حرائق في غابات بشرق سيبيريا
حرائق في غابات بشرق سيبيريا

عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، المساعدة في إطفاء الحرائق الهائلة بغابات سيبيريا، في خطوة وصفها بوتين بإشارة على إمكانية استعادة العلاقات بين البلدين.

وقال الكرملين إن الزعيمين تحدثا هاتفيا إثر مبادرة واشنطن، وذلك بعد ساعات من إرسال بوتين الجيش الروسي لمساعدة رجال الإطفاء في إطفاء حرائق الغابات.

وقد انتشرت النار في نحو ثلاثة ملايين هكتار من الغابات النائية، في منطقة في سيبيريا يوازي حجمها حجم بلجيكا، بحسب وكالة الغابات الفيدرالية.

وقد أدى صدور الانبعاثات الدخانية من غابات سيبيريا إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق أخرى.

وأخبر بوتين ترامب، بأن موسكو قد تأخذ بعرضه إذا لزم الأمر، وأضاف الكرملين في بيانه أن "الرئيس الروسي رأي هذه الخطوة الأميركية على أنها علامة على إمكانية استعادة العلاقات كاملة بين البلدين في المستقبل".

وأكد البيت الأبيض إجراء المكالمة بين الزعيمين، مضيفا أنه تم مناقشة حرائق سيبيريا، بالإضافة إلى التجارة بين البلدين.

سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد
سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد

يرتب محمد العبد الله، وهو حقوقي سوري، إجراءات السفر إلى وطنه الذي غادره قبل 17 عاما باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وهو "فرح" بسقوط نظام كان السبب في دخوله السجن لسنوات بسبب نشاطه الحقوقي.

سيعود العبد الله إلى وطن اشتاق له، بحقيبة سفر، وبذاكرة أثقلتها مشاهد التعذيب في سجون الأسد، والنضال ضده.

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "إخراج الأسد كان خطوة ضرورية، لكنه ليس النهاية".

ويتوقع أن تكون المرحلة الانتقالية "صعبة" وربما "لن تكون الأفضل". ثم قال: "لكننا على الأقل، في الطريق الصحيح".

كان في العشرين من عمره عندما قرر بدء نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2005، ليكن ضمن صفوف المعارضين لنظام الأسد الذي وصل السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.

تحتم على العبد الله آنذاك، أن يسلط الضوء على المعتقلين السياسيين الذين يعانون خلف القضبان، وفقا لقوله.

قال أيضا: "كان دورنا تسليط الضوء على تلك المآسي. نوثق، نراقب، ونتحدث عن التعذيب الذي لم يكن خفيا، بل كان جزءا من سياسة ممنهجة".

لم يسر نشاط العبد الله النظام السوري، ففي ذات العام اعتقل بتهمة "نشر أنباء كاذبة" ثم حوكم عسكريا، وتم إيداعه سجن عدرا. 

صورة غير منشورة من قبل لمحمد العبدالله ووالده في المحكمة العسكرية بدمشق عام 2006

بعد شهر، خرج من السجن، وعاد إلى نشاطه الحقوقي، واعتقل مجددا في عام 2006، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 6 أشهر.

هذه المرة، أُودِع في سجن صيدنايا الشهير، الاسم الذي يحمل في داخله ذاكرة مرعبة لكل من وطأ أبوابه. هناك، رأى ما لا يُنسى، وسمع حكايات لم تبارحه يوما، وتعرض للتعذيب رغم صغر سنه. 

هناك، حدث شيء لم يكن يتوقعه: التقى بوالده المعتقل السياسي.

قال العبد الله: "لم يكن اللقاء كما قد يتخيله أحد. التقينا في قلب الجحيم".

احتجزا معا في صيدنايا لفترة ثم نقلا إلى سجن عدرا، حيث حوكما معا أمام المحكمة العسكرية بدمشق. "تلك اللحظات تجمع بين الألم والاعتزاز. رأيت والدي يثبت على موقفه رغم كل القسوة" قال العبد الله.

حين انتهت مدة عقوبته، قرر الهروب، وهو الخيار الوحيد الذي يبقيه على قياد الحياة، وفقا لقوله.

بلا أوراق رسمية، عبر الحدود إلى لبنان، لكنه كان يواجه خطر الاعتقال مرة أخرى مع مضايقات الأمن  العام اللبناني بسبب إقامته غير القانونية في البلاد.

ومن هناك، كان المنفى الأميركي وجهته الأخيرة، بعد أن حصل على لجوء سياسي بمساعدة الأمم المتحدة.

في واشنطن، لم يترك محمد قضيته، حيث أسس المركز السوري للمساءلة والعدالة، مركزا جهده على توثيق التعذيب والبحث عن مصير المعتقلين الذين تم تغييبهم لعقود.

قال: "رائحة الزنازين ووجوه السجناء ما زالت ترافقني، هي دافع لي للاستمرار في هذا العمل مهما كلفني".

يحتفل العبد الله اليوم بإزاحة الأسد عن الحكم، لكنه يعرف أن الفرح وحده لا يكفي.

وبرغم القلق الذي يحيط بمستقبل سوريا، يظل العبد "مفتائلا".

"المجرم غادر القصر، وسوريا بدأت تتنفس الحرية. الطريق طويل، لكن الشعب الذي تحمل كل هذا الألم، قادر على بناء وطن جديد" قال العبد الله قبل سفره إلى سوريا.

سجناء محررون يركضون في شوارع دمشق بتاريخ 8 ديسمبر 2024