنظيره الجزائري، وانتهت بفوز الخضر، وبمناوشات بين لاعبي الفريقين، أغضبت الرباط.

وتنقل المنتخب المغربي إلى الجزائر، وقتها، كما الوفد الذي شارك قبل ذلك، في الألعاب المتوسطية (يونيو- يوليو 2022) عبر تونس، وهو ما جعل المحلل الجزائري يتساءل عن السر وراء الجدل الذي صاحب مشاركة المغرب هذه المرة.

مسألة تقنية؟

الإجابة وفق المحلل الرياضي المغربي، حمزة اشتيوي، تقنية، وهي أن المنتخب المغربي، الذي كان من المفروض أن يشارك في "شان 2023" بالجزائر، مرتبط بعقد مع الخطوط الملكية المغربية، وعلى هذا الأساس "جميع تنقلاته الخارجية يجب أن تكون على متن الخطوط الجوية المغربية".

وفي إجابته عن سؤال لموقع الحرة، حول سر اللغط الذي حصل خلال الساعات الأخيرة، حول مشاركة المغرب من عدمها، بعدما أصدرت الجامعة الملكية لكرة القدم، بيانا أوضحت فيه تعذر تنقلها إلى الجزائر، قبل يومين، أشار الرجل إلى أن بلاغ الهيئة الكروية المغربية لم يقل البتة إن المنتخب لن يشارك بل قال "تعذر علينا السفر في الوقت المحدد سلفا".

وأردف قائلا، ردا على الانتقادات الجزائرية التي أشارت إلى المناسبات الرياضية السابقة التي شارك فيها المغرب بوفود تنقلت عبر خطوط أخرى "المغرب كرر قوله إن المنتخب المحلي لا يمكنه السفر على أي خط آخر غير خطوط الجوية الملكية بما أنها الراعي الرسمي للفريق.. هذا هو السبب".

غموض وعناد

إلى ذلك، يرى المحلل الجزائري، أن الجامعة الملكية "تعمدت الغموض في بيانها واختارت مصطلحاتها لتزيد من الجدل والتكهنات بخصوص مشاركة المنتخب".

وأردف "كل البعثات الرياضية احترمت المبادئ الدبلوماسية للبلد المستضيف، إلا المغرب" قبل أن يضيف "حتى بقاء لاعبي المغرب بالمطار اليوم الجمعة في انتظار ترخيص لم تقل الجزائر إنها ستقدمه، يدخل في سياق تحميلها المسؤولية".

لكن الإعلامي المغربي، يرد على هذا الطرح بالقول إن الفترة الأخيرة "عرفت عنادا من الجزائر" بخصوص تقديم التصريح، بينما تمسك المغرب بموقفه من القضية لأن العقد الذي يربط الفريق بالراعي الرسمي يحتم عليه التنقل بمعيته.

اشتيوي قال أيضا إن الدليل حول نية المغرب المشاركة هو بقاء اللاعبين في المعسكر الذي دخلوه منذ أيام، ولم يغادر منهم أحد مركز محمد السادس، "بخلاف ما تم تداوله على المنصات الاجتماعية وبعض المنابر الإعلامية، التي زعمت أن لاعبي المنتخب غادروا المعسكر التدريبي لأنهم لن يشاركوا، ثم عادوا أمس من أجل الذهاب إلى المطار".

تعذّر المشاركة، وفق المتحدث، تأكد اليوم فقط، وذلك تحت أعين رئيس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم، باتريس موتسيبي، المتواجد بالرباط.

موتسيبي قال للصحافيين في مطار الرباط لدى تأكد تعذر تنقل المنتخب إلى الجزائر "هذا محزن، كنت أريد أن أرى المغرب في الجزائر وأن يمثل هؤلاء الشباب الشعب المغربي وإفريقيا عموما".

وأضاف "أمضيت الأيام الماضية في عمل كل ما بوسعي من خلال محادثات مع الحكومة الجزائرية" لمعالجة المشكلة.

كلمتان

وأوضح موتسيبي الذي كان موجودا في المطار أنه ناشد الحكومة الجزائرية لتسمح للمنتخب المغربي بالمجيء، وقال إنهم ردوا بأنها "مسألة سيادية".

وتزامن وجود أعضاء المنتخب المغربي في القاعة الشرقية لمطار سلا مع وصول موتسيبي، إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو، إلى المطار، لحضور قرعة بطولة العالم للأندية التي تقام في المغرب بين الأول و11 فبراير.

لقجع من جانبه أشار إلى أن "هؤلاء الشباب حضروا طويلا لهذه المناسبة" مبديا حزنه وأسفه لعدم تمكنهم من التنقل إلى الجزائر للدفاع عن لقبهم.

والمغرب هو بطل النسختين الأخيرتين في هذه المنافسة عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون.

