قارب المهجرين غرق وسط البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا قادمين من تونس
صورة أرشيفية لقارب يكتظ بالمهاجرين في البحر المتوسط

نجا 30 مهاجرا غيرا شرعيا من الموت غرقا في البحر المتوسط، بعد أن سارعت إحدى سفن الشحن إلى إنقاذهم وتسليمهم لاحقا إلى السلطات الإيطالية، وفقا لما ذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية.

وأوضحت الصحيفة أن ناقلة الغاز المسال الجزائرية "تسالة"، تمكنت، الثلاثاء، من إنقاذ مهاجرين من الغرق قرب جزيرة سردينيا الإيطالية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي أن ناقلة الغاز كانت قد تلقت نداء عاجلا من قبل حرس السواحل الإيطالي، في حدود الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت الجزائر، حيث كانت قريبة من جزيرة سردينيا الإيطالية.

وطلب الحرس الإيطالي من السفنية المسارعة من أجل إنقاذ مهاجرين غير شرعيين كانوا على متن قارب يغرق وسط البحر.

غالبا ما كان العنف يمارس على أيدي عصابات منظمة وميليشيات إجرامية
اغتصاب وعنف وسرقة أعضاء.. انتهاكات يتعرض لها مهاجرون عبر الساحل والصحراء
خلص تقرير صادر عن الأمم لمتحدة ومنظمة إنسانية إلى أنه على الرغم من أن الخطر الذي يتعرض له المهاجرون أثناء عبور البحر الأبيض المتوسط موثق وجلي جدا، لكن المرحلة المبكرة من رحلتهم، عبر الساحل والصحراء، تكون أكثر خطورة حيث يتعرضون للعنف والاغتصاب والاتجار بالجنس وحتى سرقة الأعضاء.

وهرع طاقم ناقلة الغاز الجزائرية إلى الاستجابة  "بسرعة كبيرة" لنداء الاستغاثة، حيث قاموا بإنقاذ جميع المهاجرين البالغ عددهم 30 شخصا من جنسيات مختلفة.

وقال المصدر إنه لم يكن بين المهاجرين أي شخص جزائري، فيما تم تقديم الطعام والإسعافات الضرورية للذين جرى إنقاذهم.

واستلم حرس السواحل الإيطالية جميع المهاجرين، في حدود الساعة الثالثة والنصف عصرا بتوقيت الجزائر والثانية والنصف بعد الظهر بتوقيت روما.

ونوهت الصحيفة إلى أن السفينة واصلت بعد ذلك مهمتها الاعتيادية.

يشار إلى أنه توجد في البحر المتوسط مناطق بعمق حوالي 4000 متر، مما يشير إلى أن فرص النجاة في حال حدث انقلاب لأي قارب لا يحتوي على مقومات الإبحار المتعارف عليها، "مستحيلة تقريبا"، حسب وكالة اسوشيتد برس.

كما تجدر الإشارة إلى أنه قضى أو فقد أكثر من 2498 شخصاً عام 2023 في البحر المتوسط، أي بزيادة 75 بالمئة عن سنة 2022، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

تبون اشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل
تبون اشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل

أيام قليلة بعد إثارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قضية التطبيع مع إسرائيل في مقابلة صحفية، حمل بيان لوزارة الخارجية الجزائرية "تغييرا كبيرا" في اللغة الدبلوماسية بشأن إسرائيل، ما أثار جدلا وتساؤلات في مواقع التواصل الاجتماعي حول حقيقة تغير الموقف الجزائري من التطبيع.

والخميس، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا يرفض "تهجير الفلسطينيين" من قطاع غزة، وسرعان ما تحول البيان إلى "ترند" ليس لمضمونه بل لكلماته التي خلت من أي توصيف شديد اللهجة ضد إسرائيل كما دأبت عليه البيانات السابقة.

وأشار البيان إلى "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" وتحدث عن "حل الدولتين" وغابت كلمات "جيش الاحتلال" و "الكيان الصهيوني"، وهي توصيفات قال مغردون إنها كانت أساس البيانات الجزائرية بشأن إسرائيل.

ونشر مغردون ونشطاء صورتين تجمعان بيان الخميس عن غزة وبيان يعود إلى ديسمبر الماضي عن سوريا، وبين تاريخ البيانين كان هناك حديث الرئيس الجزائري عن التطبيع مع إسرائيل، فهل هو تحول تدريجي في الموقف الجزائري أم أن الأمر مجرد صدفة توقيت؟

الأحد الماضي، تحدث تبون في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية "لوبينيون"، تطرق فيها إلى عدة قضايا تهم بلاده، من بينها الموقف من العلاقات مع إسرائيل.

وقال تبون إن الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل "في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة".

وأثار تصريح الرئيس الجزائري بشأن التطبيع المشروط مع إسرائيل ردودًا مختلفة داخل وخارج الجزائر حتى جاء بيان وزارة الخارجية الجزائرية الأخير ليثير المزيد من الجدل والتساؤلات.

الموقف ثابث والسياقات تختلف

يرى المحلل السياسي الجزائري، حكيم بوغرارة، أن لا شيء تغير، فالموقف الجزائري ثابث من القضية الفلسطينية "فقط بعض السياقات التي تأتي فيها الخطابات والمواقف هي ما تتغير".

ويشير بوغرارة في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "انتماء وسائل الإعلام التي تجري حوارات مع الرئيس لدول أجنبية واستعمالها لمصطلحات غير التي تستعملها الجزائر هي ما يجعل الأمور تتغير وفقا للبيئة والدولة التي تنتمي إليها وسائل الإعلام".

وأوضح المحلل أن الموقف الرسمي الجزائري عبر عنه تبون في خطابه أمام البرلمان في بداية السنة الجارية عندما قال ".....نحن مع قيام دولة فلسطينية كاملة في حدود 1967 ..وعاصمتها القدس الشريف"، وبالتالي هذا الموقف ليس بجديد والجزائر تجدد التذكير به كل مرة، وفق المتحدث.

في المقابل، يرى الناشط السياسي المعارض، وليد كبير، أن هناك تغيرا في لغة الدبلوماسية الجزائرية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وكتب كبير على صفحته بفيسبوك أن الإشارات بدأت مع مندوب الجزائر بالأمم المتحدة الذي تولى رئاسة مجلس الأمن الشهر الماضي واستعمل اسم إسرائيل عدة مرات. 

 

وتابع كبير أنه بعد حوار تبون مع الصحيفة الفرنسية تخلت وكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون العمومي عن استعمال مصطلح "الكيان الصهيوني" في تناولها لحوار تبون.

ويرى كبير أن بيان وزارة الخارجية الأخير جاء ليؤكد  التوجه الجديد باعتماد لغة دبلوماسية خالية من المصطلحات التي تعودت استعمالها.

ولا تعترف الجزائر بإسرائيل، واعترفت بالدولة الفلسطينية في 1988 دقائق فقط بعد إعلان زعيم منظمة التحرير الراحل ياسر عرفات "قيام دولة فلسطين" وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المنفى في الجزائر.