الجيش الروسي خسر حتى الان نحو 10% من جنوده
الجيش الروسي خسر حتى الان نحو 10% من جنوده

نحو سبعة آلاف جندي هي خسائر القوات الروسية بعد ثلاثة أسابيع من غزوها لأوكرانيا الذي انطلق في 24 فبراير الماضي وهو عدد أكبر بكثير من عدد الجنود الذين خسرتهم الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان اللتان استمرتا لسنوات عدة.

كذلك يقترب هذا العدد من حوالى نصف عديد القوات التي خسرها الاتحاد السوفياتي خلال اجتياحه لأفغانستان في ثمانينات القرن الماضي والذي استمر لنحو 10 سنوات.

ومثّل الأداء العسكري الروسي "الضعيف" خلال الأسبوعين الماضيين أحد أكبر ألغاز الحرب حتى الآن، إذ يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه حاليا في مأزق مع تباطؤ قواته في أوكرانيا.

خسر الجيش الروسي حتى الآن نحو 10% من جنوده مع إصابة ما بين 14 -21 ألف جندي وثلاث جنرالات على الأقل في القتال، وفقا لمسؤولين في البنتاغون أبلغوا صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وتحدثت تقارير استخباراتية غربية عن انخفاض في معنويات الجنود الروس لدرجة أنهم بدأوا يتركون آلياتهم العسكرية ويهربون أو يسلمون أنفسهم للقوات الأوكرانية.

فشلت القوات الروسية في السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف حتى اللحظة على الرغم من القصف المتواصل على المدينة منذ بداية الغزو.

وتدور اشتباكات عنيفة يوميا شمال كييف على بعد حوالي 30 كيلومترا من مركز المدينة وسط مقاومة شرسة من الجيش الأوكراني والمتطوعون الذين يقاتلون بجانب القوات النظامية.

كما أعلنت القوات الأوكرانية شن هجمات مضادة على القوات الروسية في مدن رئيسية أخرى، منها ميناء ميكولايف الجنوبي، بالاتجاه نحو خيرسون، العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي احتلتها روسيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير. 

وأكدت أوكرانيا أنها نفذت غارة جوية على مطار خيرسون، الذي أصبح الآن قاعدة جوية روسية.  وأظهرت صور الأقمار الصناعية للمطار، سبع طائرات هليكوبتر روسية مدمرة أو متضررة، بعضها تحترق فيه النيران. 

وقالت كييف أيضا إنها أسقطت طائرتين روسيتين من طراز سوخوي سو-30 فوق البحر الأسود قبالة أوديسا.

تشير المعطيات على الأرض إلى أن موسكو تعاني في أوكرانيا على عكس ما كانت تتوقعه قبل بدء الغزو.

ويقول الخبير العسكري وهاب العلي إن "القوات الروسية دخلت في نقطة الذروة، والتي تعني أنهم لم يعودوا يمتلكون الذخيرة ولا القوة البشرية الكافية لمواصلة الزخم الهجومي".

ويضيف العلي لموقع "الحرة" أن "العديد من الوحدات الروسية تعاني من نقص في الوقود والذخيرة، وهذا ما ظهر واضحا عندما توقفت القافلة الطويلة التي كانت متجهة لكييف".

ويتابع أن "هذه القافلة أصبحت هدفا سهلا للقوات الأوكرانية، لأنها في منطقة مفتوحة وتمر بمناطقة مترامية الأطراف وتعتبر هدفا ثابتا يمكن استهدافه من الجو والبر". 

كذلك يشير العلي إلى أن "فشل موسكو في السيطرة على الأجواء الأوكرانية بعد ثلاثة أسابيع من الحرب جعل القوات البرية الروسية تتعثر في عدة مناطق، وهذا أدى بدوره إلى تكبدها خسائر كبيرة سواء على مستوى الدروع والدبابات أو على مستوى المروحيات".

ويرى أيضا أن "التمدد الروسي في أوكرانيا يعني أن موسكو تحتاج لمزيد من القوات، لأن الـ 190 ألف جندي الذين حشدتهم قبل الغزو دخلوا جميعهم الآن لداخل أوكرانيا ومع ذلك لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على المدن الكبيرة، وهذا يمثل معضلة لهم".

يشرح العلي أهم الأسباب التي أدت لتكبد خسائر فادحة خلال الهجوم على أوكرانيا وكذلك تلك التي أسهمت في بطء تقدمهم.

ومنها "ضعف التنسيق في صفوف القوات الروسية وعدم امتلاكها لتقنيات اتصال متطورة، مما سهل من مهمة الأوكرانيين في الحاق خسائر بالروس"، وفقا للعلي.

ويرى أن "النقطة الأهم تتعلق بالمقاومة الأوكرانية غير المتوقعة، على الأقل من قبل الروس، الذين اعتقدوا أن الجيش الأوكراني سينهار في غضون ساعات، لكن ما جرى على الأرض كان مفاجئا للجميع، سواء في روسيا وباقي دول العالم، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من صد الهجمات الروسية ونفذت هجمات مضادة ألحقت بهم خسائر فادحة".

