قرويون يسعون للتحقق من ورود أسمائهم في قائمة المواطنة النهائية في أحد المكاتب التي أقامتها السلطات في إقليم آسام
قرويون يسعون للتحقق من ورود أسمائهم في قائمة المواطنة النهائية في أحد المكاتب التي أقامتها السلطات في إقليم آسام

نشرت الهند، السبت، قائمة المواطنة النهائية في ولاية آسام التي استبعدت ما يقرب من مليوني شخص، وسط مخاوف من أن يصبحوا عديمي الجنسية.
 
وتهدف القائمة، المعروفة باسم السجل الوطني للمواطنين، إلى التعرف على المقيمين الشرعيين والقضاء على الهجرة غير الشرعية في الولاية، وطلب من سكان آسام أن يقدموا إثباتات عن أنهم يحملون الجنسية الهندية. 
 
وتم تضمين ما مجموعه 31.1 مليون شخص في القائمة، مع استبعاد 1.9 مليون شخص، وفقا لبيان صادر عن حكومة ولاية آسام.

وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في الولاية، خشية من ردود فعل بعد نشر اللائحة التي تم إعدادها بمبادرة من الحكومة القومية الهندوسية التي تعتزم اعتمادها في مناطق أخرى.

ويحصي "السجل الوطني للمواطنين" سكان آسام الذين يستطيعون أن يثبتوا أن وجودهم ووجود عائلاتهم يعود إلى ما قبل 1971 السنة، التي لجأ خلالها ملايين الأشخاص إلى المنطقة قادمين من بنغلادش التي كانت تشهد حربا أهلية.

ويتهم معارضو السجل الوطني، القوميين الهندوس باستخدام هذا التعداد السكاني لمهاجمة الأقليات وخصوصا الأقلية المسلمة، التي تمثل ثلث سكان آسام.

وقال بيان صادر عن سلطات التسجيل "تم تنفيذ عملية تحديث القائمة بدقة وبشكل موضوعي وشفاف".

وفي قرية بورابوري، اصطفت أعداد كبيرة من الأشخاص خارج أحد المكاتب الكثيرة التي تم إنشاؤها في ولاية آسام، للتحقق من ورود أسمائهم في قائمة المواطنة النهائية.
 
المزارع ميجانور رحمن (47 عاما) وجد نفسه وابنه (21 عاما) واثنتان من بناته (16 و 14 عاما) في القائمة. لكن السلطات استبعدت زوجته وثلاثا من بناته الأخريات، جميعهن ​​دون سن العاشرة.
 
وقال رحمن لأسوشيتد برس "أنا قلق حقا. سنرى ما الذي تفعله الحكومة الآن. ربما سيقدمون بعض المساعدة".
 
ووجدت ديبالي داس (42 عاما)، نفسها وزوجها وبناتها الأربعة المتزوجات في القائمة.  لكنها غير سعيدة لأن ابنها (23 عاما)، تم استبعاده. وقالت إنها ستقدم طلبا لإدراجه.

وآسام التي تضم اتنيات متنوعة وتهزها أعمال عنف بين هذه المجموعات، هي الولاية الوحيدة التي تمتلك هذا السجل حاليا في الهند.

صورة تجمع وزراء خارجية اجتمعوا في الرياض لمناقشة سبل دعم سوريا بعد سقوط نظام الأسد
صورة تجمع وزراء خارجية اجتمعوا في الرياض لمناقشة سبل دعم سوريا بعد سقوط نظام الأسد

في تطور يُعد من أبرز التحركات الدولية بشأن سوريا، خرج مؤتمر الرياض بتوافق عربي ودولي على ضرورة رفع العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على نظام بشار الأسد.

لم تغب الولايات المتحدة عن الاجتماع الذي عقد الأحد، على الرغم من عدم مشاركة وزير الخارجية أنطوني بلينكن، لكنها حضرت بوكيل الوزارة جون باس.

قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري أنشر  إن "الولايات المتحدة، أدركت أهمية التأكد من أن العقوبات المفروضة لا تعرقل التنمية في سوريا".

وأضاف خلال استضافته في برنامج "الحرة الليلة" على قناة "الحرة": "لذلك قامت ببعض الاستثناءات التي تسمح بدخول المساعدات الإنسانية والتفاعل مع الحكومة الجديدة".

وأصدرت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إعفاء من العقوبات على التحويلات المالية في المؤسسات الحكومية السورية لستة أشهر، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وقال أنشر إن الأوروبيين "أبدوا استعدادهم لاتخاذ خطوات مماثلة في اجتماع مرتقب، مما يعكس تغيرا تدريجيا في التعامل مع الأزمة السورية".

وأشار المسؤول الأميركي السابق، إلى أن "رفع العقوبات، يجب أن يُقرن بضمانات من دمشق الجديدة، لضبط الأمن ومنع عودة تنظيم داعش".

ومن ضمن الشروط الأساسية الغربية للتسريع نحو رفع العقوبات، حماية حقوق كل المواطنين، وفقا لأنشر.

وشدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان خلال اجتماع الرياض، على أن استمرار العقوبات يعرقل طموحات الشعب السوري في إعادة البناء وتحقيق التنمية الاقتصادية.

بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، خلال الاجتماع أيضا، أن تخفيف العقوبات يعتمد على تحركات دمشق في الاتجاه الصحيح، مع إعطاء الأولوية للعقوبات التي تعيق بناء الدولة والوصول إلى الخدمات المصرفية.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى نهج "ذكي" للعقوبات يوازن بين المساعدات الإنسانية وضمان الشفافية في الحكومة السورية.

تصريحات بيربوك جاءت على هامش مؤتمر الرياض أيضا.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 يناير الجاري، للنظر في تخفيف العقوبات إذا ما اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.

ويعتقد أنشر أن "كل هذه الرسائل مهمة جدا وقوية ولكن يجدر أن تترجم إلى أفعال".