نشرت كوريا الشمالية مؤخرا، صورا لزعيمها كيم جونغ أون، أثناء تفقده لعملية بناء غواصة "جديدة"، بحسب وكالة KCNA الرسمية.
ويعتقد خبراء أن الغواصة الجديدة تستطيع حمل صواريخ متعددة، بما في ذلك صواريخ ذات رؤوس نووية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ولم تكشف الصحف الكورية الشمالية عن إمكانيات أو مواصفات الغواصة الجديدة، إلا أنها أشارت إلى إدخالها الخدمة قريبا.
ويقول خبراء إن كوريا الشمالية بهذه الغواصة قد أحرزت تقدما من حيث أن أنها قادرة على حمل أكثر من صاروخ وذلك يظهر من حجمها الكبير، بينما الغواصات القديمة تستطيع حمل صاروخ واحد فقط.
الخبير في مركز تقييمات الموازنة الاستراتيجية، وعضو طاقم غواصة سابق، براين كلارك، قال لموقع "بيزنس إنسايدر" إن الغواصة الكورية الجديدة تشبه كثيرا غواصة "روميو-كلاس"، التي بنيت لأول مرة في الخمسينيات.
"يبدو أنهم بنوا غواصة على طراز 'تايب 033' (النموذج الصيني لروميو)، وهي الغواصة الوحيدة التي يستطيعون الحصول على تصميمها، وقد قاموا بتعديلها من أجل حمل صواريخ باليستية في برج أنبوب الإطلاق"، يوضح كلارك.
وأضاف كلارك أن الولايات المتحدة والدول المتقدمة يبنون الغواصات من خلال لحم اللوحات المعدنية الضخمة معا، بينما كوريا الشمالية تبنيها من خلال لحم قطع معدنية صغيرة، ويظهر ذلك في الغواصة الكورية الشمالية الجديدة.
وفي عالم الغواصات، يعد السطح الخارجي الخشن للغواصة والناتج عن لحام ألواح معدنية صغيرا، عيبا يتسبب في تقليص قدرة الغواصة على الاختباء تحت سطح المياه.
ويتوقع كلارك أن الغواصة الكورية الشمالية الجديد لن يكون بمقدورها مغادرة سواحل كوريا الشمالية، وعلى الأغلب ستقبع تحت مياه كوريا الشمالية الإقليمية على بعد عدة أميال بسيطة من السواحل، ومجهزة بصواريخ نووية قليلة.
ولفت الخبير الأميركي إلى أن اليابان والولايات المتحدة لديهما أجهزة سونار ممتازة، تستطيع العثور على الغواصات الكورية الشمالية ومن ثمة تدميرها بسهولة.
قصة التصميم
وتعود قصة التصميم الحالي للغواصة الكورية الشمالية إلى "المشروع 633" الذي أطلقه الاتحاد السوفتيي لبناء غواصة ديزل كهربائية، وقد أطلق عليه حلف الناتو الاسم الكودي "روميو، وظهر المشروع لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، بحسب تقرير موقع "بوبيولار ميكانيك".
وقد شارك السوفييت تفاصيل هذه الغواصات مع الصين، التي أرسلت سبعة منها إلى كوريا الشمالية في سبعينيات القرن الماضي، وتمثل غواصات "روميو" جزءا أساسيا من أسطول غواصات كوريا الشمالية، وقد التقطت صورة لكيم يونغ أون وهو في إحداها عام 2014.
وفي أواسط التسعينيات، اشترت كوريا الشمالية عددا من غواصات سوفيتية سابقة، والتي كانت في حالة غير جيدة،بالإضافة إلى عدد قليل من غواصات "غولف II" ذات الصواريخ البالستية، والتي كانت قد صممت على نفس تصميم غواصة "روميو"، مع تحسينات في فتحات الصواريخ.
ويخلص موقع "بوبيولار ميكانيك" إلى أن التشابه بين تصميمي "غولف II" والغواصة الكورية الشمالية الجديدة، يشير إلى أن بيونغيانغ وظفت تكنولوجيا من غواصات سوفيتية قديمة.