تفسيرات متعددة لبروتوكول هانيبال في الجيش الإسرائيلي. أرشيفية
تفسيرات متعددة لبروتوكول هانيبال في الجيش الإسرائيلي. أرشيفية

بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية "محددة الهدف والدقة" في جنوب لبنان ضد مواقع حزب الله، وسط ترقب دولي حيال تصاعد المعركة التي يخشى كثيرون أن تتسع لحرب شاملة.

العملية، التي أطلق عليها اسم "سهام الشمال"، جاءت بتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي وبإعداد مسبق من هيئة الأركان العامة، في إطار تصعيد مستمر على الحدود الشمالية.

وتشمل العملية هجمات منسقة بين القوات البرية وسلاح الجو الإسرائيلي، إضافة إلى قصف مدفعي يستهدف البنى التحتية التابعة لحزب الله، وذلك في محاولة لتقليص التهديدات الموجهة للبلدات الإسرائيلية في الشمال.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد في وقت سابق أن هذه الخطوة هي تمهيد لمرحلة تالية من دون الكشف عن تفاصيل محددة، بينما صادق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" على توسيع الحملة، ما يشير إلى إمكانية توسع المعركة في المستقبل القريب.

وفي تحول لافت في الصراع، أعلنت إسرائيل السبت أنها قتلت زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الجمعة في ضربة وصفت بأنها "نقلة نوعية".

هذا الاغتيال يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة الساخنة على الجبهة الشمالية، ويعكس تصعيدا استراتيجيا قد يعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لم يتوان عن إرسال رسائل تحذيرية إلى إيران، مشيرا إلى قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهدافها في أي مكان في الشرق الأوسط، وهو ما يحمل تهديدا ضمنيا لطهران وحلفائها.

اغتيال نصر الله لا يعد ضربة فقط لحزب الله، بل هو اختبار جدي لمحور المقاومة بقيادة إيران، خاصة في ظل الاغتيالات المتكررة لزعماء الحلفاء مثل قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران قبل أسابيع.

وتطرح هذه الأحداث تساؤلات حول مدى قدرة إيران على الرد، خصوصا وأنها تتعامل بحذر مع التوتر المتصاعد، وهو ما يجعل المنطقة بأكملها تعيش حالة من الترقب الحذر حيال ردود الفعل المحتملة.

وتعكس التحركات الإسرائيلية استراتيجية واضحة تهدف إلى فصل الجبهات والضغط على حزب الله للابتعاد عن الحدود الشمالية، ما قد يغير ميزان القوى في المنطقة لصالح إسرائيل.

الألوية التابعة للقيادة الشمالية تجري تدريبات منذ أشهر على عملية برية في لبنان. أرشيفية

في المقابل، يتمسك حزب الله بموقفه في عدم السماح بفصل جبهات "محور المقاومة"، معتبرا أن الجنوب اللبناني وغزة جبهتان موحدتان في مواجهة إسرائيل، وهو ما يشير إلى احتمالية تصعيد أوسع.

وفي ظل مقتل نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفوروشان، في غارة استهدفت جنوب بيروت، يبدو أن المعركة باتت تقترب من لحظة حاسمة، مع تصاعد التصريحات والتعزيزات من كافة الأطراف.

ومع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أن اغتيال نصر الله لا يمثل نهاية الطريق، فإن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة مليئة بالمفاجآت، وقد تتحول إلى ساحة صراع واسع النطاق يشمل أطرافا جديدة.

والأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه العملية البرية مجرد خطوة محدودة لتأمين الحدود، أو أنها تمهيد لمواجهة شاملة، مع تزايد المخاوف من أن التصعيد الحالي قد يستدرج قوى أخرى إلى مسرح الصراع، ما يهدد باستمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (يسار) والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز في مناظرة الثلاثاء في مدينة نيويورك في الأول من أكتوبر 2024.
المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (يسار) والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز في مناظرة الثلاثاء في مدينة نيويورك في الأول من أكتوبر 2024.

قدم المرشحان الجمهوري والديموقراطي لمنصب نائب الرئيس، تيم والز وجي دي فانس، أداء تقليديا، الثلاثاء، في المناظرة الأولى، وربما الأخيرة بينهما في انتخابات 2024. وهو ما يذكر بتقاليد مناظرات سياسية سادت في أميركا لعقود قبل أن تدخل البلاد مرحلة حادة من الاستقطاب، تحديدا منذ تسيد دونالد ترامب الجانب اليميني من الساحة الحزبية الأميركية في 2016.

وتجادل المرشحان في أغلب الساعة الأولى من المناظرة حول قضايا اجتماعية تتمايز فيها مواقف الحزبين بوضوح، من الإجهاض للسياسة الضريبية، دون أن تتحول المناظرة لمبارزة كلامية اعتادها المشاهدون في السنوات الثماني الأخيرة.

وفي أقل من 20 دقيقة من المناظرة بين والز وفانس، استعرض المرشحان مواقف حزبيهما بالتفصيل في ملفات الهجرة، التغير المناخي، والسياسة الخارجية.

وخلال النقاش، اتهم المرشح الجمهوري فانس نائبة الرئيس هاريس بالفشل في ضبط الهجرة، مما حرم ملايين الأميركيين من فرص العمل والحقوق التعليمية والصحية، وخلق أزمة في الإسكان، فيما اتهم والز الجمهوريين بإفشال جهود الكونغرس في حل مشكلة الهجرة، متسائلا: "أين الجدار الذي وعد ترامب ببنائه؟".

وفي ملف البيئة، أكد والز أنه يريد لأميركا أن تكون قوة رائدة عالميا في مجال الطاقة النظيفة، بينما أعرب فانس عن دعمه لسياسة البيئة النظيفة، لكنه شكك في أن الوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي للتغير المناخي.

وفي مستهل المناظرة تصافح الرجلان اللذان يبلغ فارق السنّ بينهما 20 عاما وتباعد بينهما مواقف متناقضة بشأن معظم المواضيع.

وتجري المناظرة في نيويورك وتنظمها شبكة "سي بي أس".

وتأتي هذه المناظرة في وقت تشتدّ فيه المنافسة بين الجمهوريين والديموقراطيين للفوز بأصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة في وسط البلاد الغربي.

وتجري المناظرة بين الديموقراطي والز، وهو حاكم مينيسوتا الذي اختارته هاريس، والجمهوري فانس، وهو سناتور عن أوهايو اختاره ترامب ليكون نائبه إذا ما عاد إلى البيت الأبيض.

ويزعم كلّ من فانس (40 عاما) ووالز (60 عاما) بأنه الصوت الحقيقي لولايات الغرب الأوسط المتأرجحة (تصوّت أحيانا للجمهوريين وأحيانا أخرى للديموقراطيين).