البرنامج ينفذ بالتعاون مع السفارة الأميركية في الجزائر. أرشيفية
البرنامج ينفذ بالتعاون مع السفارة الأميركية في الجزائر. أرشيفية | Source: Social media: @USAmbtoAlgeria

على مدار سنة كاملة سيستفيد العشرات من رواد الأعمال الجزائريين الشباب من زيارات للولايات المتحدة، ضمن برنامج الزيارات الدولية للشركات الناشئة.

ويتيح البرنامج لرواد الأعمال التعرف على بيئة الأعمال الأميركية، وتقديم شركاتهم أمام عدد من المستثمرين، لاستكشاف فرص الاستثمار في الشركات الناشئة الجزائرية.

السفيرة الأميركية بالجزائر، إليزابيث مور أوبين، أكدت أهمية هذا البرنامج للتعرف على البيئة الاستثمارية والطريقة التي ننشئ بها "نظاما رياديا".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة شهدت تسجيل 346 ألف براءة اختراع وعلامة تجارية خلال العام الماضي.

ويتم تنفيذ برنامج الزيارات الدولية للشركات الناشئة بالتنسيق مع السفارة الأميركية لدى الجزائر، التي تتولى مهمة التعريف بالنظام البيئي المتميز في مجال الشركات الناشئة والابتكارات.

وسيستفيد من هذا البرنامج 450 شركة ناشئة ستستفيد من زيارات لكبرى شركات التكنولوجيات الحديثة، وجامعات وحاضنات أعمال في ثلاث دول هي الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية، بهدف التعرف على النماذج الناجحة ونقل هذه الخبرات للاستفادة منها داخل الجزائر.

وزير اقتصاد المعرفة الجزائري، ياسين وليد، قال إن المشاركة الجزائرية تأتي بهدف تمكين الشركات من الانفتاح على الاقتصاد حول العالم.

وأضاف أن أول دفعة انطلقت للولايات المتحدة حيث ستتمكن 30 شركة ناشئة من اكتشاف النظام البيئي الأميركي للشركات الناشئة، في سيليكون فالي وسان فرانسيسكو وبوسطن.

وتنظم مؤسسات وباحثون جزائريون مقيمون في أميركا ورشات داخل الجزائر لفائدة طلاب وحاملي مشاريع مبتكرة، يتم خلالها توجيههم نحو أفضل الأساليب العملية لتجسيد مشاريعهم وتطوير بيئة الأعمال في البلاد.

رئيس المؤسسة الجزائرية الأميركية، طه مرغوب، قال عندما "كنت في الميدان الأميركي في كل مرة نعمل اكتشاف نطرح السؤال هل هذا الاكتشاف فيه براءة اختراع أم لا، وهل يمكن تحويل الفكرة إلى شيء ملموس أولا، وهذه هي التجربة التي نريد جلبها إلى هنا، من خلال توفير كل المعلومات التي يحتاجها الطالب لخلق شركة في الجزائر".

ويشكل مجال ريادة الأعمال أولوية بالنسبة للحكومة، في ظل تعهد الرئيس، عبد المجيد تبون، بالوصول إلى 20 ألف شركة ناشئة سنة 2029، بالتركيز على الجامعات التي تشمل 84 مركزا لتطوير الشركات الناشئة، مكنت السنة الماضية من حصول أكثر من 230 طالبا على وسم علامة مشروع مبتكر.

وقالت السفارة الأميركية لدى الجزائر إن ريادة الأعمال والابتكار من المحركات الأساسية للازدهار وتلعب دورا حيويا في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والجزائر.

كمال داود يصبح أول جزائري يفوز بالغونكور
كمال داود يصبح أول جزائري يفوز بالغونكور- AFP

فاز الروائي الجزائري كامل داود، الإثنين، بجائزة "غونكور" الأدبية، إحدى أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا، عن روايته "الحوريات". 

وصار داود أول كاتب جزائري يحصل على جائزة العريقة التي  تمنح لأفضل رواية مكتوبة باللغة الفرنسية منذ عام 1903 على يد الأكاديمية الفرنسية.

وتتناول رواية "الحوريات" فترة "العشرية السوداء" في الجزائر، وهي الفترة التي شهدت صراعا عنيفا بين الجماعات الإسلامية المتشددة والجيش الجزائري بين عامي 1992 و2002، أسفر عن مقتل الآلاف.

وعلى الرغم من نجاح الرواية في فرنسا، إلا أنها كانت قد مُنعت في الجزائر بسبب اعتبار موضوعاتها مُخالفة للقوانين والتوجهات الرسمية المحددة لقضية "المصالحة الوطنية" التي تبنتها الجزائر لطي صفحة "العشرية السوداء".

وكانت دار "غاليمار"، التي نشرت الرواية، قد أعلنت "منعها" من المشاركة في معرض الكتاب في الجزائر العاصمة المرتقب تنظيمه ما بين 6 و16 نونبر المقبل. ونقلت وكالة فرانس برس عن ناطق باسم الدار قوله "منعنا من الحضور من دون إعلامنا بالأسباب".

تحكي الرواية قصة شابة تبلغ 26 عاما، تحمل جرحا على شكل ابتسامة حول عنقها، وتوجه حديثها إلى الجنين الذي تحمله في رحمها، مشيرة إلى أنها "لن تلد في بلد أخذ كل شيء منها". ويتمحور السرد حول رحلة إلى القرية التي شهدت مآسي "العشرية السوداء".

في تعليقه على فوزه، قال داود إنه "ممتن لعائلته" وكتب عبر موقع حسابه في "إكس" موجها كلامه لوالديه مرفقا بصورة لهما "إنه حلمك، مدفوعا بسنوات حياتك. لا توجد كلمات تعبر عن الشكر الحقيقي".

كاتب مثير للجدل

وكمال داود خريج معهد الآداب الفرنسية من جامعة وهران، سبق له الاشتغال لسنوات طويلة بمجالة الصحافة قبل انتقاله إلى عالم التأليف والرواية باللغة الفرنسية.

وتثير مواقفه الكثير من الجدل بينها ما عبره عنه في لقاء مع "فرنس أنتر" قبل عام بشأن العلاقات الجزائرية الفرنسية على خلفية الحراك السياسي الدائر في باريس حينها حول اتفاقية الهجرة الموقعة بين الطرفين في سنة 1968.

وقال داود في معرض حديثه إن "فرنسا دولة ذات سيادة يحق لها اتخاذ أي قرار يسمح لها بالتحكم في تدفق المهاجرين"، قبل أن يوجه انتقادات إلى سلطات الجزائر ويتهمها بـ"التقصير في التعاون مع باريس بخصوص الملف المذكور".

وتحدث الكاتب الجزائري أيضا عن طبيعة بعض الأنظمة، مثل الجزائر وإيران ووصفها بأنها "ديكتاتورية"، في حين دافع عن النظام السائد في فرنسا، ما أثار جملة من التساؤلات لدى مدونين ومغردين في الجزائر.

تصريحات داود المثيرة للجدل بخصوص قضايا دينية أثارت سجالا وصل بأحد النشطاء السلفيين المتشددين في الجزائر، سنة 2014، إلى المطالبة بـ "تطبيق الحد" عليه، بعدما اتهمه بـ"العدوان على الله تعالى وكتابه العظيم ومقدسات المسلمين".

ولقي دواد وقتها مساندة من شخصيات دولية ومحلية، من بينها وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، مانويل فالس، الذي أطلق حملة على صفحته بفيسبوك من أجل مساندته، غداة إعلان كمال داود انسحابه من النقاش العام عبر الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام الدولية بسبب حملة الانتقادات التي واجهها.

ويلقى داود دعما من فريق كبير من المثقفين، مقابل انتقادات حادة توجه له من أوساط داخل وخارج الجزائر، سيما بعدما اتهمته زوجته الأولى بـ "ضربها"، ورفعت ضده دعوى قضائية، فتحول وقتها إلى مادة دسمة للإعلام في الجزائر وفرنسا.