ويؤكد العلي أن "طول فترة الحرب جعل القوات الروسية تتجاوز قدراتها اللوجستية، حيث باتت هذه القوات متعبة للغاية وعديمة الخبرة في مواجهة خصم شرس يدافع عن أرضه".

يرجح الخبير العسكري أن "يكون الأمر أسوأ مما تعرض له الروس في أفغانستان، عندما خسروا أكثر من 15 ألف جندي خلال عشر سنوات من الاجتياح السوفياتي لهذا البلد واضطروا بعدها للمغادرة تحت وقع الضغوط الشعبية".

ويقول أيضا: "أثرت خسارة 15 ألف جندي في الثمانينيات بشكل كبير على الرأي العام في الاتحاد السوفيتي، واليوم هناك حديث عن خسائر بالمئات خلال ثلاثة أسابيع، فكيف سيكون وقع ذلك على الداخل الروسي؟ يجب أن ننتظر ونرى".

أضف لذلك، يضيف العلي أن "أوكرانيا تلقت الكثير من المساعدات العسكرية الغربية قبل وبعد الغزو، عبر تقنيات متطورة وأسلحة فتاكة مضادة للدروع والطائرات، وهذا زاد من كلفة الحرب بالنسبة لروسيا وعرقل تقدمها داخل الأراضي الأوكرانية".

وفي اعتراف روسي علني، بأن الأمور لا تسير وفقا للخطة الموضوعة، قال فيكتور زولوتوف، رئيس الحرس الوطني، أحد أوثق حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين.

لم يدرك بوتين، في الأغلب، حقيقة جيشه وقدراته، "بدليل ما تم الكشف عنه مؤخرا حول معلومات استخباراتية مزيفة لروسيا عن أوكرانيا"، بحسب مقال تحليلي نشرته شبكة "أيه بي سي نيوز" الأسترالية.

ويرى التحليل أن "موسكو أغفلت بالتأكيد تطوير أساسيات القتال البري، بما فيها الأسلحة المشتركة والتكامل الجوي والأرضي والقتال الوثيق والقيادة الجيدة، وهي قدرات أساسية ظهرت غائبة بشكل واضح عن القوات الروسية في أوكرانيا". 

ومع فوضى القوات البرية الروسية، تطلع بوتين بشكل متزايد إلى السماء لمهاجمة المدن الأوكرانية والمباني السكنية والمستشفيات وحتى المدارس. 

ويقول مسؤولون إن هذا القصف الجوي ساعد في التغطية على الأداء الضعيف للجيش الروسي على الأرض. 

في أواخر الأسبوع الماضي، ذكرت مصادر إخبارية روسية أن بوتين وضع اثنين من كبار مسؤولي المخابرات تحت الإقامة الجبرية، لتقديمهم معلومات استخباراتية ضعيفة قبل الغزو، وفقًا لأندريه سولداتوف، خبير في أجهزة الأمن الروسية.

وقال سولداتوف في مقابلة: "لقد كانا مسؤولين عن توفير المعلومات السياسية وزراعة شبكات الدعم في أوكرانيا. لقد أخبرا بوتين بما يريد أن يسمعه وليس الحقيقة".

وأكد أن الروس أنفسهم لا يسمعون عن الحرب إلا ما يريده بوتين، الذي فرض سيطرة حديدية على المنافذ الإخبارية في روسيا.
 

هدنة طال انتظارها بعد معارك بحرية مستمرة بين روسيا وأوكرانيا - رويترز
هدنة طال انتظارها بعد معارك بحرية مستمرة بين روسيا وأوكرانيا - رويترز

توصلت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى اتفاقين منفصلين مع أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية واستهداف منشآت الطاقة.

ويعد هذان الاتفاقان المنفصلان أول التزامين رسميين من الطرفين اللذين يخوضان حربا دامية منذ فبراير 2022، وقد جاءا بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.

ويسعى ترامب جاهدا للإسراع بإنهاء الحرب، وهو ما أثار قلق كييف ودول أوروبية.

وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما "ستعتمدان على واشنطن" في تطبيق الاتفاقين.

ويأتي الاتفاقان اللذان جرى التوصل إليهما في السعودية عقب محادثات بدأها الرئيس الأميركي.

وجاءت المحادثات عقب مكالمات هاتفية منفصلة الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت واشنطن وكييف أعلنتا، الثلاثاء، نتائج مباحثات جرت بين خبراء من الجانبين في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بين 23 و25 مارس 2025.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرفين اتفقا على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، ومنع استخدام القوة، وعدم استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية.

كما أكدا التزامهما بتطوير آليات لتبادل أسرى الحرب، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسرًا.

