يتدفق المقاتلون الأجانب على أوكرانيا للقتال إلى جانب الحكومة التي تتخذ من كييف مقرا لها أو القوات الروسية التي غزت البلاد في وقت سابق من الشهر الماضي، الأمر الذي يحذر منه خبراء.
وقد بثت منصة (نكستا) البيلاروسية، الاثنين، مقطعا مصورا يظهر وصول المجموعة الأولى من متطوعين بريطانيين إلى أوكرانيا للمشاركة في قتال القوات الروسية. وقال أحد المتطوعين إن معظمهم سبق وأن خدموا في الجيش البريطاني.
ويتزامن نشر هذا الفيديو مع تأكيد مسؤولين أميركيين أن موسكو تجند مرتزقة سوريين ماهرين للقتال في المناطق الحضرية، حيث يستعد الغزو الروسي للتوسع بشكل أعمق في المدن الأوكرانية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، الأسبوع الماضي، إن 16 ألف أجنبي تطوعوا للقتال من أجل أوكرانيا، كجزء مما وصفه بـ "الفيلق الدولي".
تقول جينيفر كافاريلا، زميلة لشؤون الأمن القومي في "معهد دراسة الحرب" في واشنطن العاصمة، إنه مع تدفق المتطوعين من دول أخرى إلى أوكرانيا، يمكن أن يصبح الصراع مركز ثقل جديد للمقاتلين الأجانب.
وقال أربعة مسؤولين أميركيين لصحيفة وول ستريت جورنال إن تقييما أميركيا خلص إلى أن روسيا، المتواجدة عسكريا في سوريا منذ عام 2015، جندت مؤخرا مقاتلين سوريين، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال في المناطق الحضرية في السيطرة على العاصمة كييف و"توجيه ضربة مدمرة للحكومة الأوكرانية".
ويقول خبراء إن هذه الخطوة تشير إلى تصعيد محتمل للقتال في أوكرانيا.
ووفقا لأحد المسؤولين، فمن غير الواضح عدد المقاتلين، الذين تم تحديد هويتهم، لكن بعضهم موجودون بالفعل في روسيا ويستعدون للصراع.
وكان موقع (دير الزور 24) قال إن روسيا فتحت باب التطوع لمدة ستة أشهر، وعرضت على المتطوعين رواتب تتراوح بين 200 و300 دولار "للذهاب إلى أوكرانيا والعمل كحراس".
وأضافت كافاريلا: "نشر روسيا لمقاتلين أجانب من سوريا في أوكرانيا يؤدي إلى تدويل حرب أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يربط الحرب في أوكرانيا بوضع إقليمي أوسع، لا سيما في الشرق الأوسط".
وقد أمضى المقاتلون السوريون ما يقرب من عقد من الزمان في القتال في حرب المدن مع مجموعة فاغنر الروسية، بينما تفتقر القوة الروسية المجندة إلى حد كبير إلى هذه المجموعة من المهارات، حسبما تقول وول ستريت جورنال.
وفي المقابل تساءل تشارلز ليستر، الخبير في الشأن السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، عن مدى فائدة المجندين من الشرق الأوسط في أوكرانيا. وقال: "بشكل عام لم تعتبر موسكو المقاتلين السوريين جيدين في حرب المدن".
وكان رمضان قديروف، زعيم منطقة الشيشان الروسية وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال إن مقاتلين شيشانيين انتشروا في أوكرانيا، وحث الأوكرانيين على الإطاحة بحكومتهم.
ويستمر الهجوم الروسي لليوم الثاني عشر، فيما تضغط أوكرانيا من أجل الحصول على المزيد من المساعدة الغربية بما في ذلك المزيد من العقوبات والأسلحة.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات عن فشل تطبيق وقف إطلاق النار الذي كان سيسمح للمدنيين بالفرار من ماريوبول وفولنوفاخا، وهما مدينتان في جنوب أوكرانيا تحاصرهما القوات الروسية.
ووصل الأوكرانيون الذين تمكنوا من الفرار إلى بولندا ورومانيا وسلوفاكيا المجاورة وأماكن أخرى.