في عدة مناسبات، ظهر زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون وهو يركب سيارات فاخرة من صناعة شركات أوروبية، بينما تخضع بلاده لعقوبات دولية تحظر حصولها على المنتوجات الغربية الفاخرة.
رحلة تلك السيارات الفاخرة إلى بيونغ يانغ تثير تساؤلات.
وتشمل مجموعة مركبات الدكتاتور البالغ من العمر 35 عاما، سيارات من طراز ليموزين من صنع ميرسيديس بنز الألمانية ورولز رويس البريطانية.
لكن سر التهريب الذي يمكن نظام كيم من الحصول على السلع المحظورة، كشفه مركز دراسات أميركي، نجح خبراؤه في تتبع عمليات التهريب وتوصلوا إلى أن خمس دول تتورط فيها بمشاركة ثلاث طائرات.
وبحسب تقرير أصدره مركز دراسات الدفاع المتقدمة (C4ADS) في واشنطن الثلاثاء، فإن عملية تسليم لبيونغ يانغ تمت في عام 2018 وشملت سيارتين من طراز مرسيديس يعتقد أنهما مصفحتان من النوع الخاص برؤساء الدول، يزيد سعر الواحدة منهما على 500 ألف دولار، انطلقت من هولندا.
NEW REPORT: In “Lux & Loaded: Exposing North Korea’s Strategic Procurement Networks,” @_LucasKuo and @jasonarterburn dive deep into North Korean trade in high-end luxury goods to map North Korea’s procurement capabilities. 1/xhttps://t.co/TaLCHjAK7d
— C4ADS (@C4ADS) July 16, 2019
وحسب المركز الذي يعمل على كشف المعاملات المالية غير المشروعة حول العالم، استمرت رحلة نقل السيارتين إلى كوريا الشمالية ما بين شهري يونيو وأكتوبر.
ونقلت السيارتان من أوروبا إلى الصين بحرا في رحلة استغرقت 41 يوما، تنقلتا خلالها من منطقة لأخرى في اليابان وكوريا الجنوبية، ثم إلى روسيا حيث عملت ثلاث طائرات مملوكة لكوريا الشمالية على إيصالهما إلى بيونغ يانغ، حسب ما توصل إليه باحثون في المركز، عملوا على تحليل تقارير عامة عن بيانات الموانئ والسجلات التجارية.
ورصد كيم للمرة الأولى على متن سيارة معدلة من طراز مرسيديس مايباك أس-600 بولمان غارد، خلال توجهه إلى مبنى حكومي أواخر يناير الماضي، وذلك بعد أشهر على عملية التسليم التي تم رصدها.
السيارة الأخرى من نوع مرسيديس مايباك أس-62.
وسبق أن ظهر كيم على متن سيارات فاخرة أخرى خلال قمم مع زعماء دوليين بينهم الرئيس دونالد ترامب، وأحيانا كان يحيط بتلك السيارات فريق من الحراس الشخصيين الراجلين يركضون بجانبها.
وفي أكتوبر الماضي، ترجل كيم عن سيارة ليموزين من طراز رولز رويس فانتوم، لاستقبال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيونغ يانغ.
وضْع كيم يده على هذه السيارات، يشكل تحديا مفتوحا للعقوبات الدولية المفروضة على نظامه، والتي أقرتها الأمم المتحدة بناء على طلب إدارة الرئيس جورج بوش الابن في 2006، وشملت منع وصول المنتوجات الفاخرة إلى البلاد.
لكن دولا يصل عددها إلى 90، كانت ما بين عامي 2015 و2017 مصادر للبضائع الفاخرة التي تستوردها كوريا الشمالية، حسب تقرير مركز دراسات الدفاع المتقدمة الذي أشار أيضا إلى الشبكات وسلاسل التوريد التي تمر عبر أراض تابعة لدول أعضاء في مجلس الأمن الدولي بينها الصين وروسيا، وحلفاء لأميركا بينهم كوريا الجنوبية.
وجاء في التقرير أن كوريا الشمالية استوردت ما تزيد قيمته على 191 مليون دولار من المنتجات الفاخرة ما بين 2015 و2017 عبر الدول الـ90. لكن القيمة النهائية للتلك الواردات يصعب تحديدها لعدم توفر تفسير محدد لما يشكل "منتجا فاخرا" وكذلك بسبب الطريقة السرية التي يعتمدها نظام كيم للحصول عليها.