كريم مجدي
وسط سيل من الأخبار عن حرائق الأمازون، انتشرت معلومة أن هذه الغابات الخضراء الشاسعة مسؤولة عن إنتاج 20 في المئة من الإنتاج الكلي للأكسجين على سطح الأرض.
المعلومة تناقلها عدد من الزعماء والمشاهير مثل الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، واللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، من أجل التوعية بخطورة الأضرار البيئية المرتقبة.
Our house is burning. Literally. The Amazon rain forest - the lungs which produces 20% of our planet’s oxygen - is on fire. It is an international crisis. Members of the G7 Summit, let%27s discuss this emergency first order in two days! #ActForTheAmazon pic.twitter.com/dogOJj9big
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 22, 2019
The Amazon Rainforest produces more than 20% of the world’s oxygen and its been burning for the past 3 weeks. It’s our responsibility to help to save our planet. #prayforamazonia pic.twitter.com/83bNL5a37Q
— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) August 22, 2019
والأمازون هي أكبر الغابات الاستوائية المطيرة المتبقية في العالم، مساحتها تقارب ضعفي مساحة الهند، فيما أطلق عليها البعض لقب "رئة العالم"، ظنا منهم أنها أكبر مصدر لإنتاج الأوكسجين في العالم.
لكن في الحقيقة هذه المعلومة غير صحيحة، وفقا لمركز "كليمات نكسس" المتخصص في شؤون البيئة، والذي قال إن أقصى مساهمة لغابات الأمازون في إنتاج الأوكسجين على مستوى الأرض، يصل إلى نسبة 6 في المئة بأقصى حد.
Despite the widespread claim, the Amazon doesn’t produce 20% of the world’s oxygen.It’s more like ~6%
— Dr. Jonathan Foley (@GlobalEcoGuy) August 23, 2019
وقال العالم المتخصص في شؤون البيئة، الدكتور جوناثان فولي: "من الناحية البيولوجية والفيزيائية، يستحيل للأمازون إنتاج 20 في المئة من إجمالي إنتاج الكوكب من الأكسجين".
وأضاف فولي: "في الواقع، القول إن الإنتاج يصل إلى 6 في المئة يعد مبالغة في التقدير، وذلك بالنظر إلى أن إنتاج الأكسجين من نمو النباتات يقابله التحلل الناجم عن موت النباتات".
وقال تقرير"كليمات نكسس"، إن نسب الأكسجين الحالية على الكوكب هي تراكم لإنتاج ملايين السنين من الأكسجين، ولن يؤدي خسارة غابات الأمازون إلى تقلص مستويات الأكسجين على الفور.
بل علاوة على ذلك، فإن النباتات التي تظهر بعد الحرائق ستنتج الأوكسجين أيضا.
أستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة ولاية كولورادو الأميركية، دكتور سكوت دنينغ قال في تغريدة إنه حتى لو توقفت كل مصادر إنتاج الأكسجين عن العمل على الكوكب، سنحتاج إلى ملايين السنين لاستهلاك الأوكسجين الموجود بالفعل على كوكب الأرض.
العالم البيئي كن كالديريا، كتب عبر تويتر إن الحرائق لن تستهلك الأكسجين فورا، بل لن تحرق كمية كبيرة منه على الأرض، فحرق جميع أنواع الوقود الأحفوري في العالم من شأنه أن "يستهلك أقل من 3 في المئة من الأكسجين في الغلاف الجوي."
Atmospheric O2 is an accumulation resulting from many million of years of burial of organic matter.Even burning all fossil fuel (=10,000 GtC) would consume <3% of atmospheric O2. Equivalent to increasing altitude by <300 m.
— Ken Caldeira (@KenCaldeira) August 23, 2019
أما الأستاذ في كلية لندن الإمبراطورية، جون لويد، فقال إنه بالرغم من إنتاج غابات الأمازون للكثير من الأكسجين خلال اليوم من خلال عملية البناء الضوئي، فإنها تستهلك أيضا نصف ما تنتجه لعملية النمو. كما يتم استخدام المزيد من الأكسجين بواسطة تربة الغابة والحيوانات والميكروبات، وفقا لتقرير شبكة "بي بي سي".
أستاذ علوم النظم الإيكولوجية في جامعة أكسفورد، يادفيندر مالهي، قال لـ "بي بي سي"، إن أكبر منتج للأكسجين في العالم هي العوالق البحرية، بينما الأمازون تمتص تقريبا نفس مقدار إنتاجها من الأوكسجين، ما يجعل صافي الإنتاج صفرا تقريبا.