متظاهرات في الشطر الباكستاني من كشمير يتظاهرن ضد الاعتقالات التي تشنها الهند ضد الأطفال والشباب في الإقليم
متظاهرات في الشطر الباكستاني من كشمير يتظاهرن ضد الاعتقالات التي تشنها الهند ضد الأطفال والشباب في الإقليم

أوقفت السلطات آلاف الأشخاص في الشطر الهندي من كشمير خشية اندلاع اضطرابات منذ أن ألغت نيودلهي الوضع الدستوري الخاص بالإقليم المقسم المضطرب في الخامس من أغسطس، على ما أفادت به مصادر حكومية لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد.

وقال قاض طلب عدم ذكر اسمه إن أربعة آلاف شخص على الأقل اعتقلوا وتم احتجازهم بموجب قانون السلامة العامة، وهو قانون مثير للجدل يتيح للسلطات احتجاز الناس لمدة تصل لعامين من دون توجيه اتهامات لهم أو محاكمتهم.

وأصيب ثمانية أشخاص بجروح خلال تظاهرة في عاصمة الشطر الهندي من كشمير، فيما أعادت السلطات فرض قيود مكثفة لقمع الاحتجاجات في أجزاء من الإقليم المضطرب، وفق أفاد به مسؤولون. 

ولا يزال التوتر قائما في الإقليم المتنازع عليه في منطقة الهيمالايا، بعد أن ألغت نيودلهي الوضع الدستوري الخاص بالشطر الذي تسيطر عليه من إقليم كشمير في الخامس من أغسطس الجاري. 

وبسبب خشية الحكومة المركزية من تنظيم احتجاجات واضطرابات، تخضع كشمير التي باتت تابعة للإدارة الهندية المركزية لإجراءات مشددة منذ الرابع من أغسطس، أي قبل يوم من حرمان نيودلهي المنطقة من الحكم الذاتي.

وكانت السلطات بصدد تخفيف تدريجي لهذا الإغلاق الكبير على الحركة والاتصالات. لكن اندلاع اشتباكات في عشرات الأماكن في سريناغار، السبت، أعاد فرض القيود في بعض المناطق، وفق وكالة "برس تراست او انديا" نقلا عن مسؤولين لم تسمهم.

وأبلغ المتحدث باسم حكومة جامو وكشمير، روهيت كانسال، الصحافيين في وقت متأخر من مساء السبت، أن ثمانية أشخاص أصيبوا في اشتباكات من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وأفاد مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس بأن المزيد من الخطوط الهاتفية ستعود للعمل بشكل طبيعي "بحلول المساء".

وقال مسؤولون إن العمل سيعود في المدارس في بعض المناطق الاثنين.

وذكرت وكالة "برس تراست او إنديا" أن السلطات قطعت خدمة الانترنت في مدينة جامو ذات الغالبية الهندوسية، وحذرت السكان من توزيع رسائل أو فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي قالت إنها مفبركة.

وأكد الجيش الهندي مقتل أحد جنوده، السبت، في تبادل إطلاق نار "كثيف" مع باكستان على خط المراقبة الحدودي.

وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1947. وكانت سبباً لحربين وصدامات كان آخرها في فبراير الماضي.

وتسبب إعلان نيودلهي المفاجئ إلغاء الوضع الدستوري الخاص بالقسم الذي تسيطر عليه من كشمير، في إثارة تظاهرات من السكان المحليين وغضب باكستان واستياء الصين.

وتقول حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن الإجراءات ضرورية لدمج كشمير تماما في الهند وتسريع وتيرة التنمية فيها.

 

عنصرا أمن في أحد شوارع سريناغار، أكبر مدن منطقة وجامو كشمير
عنصرا أمن في أحد شوارع سريناغار، أكبر مدن منطقة وجامو كشمير

قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيعقد جلسة مغلقة الجمعة، بناء على طلب الصين وباكستان لبحث قرار الهند إلغاء الوضع الخاص لجامو وكشمير.

ويشكل الإقليم الواقع في منطقة الهيمالايا، مصدرا لتوتر العلاقات بين الهند وباكستان المسلحتين نوويا.  ولا يرجح أن يقوم المجلس الذي يضم 15 دولة بأي تحرك، إذ تدعم الولايات المتحدة عادة الهند بينما تدعم الصين باكستان.

ويحرم القرار الذي اتخذته الهند في الخامس من أغسطس ولاية جامو وكشمير من حق وضع القوانين الخاصة بها، كما يتيح لغير المقيمين فيها شراء عقارات فيها. وقطعت السلطات الاتصالات الهاتفية والإنترنت والبث التلفزيوني في المنطقة، وفرضت قيودا على التنقل والتجمع.

نذر حرب بين باكستان والهند.. ما هي السيناريوهات المفتوحة؟
"يعيشون في سجن كبير، وفرضت الأحكام العرفية، وتقييد على الذهاب لصلاة الجمعة في المساجد القريبة فقط، حتى ماكينات الصراف الآلي (ATM) لا تعمل"، هكذا يصف رئيس تحرير صحيفة ميللي جازيت الهندية ظفر الإسلام خان في حديثه مع "موقع الحرة" عن الوضع في كشمير الهندية.

​​وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه مسعود قرشي في خطاب لمجلس الأمن الثلاثاء "باكستان لن تكون السبب في نشوب صراع. لكن على الهند ألا تفسر ما نتحلى به من ضبط للنفس على أنه ضعف".

وتابع "إذا اختارت الهند اللجوء للقوة مجددا.. فستضطر باكستان للرد بكل قوتها، دفاعا عن النفس".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهند وباكستان إلى الإحجام عن أي خطوات قد تؤثر على الوضع الخاص لجامو وكشمير، وعبر عن قلقه إزاء تقارير عن فرض قيود على الجزء الهندي من كشمير.

وأقر مجلس الأمن عدة قرارات عام 1948 وفي الخمسينيات، بشأن النزاع بين الهند وباكستان على الإقليم، بما في ذلك قرار ينادي بضرورة إجراء استفتاء لتحديد مستقبل كشمير الذي تسكنه أغلبية مسلمة.

وتنتشر قوات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في جامو وكشمير منذ 1949، لمراقبة وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان.