جون بولتون - مستشار الأمن القومي الأميركي
جون بولتون - مستشار الأمن القومي الأميركي

التقى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مع مسؤولين من كوريا الجنوبية الأربعاء لبحث قضايا ثنائية مهمة في خضم خلاف تجاري بين كوريا الجنوبية واليابان وتعثر المحادثات النووية مع كوريا الشمالية ونزاع في مجال جوي إقليمي وقع الثلاثاء.

ويجتمع بولتون مع كبير مسؤولي مكتب الأمن القومي لكوريا الجنوبية تشونج يوي يونج ووزير الدفاع جيونج كيونج-دو ووزيرة الخارجية كانج كيونج-وا في سول لبحث قضايا تشمل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي وسبل تعزيز التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

ولدى وصوله إلى كوريا الجنوبية في وقت متأخر الثلاثاء كتب بولتون على تويتر يقول إنه "يتطلع لاجتماعات بناءة مع قيادات حليفنا المهم وشريك مهم للغاية للأمن والرخاء في منطقة المحيط الهادي الهندي".

ومن المتوقع أن يطرح الكوريون الجنوبيون الخلاف التجاري القائم مع اليابان والتي فرضت قيودا على صادرات المواد ذات التقنية العالية إلى كوريا الجنوبية.

وتقول سول إن القيود قد تضر بشركات التكنولوجيا العالمية.

وتبحث اليابان رفع كوريا الجنوبية من "قائمة بيضاء" للدول التي تخضع للحد الأدنى من القيود التجارية وهو ما سيقضي بوضع قيود أشد صرامة.

 وتنفي اليابان أن يكون الخلاف حول تعويض الكوريين الجنوبيين الذين أجبروا على العمل لصالح المحتل الياباني خلال الحرب العالمية الثانية هو السبب وراء القيود المتعلقة بالصادرات.

وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية الثلاثاء إن طائراتهم الحربية أطلقت مئات الأعيرة التحذيرية قرب طائرة روسية تقول موسكو إنها كانت ضمن أول دورية جوية مشتركة بعيدة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي مع الصين، مما أثار موجة من الاحتجاجات الدبلوماسية .

 

وقد يعقد ذلك التطور العلاقات ويزيد من حدة التوتر في منطقة يخيم عليها منذ سنوات العداء بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

 

وتعثرت محادثات نزع السلاح النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بعد انهيار القمة الثانية التي عقدت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فيتنام في فبراير.

People gather outside a hospital, as more than 1,000 people, including Hezbollah fighters and medics, were wounded on Tuesday when the pagers they use to communicate exploded across Lebanon, according to a security source, in Beirut
القصف الإسرائيلي المتواصل على محيط المستشفيات وسقوط ضحايا بين موظفيها أجبر الكثير منها على تعليق خدماتها

بينما يزداد التصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان، تتعقد مهمة القائمين على إسعاف المصابين والجرحى، خصوصا وأن الغارات طالت محيط بعض المستشفيات.

وسط هذا المشهد، أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها.

وأفادت إدارة مستشفى سانت تريز الخاص عند تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت بـ"وقف الخدمات الاستشفائية" بعد وقوع "أضرار جسيمة" في المبنى والمعدات "إثر استهداف الطيران الإسرائيلي.. بغارات عنيفة" مبنى المستشفى "وكافة المعدات والتجهيزات الطبية".

وقالت إن المستشفى "بات يتطلب عملية تأهيل شامل لمختلف أجزائه" وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

تجمع خارج مستشفى بلبنان ، حيث أصيب أكثر من ألف شخص، بما في ذلك مقاتلو حزب الله ومسعفون.

تعليقا على هذا الوضع، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، السبت، أن المعلومات عن ضربات اسرائيلية أصابت "منشآت صحية وطواقم استشفائية" في لبنان "تثير قلقا بالغا".

وكتب لامي على منصة "إكس" إن  "على جميع الأطراف التزام القانون الإنساني الدولي"، وذلك بعدما أعلنت مستشفيات وقف عملها، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من ازدياد الهجمات على فرق الرعاية الصحية.

وتعرضت ضاحية بيروت الجنوبية ليل الجمعة لسلسلة غارات اسرائيلية كثيفة، وصل صداها إلى مناطق خارج بيروت. وفي بلدة مرجعيون القريبة من الحدود مع إسرائيل، أغلق المستشفى الحكومي أبوابه الجمعة بعد إجلاء موظفيه، إثر غارة اسرائيلية عند مدخله الرئيسي.

وقال مدير المستشفى، مؤنس كلاكش، لفرانس برس إن "غارة اسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف عند المدخل الرئيسي للمستشفى، ما أثار حالة من الإرباك والذعر في صفوف الطاقم الطبي والموظفين".

