في تحول لافت تجاه علاقتها مع الجزائر، لم تستبعد الخارجية الفرنسية إمكانية "الدخول في حوار مع الجزائر من أجل إحراز تقدم بشأن القضايا" التي تهم الطرفين.
وأشارت المتحدثة بالنيابة للخارجية الفرنسية، جوزيفا بوغنون، لـ"الحرة" إلى أنه "لا مجال للدخول في تصعيد لا مصلحة للجزائر ولا لفرنسا فيه"، مشددة على أن باريس "تظل متمسكة بعلاقتها الفريدة والطويلة الأمد مع الجزائر والشعب الجزائري. وما يزال هناك مجال للحوار".
وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين توترا غير مسبوق، فقد استدعت الخارجية الجزائرية، أمس الخميس. السفير الفرنسي لديها، وأبلغته بـ"خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية المزمع إجراؤها شهر سبتمبر المقبل في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية، وذلك تحت مسمى شرقي 2025 الذي يحمل الكثير من الدلالات"، معتبرة الخطوة بمثابة "استفزااز".
كما يعرف ملف الهجرة بين البلدين جدلا سياسيا وقانونيا واسعا، بعد رفض الجزائر استقبال مواطنيها المرحلين، وفي هذا السياق، جددت الخارجية الفرنسية (الكي دورسيه) تأكيداتها لـ"الحرة" أن بلادها ستقدم للجزائر "قائمة بالأشخاص الذين سيتم ترحيلهم في غضون 4 إلى 6 أسابيع".
ويندرج هذا الإجراء في سياق القرارات التي اتخذتها اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الهجرة التي ترأسها الوزير الأول الفرنسي، فرانسوا بايرو، في السادس العشرين فبراير الماضي، وفق المصد الديبلوماسه نفسه.
وأشارت الخارجية إلى أن باريس "ستعيد النظر في الاتفاقيات الثنائية بشأن التنقل في حالة غياب التعاون الفعال مع سلطات بلادها، تماشيا مع تصريحات سابقة لفرانسوا بايروا ، الذي اعتبر أن "الوضع الحالي غير مقبول، لأن الجزائر لا تحترم الاتفاقيات التي وقعتها".
ورفضت الجزائر استقبال عدد من مواطنيها الذين لم تُسو أوضاعهم في فرنسا والذين رحلتهم باريس، ومن بينهم "منفذ هجوم أودى بحياة شخص في 22 فبراير في مولوز في شرق فرنسا"، كما رفضت استقبال بوعلام نعمان (59 سنة) في التاسع يناير الماضي، في خطوة وصفت بأنها "ضربة" للحكومة الفرنسية.
كما ألغى القضاء الفرنسي مؤخرا الحكم الصادر في حق بوعلام نعمان بمغادرة أراضي البلد، ما دفع السلطات إلى استئناف إجراءات الطرد، وسبق أن وجهت له باريس تهمة "التحريض غير الملحق بمفعول على ارتكاب جريمة أو جنحة" على خلفية شريط فيديو على "تيك توك".
وكانت الجزائر أعلنت رفضها لما أسمته "خطاب المهل والإنذارات والتهديدات"، متوعدة بالرد بشكل "صارم وفوري على جميع القيود التي قد تفرضها باريس على حركة التنقل، دون استبعاد اللجوء إلى تدابير أخرى."