"التهديد الأكبر" وما تريده إيران.. تقرير موسع لوكالات المخابرات الأميركية
ذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأميركية، الثلاثاء، أن الصين ما زالت تشكل أكبر تهديد عسكري وإلكتروني للولايات المتحدة، وأن بكين تحرز تقدما "مطردا لكن بتفاوت" في قدرات قد تستخدمها في الاستيلاء على تايوان.

البيان الأميركي أكد أيضًا ترحيب واشنطن وكييف بالدور الذي قد تلعبه دول ثالثة للمساهمة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالطاقة والملاحة البحرية.

وشدد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سلمية دائمة للصراع.

ونقل عن ترامب تأكيده على ضرورة وقف القتال من جميع الأطراف كخطوة أساسية نحو السلام.

الرئيس الأوكراني زيلنسكي قال إن اتفاقي الهدنة سيدخلان حيز التنفيذ فورا، وإنه في حال انتهاك روسيا لهما، فسيطلب من ترامب فرض عقوبات إضافية على موسكو، وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة.

بينما أوضح وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أن كييف ستعتبر أي تحرك للسفن العسكرية الروسية خارج الجزء الشرقي من البحر الأسود انتهاكا وتهديدا، وفي هذه الحالة سيكون لأوكرانيا الحق الكامل في الدفاع عن النفس.

وأضاف "ليس لدينا ثقة بالروس، لكننا سنكون بناءين".

في المقابل قال الكرملين الروسي إن مصافي النفط وأنابيب النفط والغاز والمحطات النووية من بين الأهداف التي اتفقت روسيا وأوكرانيا على تعليق استهدافها مؤقتا.

وتشمل القائمة أيضا مرافق تخزين الوقود ومحطات الضخ والبنية التحتية لتوليد ونقل الكهرباء، مثل محطات الطاقة والمحطات الفرعية والمحولات والموزعات والسدود الكهرومائية.

وذكر الكرملين في بيان أن الوقف المؤقت للضربات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة يسري لمدة 30 يوما، مع إمكان تمديده باتفاق متبادل.

وقال إنه في حال انتهاك أحد الطرفين الاتفاق، يكون الطرف الآخر في حل من الالتزام به.

وأشار الكرملين كذلك إلى أن التفاهمات المتعلقة بالبحر الأسود لن تدخل حيز التنفيذ "ما لم تُستأنف الروابط بين بعض البنوك الروسية والنظام المالي العالمي".

لكن زيلنسكي نفى صحة هذا، مؤكدا عدم وجود أي شرط لتخفيف العقوبات حتى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.

وقال الرئيس الأوكراني في خطابه المسائي المصور "للأسف، حتى الآن، حتى اليوم، وهو يوم المفاوضات نفسه، نرى كيف بدأ الروس التلاعب. إنهم يحاولون بالفعل تشويه الاتفاقين، بل ويخدعون وسطاءنا والعالم أجمع".

بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "سنحتاج إلى ضمانات واضحة. وبالنظر إلى التجربة المؤلمة للاتفاقات (السابقة) مع كييف وحدها، فإن الضمانات لا يمكن أن تكون إلا نتيجة أمر من واشنطن إلى زيلنسكي وفريقه بفعل شيء واحد محدد".

منشآت الطاقة

وتهاجم روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء الحرب، قائلة إن البنية التحتية المدنية للطاقة هدف مشروع لأنها تعزز قدرة أوكرانيا على القتال.

وشنت أوكرانيا في الآونة الأخيرة ضربات بعيدة المدى على أهداف روسية بقطاع النفط والغاز تقول إنها توفر الوقود للقوات الروسية ودخلا لتمويل مجهودها الحربي.

وأعلن الكرملين أن وقف الهجمات على قطاع الطاقة سيستمر 30 يوما اعتبارا من 18 مارس، عندما ناقش بوتين الأمر لأول مرة مع ترامب.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تقبل بهذا التوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق رسمي.

ويتناول اتفاق الهدنة البحرية قضية ذات أهمية بالغة منذ بداية الحرب، عندما فرضت روسيا حصارا بحريا فعليا على أوكرانيا، أحد أكبر مُصدري الحبوب في العالم، مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.

ترامب: سنوقع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا قريبا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية تتعلق بالمعادن والموارد طبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.

لكن المعارك البحرية لم تشكل سوى جزء صغير نسبيا من هذه الحرب في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن سحبت روسيا قواتها البحرية من شرق البحر الأسود بعد عدد من الهجمات الأوكرانية الناجحة.

وتمكنت كييف من معاودة فتح موانئها واستئناف الصادرات إلى مستويات قريبة مما كانت عليه قبل الحرب، على الرغم من انهيار اتفاق سابق بوساطة الأمم المتحدة، يتعلق بالشحن عبر البحر الأسود.

ويضغط ترامب على الجانبين لإنهاء الحرب سريعا، وهو الهدف الذي وعد بتحقيقه عندما ترشح للرئاسة العام الماضي.