وأضاف "كنا نقدم الخدمات الطبية للمنطقة منذ بدء الحرب، لكن مع النقص في عدد الموظفين والطاقم الطبي، جاء القصف اليوم ليسرّع عملية إغلاق المستشفى".

وتشهد منطقة مرجعيون حركة نزوح منذ أيام على وقع غارات اسرائيلية استهدفت بلدات عدة فيها، بعضها للمرة الأولى.

وكان المشفى يعمل، وفق كلاكش، "منذ أربعة أيام من دون طبيب بنج (تخدير) واختصاصيي مختبر، جراء حركة النزوح".

من جانبها، نقلت صحيفة "الغارديان" عن كلاكش  قوله: "تم استهداف المدخل الرئيسي للمستشفى بينما كان المسعفون يقتربون، قُتل سبعة وأصيب خمسة. اعتبرنا ذلك رسالة، لذلك قررنا الإغلاق".

وأضاف أن الاستهداف المتكرر للمسعفين في جنوب لبنان منع الجرحى من الوصول إلى المستشفى منذ ثلاثة أيام.

وتابع "لم يكن هناك أي تحذير قبل القصف، لم يأتِ التحذير عبر الهاتف بل عبر القصف".

إلى ذلك، أعلن مستشفى ميس الجبل الحكومي، الذي يقع على بعد 700 متر من الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، يوم الجمعة أن الموظفين لم يعودوا قادرين على القيام بمهامهم بسبب انقطاع الإمدادات.

وقال حليم سعد، مدير الخدمات الطبية في مستشفى ميس الجبل لوكالة فرانس برس "الإمدادات الطبية، والديزل، والكهرباء، كلها غير متوفرة. كان اليونيفيل يجلب لنا المياه، والآن لا يمكنهم التحرك. كيف يمكن لمستشفى أن يعمل بدون مياه؟".

وقُتل أكثر من 50 عاملًا في القطاع الصحي منذ 23 سبتمبر، عندما بدأت إسرائيل حملة جوية مكثفة في جنوب لبنان وسهل البقاع.

وقُتل وأصيب مسعفون في جميع أنحاء البلاد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك في مركز طبي بوسط بيروت، حيث قُتل تسعة في غارة الخميس.

وقال وزير الصحة اللبناني، فراس أبيض، الخميس إن 97 مسعفا قُتلوا منذ بدء القتال بين حزب الله وإسرائيل العام الماضي، وهو رقم ازداد خلال اليومين الماضيين.

ونزوح العاملين في القطاع الطبي بسبب القصف الإسرائيلي تسبب في مشاكل في جميع أنحاء البلاد، في وقت يتجاوز فيه عدد الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية 100 يوميا.

مستشفى رفيق الحريري

والنظام الصحي في لبنان، وخاصة في الجنوب، هش بعد خمس سنوات من الأزمة الاقتصادية وما يقرب من عام من الحرب.

وفي مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وهو أكبر مستشفى عام في لبنان، قال المسؤولون إن القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية القريبة قد أدى إلى نزوح بعض الموظفين، مما جعل البعض غير قادر على الحضور إلى العمل. وفتح المستشفى سكنًا في حرم الجامعة لاستيعاب بعض موظفيه الأساسيين، وحاول إيجاد مساكن آمنة لآخرين.

بيروت بعد إحدى الضربات الإسرائيلية

وهناك مخاوف بين موظفي المستشفى من أن تصبح ظروف العمل خطرة، مع انتشار أخبار قصف المستشفيات والمسعفين.

قال جهاد سعد، الرئيس التنفيذي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي لفرانس برس: "الشخص الذي لا يتحمل مسؤوليات كبيرة قد يفكر في المغادرة. لا ألومهم، لديهم أمنهم الخاص، عائلاتهم وحياتهم". وحتى الآن، يعمل المستشفى بشكل طبيعي.

نزوح الموظفين الطبيين أثر بشكل أساسي على جنوب لبنان، حيث تزداد وتيرة القصف الإسرائيلي.

ولا يزال من غير الواضح عدد الأشخاص الذين ما زالوا في الجنوب، بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء حوالي 70 قرية.

وقُتل أكثر من ألفي شخص وأُصيب أكثر من 9535 منذ بدء القتال في لبنان، معظمهم منذ 23 سبتمبر.

ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجراء اتصالات دبلوماسية من "أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى".

وندّد ميقاتي "بما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية المتبعة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن عناصر حزب الله يستخدمون "بشكل متزايد سيارات الإنقاذ من أجل نقل المخربين والوسائل القتالية".

وأضاف "يستخدم حزب الله سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية لأغراض إرهابية"، وحذّر من أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب (...) سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري".