رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، أن تصريحين، صدرا الاثنين، الأول من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والثاني من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يعكسان "فشل سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن".
الصحيفة ذكرت، في نفس السياق، أن هذه التصريحات المتناقضة تمثل في الوقت نفسه "التحديات التي يواجهها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب".
ففي الرياض، اجتمع قادة من الدول العربية والإسلامية في قمة طارئة لمناقشة الحروب في غزة ولبنان.
واتهم بن سلمان، الذي تحتضن بلاده هذا الاجتماع، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وانتقد ما وصفه بالأفعال التي تزعزع استقرار السلطة الفلسطينية، ودعا للاعتراف الكامل بفلسطين في الأمم المتحدة.
في المقابل، توعد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بضم إسرائيل في العام 2025 المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في شمال غزة، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وأكد سموتريتش المسؤول أيضا عن الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية وبالتالي عن المستوطنات، أن "إقامة دولة فلسطينية... من شأنه أن يعرض وجود دولة إسرائيل للخطر".
وقال إن "الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا التهديد... هي تطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات يهودا والسامرة"، مستخدما الاسم الذي يطلقه الإسرائيليون على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
ويرى مراقبون أن صمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "إزاء تطرف سموتريتش يبرز ضعف الحكومة في مواجهة أجندة اليمين المتطرف".
وبدا هدف بايدن في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية ممكنا في عام 2023، لكنه أصبح بعيدا الآن بعد الحرب الجديدة بين حماس وإسرائيل التي أشعلها هجوم السابع من أكتوبر 2023.
أما التحدي الذي يواجه ترامب، الذي يسعى إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، فهو معالجة الفجوة المتزايدة بين إسرائيل والعالم العربي.
ويقيم نحو 490 ألف اسرائيلي في مستوطنات داخل الضفة الغربية التي يقطنها ثلاثة ملايين فلسطيني. ولا يشمل هذا العدد مستوطني القدس الشرقية.
ويُعتبر الاستيطان في الضفة الغربية غير قانوني بموجب القانون الدولي.