وللحصول على تعليق رسمي بخصوص إصدار الترخيص للمنتخب المغربي من عدمه، وشكل المنافسة بعد تأكد تعذر مشاركته، اتصل موقع الحرة بالاتحاد الجزائري لكرة القدم وكذلك اللجنة المنظمة للبطولة دون أن يتلقى أي رد.

طيّ صفحة الخلاف

تعليقا على هذا الوضع، اتفق شرف واشتيوي، على ضرورة طي صفحة الخلاف بين بلديهما والنأي بالرياضة عن كل ما هو خلافي بين البلدين في سبيل تخفيف التوتر من جهة وترك كرة القدم تجمع بين الشعبين مجددا من جهة ثانية.

شرف قال في الصدد "أتمنى أن نتمكن من تجاوز كل خلافاتنا لأننا شعب واحد" بينما رد اشتيوي بالقول "أتمنى أن تبقى الرياضة بعيدة عن كل ما يعكر صفو العلاقات الطيبة بين الشعبين".

وتشهد علاقات البلدين توترا منذ عقود بسبب قضية الصحراء الغربية ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو.

وتقترح المملكة التي تسيطر على نحو 80 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها التفاوض حول منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، في حين تطالب جبهة بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة.

وزاد التوتر بينهما عندما أعلنت الجزائر في أغسطس الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة إياها " بالعداء تجاهها  منذ استقلالها  في 1962".

القانون الجديد يلغي قانون جرائم الصحافة في الجزائر. أرشيفية
القانون الجديد يلغي قانون جرائم الصحافة في الجزائر. أرشيفية

أقر المجلس الوطني الجزائري قانونا جديدا للإعلام، في الوقت الذي تنامت فيه المخاوف بشأن الحريات الصحفية في عهد رئيس البلاد عبدالمجيد تبون.

ويلغي القانون الجديد "قانون جرائم الصحافة" وينص على حماية جديدة للصحفيين لضمان عدم تعرضهم للاعتقال أو السجن بسبب قيامهم بعملهم.

ورغم إقرار هذا القانون لا يزال اثنان من الصحفيين البارزين في الجزائر خلف القضبان، إذ استخدمت السلطات ضدوهم قوانين أخرى لمحاكمتهم بما في ذلك قانون يحظر التمويل الأجنبي لوسائل الإعلام.

وزير الاتصال الجزائري، محمد العجب وصف القانون بأنه "الأفضل في تاريخ الجزائر في ما يتعلق بالصحافة"، مشيرا إلى أنه جاء بعد "توجيهات من رئيس البلاد تبون".

وأشاد العديد من الصحفيين بالقانون الجديد باعتباره تقدما كبيرا، فيما ينظر إليه بعضهم بحذر، بحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس.

الصحفي المتقاعد والناشط السياسي، أحمد خزنة قال إنه "يرحب بالقانون"، وتساءل "لماذا قررت إدارة تبون إقراره الآن بعد سنوات من سجن الصحفيين بما في ذلك خالد درارني، وإحسان القاضي".

وأضاف للوكالة أن "الأمر يتعلق باقتراب الانتخابات الرئاسية، لذا يحتاجون إلى الاعتناء بصورتهم"، مشيرا إلى أن حرية الصحافة تتعارض مع ما يؤمن به من هم في السلطة.

ويقبع عدد من الصحفيين الجزائريين في السجن بعد إدانتهم أو بانتظار المحاكمة، بحسب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، وفق تقرير لوكالة فرانس برس.

ومن بين هؤلاء الصحفيين خالد درارني مراسل تلفزيون "تي في 5 موند" ومنظمة "مراسلون بلا حدود" في الجزائر، الذي قضت محكمة بسجنه لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة "التحريض على التجمهر غير المسلح" و"المساس بالوحدة الوطنية".

وفي يونيو الماضي شددت محكمة الاستئناف في الجزائر الحكم الصادر على الصحفي إحسان القاضي المسجون منذ ديسمبر 2022، وقضت بسجنه سبعة أعوام، منها خمسة نافذة بزيادة سنتين عن الحكم الابتدائي.

وحوكم القاضي (63 عاما) بتهمة تلقي أموال من الخارج "قصد القيام بأفعال من شأنها المساس بأمن الدولة أو باستقرار مؤسساتها" كما أعلنت النيابة خلال المحاكمة الابتدائية.

واحتلت الجزائر المرتبة 136 من بين 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود في العام 2023.

وخلال فترة ولاية تبون، تم إغلاق أكبر صحيفة ناطقة باللغة الفرنسية "ليبرتي"، وتوقفت العديد من المواقع الإخبارية عن العمل.

وسيدخل القانون الجديد حيز التنفيذ عند نشره في الجريدة الرسمية في البلاد، إذ ستقوم منظمات الصحافة المهنية في البلاد وهيئات تنظيم وسائل الإعلام المطبوعة والسمعية والمرئية بتنظيم مهنة الصحافة في الجزائر.