توجه مئات المتظاهرين في هونغ كونغ الأحد، إلى محطة قطار المطار الرئيسية في المدينة، فيما علقت السلطات حركة القطارت الواصلة بين مركز المدينة والمطار.
وتجمع المتظاهرون خارج المطار في وقت مبكر الأحد، مرددين شعارات طالبوا فيها الدعم "للنضال في سبيل الحرية".
شركة ماس ترانسيت ريلواي المشغلة للقطارات في هونغ كونغ، قالت في إخطار لمحطات القطارات إنها علقت حركة القطارات "بناء على طلب حكومة هونغ كونغ وهيئة المطار لتسهيل ترتيبات التحكم في الوصول إلى المطار".
وحصلت سلطة المطار في الشهر الماضي على أمر قضائي يمنع الناس من عرقلة حركة المطار. كما طبقت إجراءات أمنية مشددة لدخول مجمع المطار.
ويعتزم المتظاهرون سد الطرق إلى المطار الأحد بعد ليلة من الفوضى دارت فيها معارك بين الشرطة ومحتجين ملثمين في أحدث موجة من الاضطرابات في المدينة التي تحكمها الصين.
وتحرك العديد من المتظاهرين نحو مدينة تونغ شونغ التي يمر عبرها الطريق الوحيد المؤدي إلى المطار. واستخدموا أنابيب مياه لإغراق محطة مترو المدينة وحرقوا علما صينيا، وهي حركة يشتبه أن تثير غضب بكين.
وقالت أندي تانغ، 26 عاما، إنها ترغب بالعودة إلى أستراليا بعدما أسبوع عطلة في هونغ كونغ، مضيفة أن "الأمر خارج تماما عن سيطرتنا. لا ينفع التوتر".
وأظهرت لقطات فيديو، السبت، فريقا من رجال الشرطة يرتدون ملابس سوداء، وأعضاء فرقة النخبة المعروفة باسم "رابتورز"، وهم يدخلون في عربة قطار ويضربون الناس بالهراوات.
من جانبها، قالت الشرطة إن "مجموعة كبيرة من المتظاهرين قامت بإلقاء العديد من الأعمدة الحديدية والطوب والحجارة على المسار بالقرب من محطة قطار المطار"، مضيفة أن الشرطة ستقوم أيضا بعملية تفريق هناك.
وفي الشهر الماضي، تجمع الآلاف من المتظاهرين في المطار للاحتجاج مما تسبب في إلغاء الرحلات الجوية وتعطيل حركة السفر.
وجاءت الاضطرابات في المطار بعد يوم من الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، والتي استخدمت فيها قوات مكافحة الشغب كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، فيما أشعل متظاهرون حريقا كبيرا بالقرب من مقر شرطة المدينة.
وتعيش هونغ كونغ على وقع احتجاجات غاضبة، وأحيانا عنيفة، مناهضة للحكومة منذ ثلاثة أشهر أشعل شرارتها الأولى مشروع قانون جرى تعليقه حاليا لتسليم المشتبه بهم إلى الصين ومخاوف من سعي بكين إلى إخضاع هونغ كونغ إلى سيطرتها بشكل أكبر.
وتتمتع هونغ كونغ بحريات غير معروفة في البر الصيني بموجب اتفاقية بدأ تطبيقها عندما أعادت بريطانيا مستعمرتها السابقة إلى الصين في 1997.
وحذرت منظمة هيومان رايتس ووتش من استخدام شرطة هونغ كونغ من "أسلحة أقل فتكا" كقنابل الغاز المسيلة للدموع، في سياق السيطرة على التجمعات غير القانونية، إذ يجب أن يتم بطريقة تتوافق مع القواعد والمعايير الدولية.

وأشارت منظمة هيومان رايتس ووتش في نفس التقرير، إلى أن شرطة هونغ كونغ اعتقلت أكثر من 600 متظاهر خلال الشهرين ونصف الأخيرين.
وكانت شرطة هونغ كونغ قد استخدمت أكثر من 1800 قنبلة غاز، و300 رصاصة مطاطية، و170 قنبلة إسفنجية، بحسب ما أعلنت عنه الشرطة في 6 أغسطس الماضي.