أكدت المتحدثة باسم البنتاغون كارلا غليسون، الجمعة، أن انسحاب واشنطن من معاهدة "الحد من انتشار الصواريخ النووية المتوسطة المدى" الموقعة مع موسكو، لن تكون لها أي انعكاسات سلبية من الناحية العسكرية على أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت في تصريح لقناة "الحرة"، إن الانسحاب من المعاهدة سببه الانتهاكات الروسية المستمرة لها، مضيفة أن موسكو كانت تنتهكها باستمرار فيما كانت واشنطن تطبقها بحذافيرها وهذا "جعل استمرارها لا يصب في مصلحة أحد".
وأكدت أن "أميركا غير مهتمة بدخول سباق تسلح"، لكن وقف العمل بالمعاهدة "سيسمح لنا بأن نتقدم في مجال الأسلحة والتكنولوجيا ومكافحة تلك الانتهاكات".
وقالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو لم يبحثوا بعد نشر منظومات جديدة أو غيرها وإن الحوار يركز على بحث تطوير المنظومات والتجارب المتعلقة بها والمعاهدة بحد ذاتها.

وأكد حلف شمال الأطلسي، في وقت سابق الجمعة، أنه لا يريد العودة إلى "سباق التسلّح" عقب إنهاء معاهدة الأسلحة المبرمة بين واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة.
وفي خطوة غير مفاجئة، وبعد ستة أشهر من حوار غير فعال واتهامات متبادلة بالإخلال بالاتفاقية، سمحت الولايات المتحدة وروسيا بانقضاء المهلة التي أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فبراير، مع تبادل الطرفين الاتهام بالمسؤولية عن انهيار الاتفاقية.
واتهمت روسيا من جهتها واشنطن بارتكاب "خطأ فادح" وبخلق "أزمة مستعصية عمليا". واقترحت من جديد "تجميدا لنشر الصواريخ المتوسطة المدى"، الأمر الذي رفضه حلف الأطلسي.
وسمحت معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى، عبر منعها استخدام سلسلة صواريخ ذات مدى متوسط (500 إلى 5500 كلم)، بالتخلص من صواريخ "إس إس 20" الروسية و"بيرشنغ" الأميركية التي كانت منتشرة في أوروبا.
وبعيد الانسحاب من المعاهدة، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستسرع عملية تطوير صواريخ أرض جو جديدة، وقال في بيان "الآن وقد انسحبنا ستواصل وزارة الدفاع تطوير هذه الصواريخ أرض جو التقليدية في رد حذر على تحركات روسيا".

ويبقى اتفاق "ستارت" الاتفاق الثنائي الوحيد الفعال بين واشنطن وموسكو في مجال الأسلحة النووية. وينص على أن يبقى عدد أسلحة الترسانتين النوويتين للبلدين أدنى مما كان عليه في الحرب الباردة، وينتهي مفعوله في عام 2021.