الجزائر تعلن تنظيم الانتخابات الرئاسية في 7 سبتمبر 2024
الجزائر أعلنت تنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة في 7 سبتمبر 2024

دعا رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات (هيئة عمومية)، محمد شرفي، الأحزاب السياسية وممثلي المرشحين لانتخابات الرئاسة في سبتمبر المقبل، والمجتمع المدني، إلى "الإشراف التشاركي على الانتخابات"، من خلال انخراط كل الأطراف في تنظيم وإجراء ذلك الاقتراع.

وقال شرفي، في تصريحات صحفية، الأربعاء، إن "الهدف من هذا المسعى هو ضمان مصداقية تامة لهذه الانتخابات" المبكرة التي قرر الرئيس، عبد المجيد تبون، إجراءها في 7 سبتمبر المقبل.

إشراف تشاركي واستبعاد الاقتراع الإلكتروني

وتأتي تصريحات المسؤول الجزائري بعد أسابيع على إعلانه استبعاد آلية "الاقتراع الإلكتروني"، حيث قال في منتصف أبريل الماضي، إن "التصويت الإلكتروني لن يكون مطروحا في الانتخابات المقبلة".

وأرجع المتحدث أسباب استبعاد هذه الآلية، إلى "سلبيات تتعارض والدستور الجزائري، وحتى دساتير دول أخرى في العالم"، وأضاف: "أثبت التصويت الإلكتروني عدم نجاعته، بدليل تخلي بعض الدول المتطورة عنه بعدما أثبت فشله".

علمي الجزائر والمغرب
انقلابات مزعومة.. "حرب معلومات مضللة" بين الجزائر والمغرب
انقلابات وأزمات جوع وسياسة ورياضة وطوابير تصطف في كل مكان، هكذا هي صورة المغرب في بعض وسائل الإعلام الجزائرية وصفحات الناشطين الجزائريين، وهي نفس الصورة تماما للجزائر في بعض وسائل الإعلام المغربية وصفحات المؤثرين المغاربة، فيما يصفه مراقبون ب"حرب المعلومات المضللة" بين البلدين ضمن نزاعهما الأكبر بشأن الصحراء الغربية.

فهل يضمن "الإشراف التشاركي"، الذي دعا إليه شرفي على بُعد نحو 4 أشهر من الانتخابات، مصداقية هذا الموعد المهم، الذي ترشحت له - حتى الآن - 4 شخصيات؟. 

"المصداقية لا تبنى في موعد انتخابي"

وقال عبد الوهاب يعقوبي، النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم (إسلامي معارض)، إنه "لا يمكن بناء المصداقية في موعد انتخابي، بل يجب العمل على تكريسها قبل وأثناء وبعد الانتخابات".

وتساءل يعقوبي: "من هي الأحزاب التي يمكن أن يكون لها مراقبون في عشرات آلاف المكاتب الانتخابية، وتغطيتها داخل وخارج الجزائر؟ هذا أمر صعب!". 

واعتبر البرلماني الجزائري في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "هناك تجنيد للعملية الانتخابية، لكن عملية المراقبة صعبة في ظل نقص عدد المراقبين من الأحزاب، فضلا عن أن سلطة مراقبة الانتخابات رفضت مقترحاتنا بشأن المراقبة، وم بينها أسماء اقترحناها ورُفضت.. بينهم وزراء سابقون".

"خطاب سياسي"

من جانبه، قال الحقوقي، الرئيس السابق للجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان (هيئة عمومية)، إن ما أدلى به شرفي "خطاب سياسي، لا يحق له إطلاقه بحكم منصبه".

تبون أكد أن زيارته الرسمية لفرنسا "لا تزال قائمة"
رسالة من الرئيس الجزائري بشأن "الملف الحساس" مع فرنسا
أكد الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، أن ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق، فرنسا "لا يقبل التنازل والمساومة" ويجب معالجته بجرأة لاستعادة الثقة بين البلدين، كما جاء في رسالة نشرتها الرئاسة، الثلاثاء، بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة.  

وبرأي قسنطيني، فإن "توجيه دعوة للأحزاب والمجتمع المدني وممثلي المترشحين للمشاركة في الانتخابات تنظيميا، ليس من صلاحياته، بل من صلاحيات هذه التنظيمات وقادتها، وهي التي لها القرار بالمشاركة أو المقاطعة أو أي قرار تراه لائقا".

وختم الحقوقي الجزائري حديثه مع "أصوات مغاربية"، بدعوة الإدارة - ومنها الهيئة التي يرأسها شرفي - إلى "عدم التدخل في العملية الانتخابية، سواء بالتصريحات أو الإجراءات، والاكتفاء بدور تقني".

"تنويع يضفي مصداقية"

من جهته، قال الناشط المدني والسياسي، المرشح السابق للمحليات، فريد جواد، إن إشراك المجتمع المدني يعني "تنويع المراقبين والمشرفين على العملية الانتخابية، مما يضفي عليها مصداقية أكثر".

ودعا جواد في اتصال مع "أصوات مغاربية"، إلى ما سماه "توضيحا أكثر لعمل هذه الآلية حتى نراها ميدانيا، فنشرف على الانتخابات منذ استدعاء الهيئة الناخبة، مرورا بكل المراحل، وصولا إلى عملية الفرز وإعلان النتائج".

ويضيف المتحدث، وهو أيضا رئيس جمعية "الرؤية" الشبانية، والمدير الولائي للمؤسسة الجزائرية لدعم الشباب وتنمية المقاولاتية بتلمسان (غرب)، فإن إشراك مراقبين من كل الفئات "سيجعل نسبة المشاركة ترتفع في الرئاسيات، التي تعرف انخفاضا ملحوظا مقارنة بالمحليات، كونها انتخابات تعني المواطن بصفة مباشرة".

تبون انتخب لولاية رئاسية جديدة

أعلنت السلطات الجزائرية إيقاف طبع صحيفة محلية وبدء إجراءات لوقف نشاطها نهائيا بعد نشرها "معلومات مضللة" ومخالفة لقوانين العمل الصحفي في البلاد في عددها الأخير.

وعلى صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أعلنت وزارة الاتصال الجزائرية، مساء الخميس، أنها "قررت الشروع في الإجراءات القانونية للتوقيف النهائي للنشاط لصحيفة "جزائر الغد" على إثر نشر معلومات مضللة في عددها الأخير.

وجاء في بيان لوزارة الاتصال، أنه "طبقا للمادة 80 من القانون المتعلق بالصحافة المكتوبة والإلكترونية استدعت مصالح وزارة الإتصال اليوم الخميس مدير نشر يومية الجزائر الغد عادل زكري وعصام الشيخ بصفته المؤسس المدير النفيذي للاستماع إليهما بخصوص الملف الصحفي المنشور في جريدة الجزائر الغد عدد 10 بتاريخ 19 سبتمبر 2024".

وأضاف بيان الوزارة، أن الملف الصحفي من إعداد عمار قردود المؤسس الرئيس المدير العام للنشرية حيث تضمن معلومات مضللة وغير موثقة ومخالفة للمواد المنظمة للعمل الصحفي. 

 

ولم تحدد الوزارة عنوان الملف موضوع البيان لكن وسائل إعلام أشارت إلى أن الصحيفة نشرت تقريرا بعنون "هل يخطط الصهاينة ومحور الشر لاغتيال الرئيس تبون؟."

وفاز تبون بولاية ثانية في انتخابات الأسبوع الماضي واتسمت على غرار سابقتها بمشاركة منخفضة. 

ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ"مصدر عليم" أن الرئيس تبون معرض فعليا للاغتيال في أي لحظة من طرف قوى الشر".

وفقا لأحدث تصنيف صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية، تراجعت الجزائر ثلاثة مراكز في العام 2024 في مقياس حرية الصحافة، لتحتل المرتبة 139 من أصل 180 دولة.

وأعربت "مراسلون بلا حدود" عن أسفها لـ"تعرض وسائل إعلام مستقلة لضغوط" وتعرّض صحافيين لـ"تهديدات واعتقالات" "لمجرد ذكر الفساد أو قمع التظاهرات".