جانب من إحدى المناطق التي دمرها الإعصار
جانب من إحدى المناطق التي دمرها الإعصار

خيمت رائحة الموت على مناطق من جزيرة أباكو الكبرى في شمال جزر الباهاما، الجمعة، مع قيام فرق الإغاثة برفع أنقاض المنازل والبنايات بحثا عن الضحايا وهو بحث يُتوقع أن يرفع بشكل حاد عدد ضحايا الإعصار دوريان.

واجتاح دوريان، وهو أقوى إعصار يضرب جزر الباهاما على الإطلاق، جزر أباكو والباهاما الكبرى هذا الأسبوع، ليسوي أحياء بأكملها بالأرض ويدمر البنية التحتية بما في ذلك مدارج هبوط الطائرات في المطار.

وما زال المئات، إن لم يكن الآلاف، مفقودين في البلد المؤلف من أكثر من 700 جزيرة ويقطنه نحو 400 ألف نسمة. ويقول مسؤولون إن عدد القتلى، الذي وصل إلى 30 حتى الآن، سيرتفع بشدة على الأرجح مع العثور على مزيد من الجثث وسط الأنقاض والركام ومياه الفيضانات التي خلفها الإعصار.

ووصف بعض السكان عدد القتلى الذي أعلنته الحكومة في البداية بأنه "استخفاف مأساوي بحجم الكارثة".

وقال أنتوني تومسون (27 عاما) "أعمل بدوام جزئي في دار جنازات. أعلم جيدا رائحة الموت... يجب أن يكون هناك المئات.. المئات".

وتعرقل الأوضاع الفوضوية في أنحاء الجزر جهود الإغاثة إذ تؤثر على الرحلات الجوية والبحرية.

وقالت كبيرة الأطباء في المستشفى العام الوحيد العامل في الجزر إن عدد القتلى سيكون "صادما"، وإن الأمر سيتطلب شاحنات مبردة عملاقة لحفظ الجثث المتوقع العثور عليها، مشيرة إلى أن التعامل مع كل الوفيات سيستغرق عدة أسابيع.

وبخلاف المصابين بكسور ورضوض والتهابات جلدية، يعاني الناجون من صدمات نفسية إثر مشاهد الرعب والموت والدمار التي شهدوها في الأيام السابقة.

وضرب دوريان الجزر بقوة إعصار من الفئة الخامسة وهو الأقوى على مقياس سافير-سيمبسون المؤلف من خمس درجات.

وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 70 ألفا يحتاجون إلى مساعدات عاجلة بتوفير المياه والغذاء والمأوى في جزر الباهاما.

منظر عام  لجزير في الباهاماس بعد مرور الإعصار دوريان
منظر عام لجزير في الباهاماس بعد مرور الإعصار دوريان

صرح وزير في حكومة الباهاماس أن حصيلة ضحايا الإعصار دوريان يمكن أن تكون "مروعة"، بينما تواصل العاصفة تقدمها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وتحدث رئيس وزراء الباهاماس أوبير مينيس مساء الخميس لشبكة "سي إن إن" عن سقوط ثلاثين ضحية في حصيلة موقتة. وأشار إلى دمار سيستمر "لأجيال".

من جهته، قال وزير الصحة دوان ساندز في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية إن وسائل خاصة نقلت إلى المكان من أجل الاهتمام بالجثث ومساعدة السلطات المحلية على مواجهة الدمار.

وحول الحصيلة النهائية، صرح ساندز "أعتقد أنه يمكنني القول إن الحصيلة النهائية ستكون مروعة".

الباهاماس.. مخلفات مرور إعصار دوريان

وساد في منطقة "مارش هاربر" دمار هائل، حسب وكالة فرانس برس، فالإعصار الذي بلغ الدرجة الخامسة، خلف بيوتا مهدمة وسيارات منقلبة وحقولا من الحطام ومناطق غارقة في المياه.

الجحيم في كل مكان

وبات آلاف الأشخاص بلا مأوى، بينما قالت الأمم المتحدة إن سبعين ألف شخص على الأقل من أصل سكان الأرخبيل البالغ عددهم 390 ألف نسمة، بحاجة إلى مساعدة طارئة.

وقال براين هارفي لصحافي من وكالة الصحافة الفرنسية في غريت أباكو إحدى المناطق الأكثر تضررا "إنه الجحيم في كل مكان".

وأضاف "كنت على سفينتي الشراعية وخسرت كل شيء"، موضحا "الآن يجب أن نرحل من هنا، خلال أربعة أو خمسة أيام، يجب أن نرحل".

وعلى الساحل الأميركي، كان الإعصار متوجها صباح الجمعة إلى كارولاينا الشمالية، لكن المركز الأميركي للأعاصير خفض عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش شدته إلى الدرجة الأولى.

وقبل أن يضعف تسبب بزوابع عديدة يبدو أنها لم تسفر عن ضحايا.

وكان متوجها في ساعات الصباح الأولى إلى الشمال الشرقي بسرعة 24 كيلومترا في الساعة ترافقه رياح سرعتها حوالي 150 كلم في الساعة.

وقال مركز الأعاصير إنه "يتوقع أن يضعف ببطىء خلال الأيام القادمة"، لكنه أوضح أن "دوريان يفترض أن يبقى إعصارا قويا مع تقدمه على طول ساحل كارولاينا الشمالية".

وحذر من أن سواحل هذه الولاية قد تشهد في بعض المناطق ارتفاعا خطيرا في مستوى المياه.

30 قتيلا حصيلة مؤقتة لإعصار دوريان بالباهاماس

وتستعد كارولاينا الشمالية الجمعة للأسوأ، ويقوم البعض بسد نوافذ منازلهم بينما يغادر آخرون مناطق مهددة.

ليلة طويلة في كارولاينا الشمالية

وكان حاكم الولاية روي كوبر حذر مساء الخميس في تصريح لشبكة "سي إن إن"، من أن "دوريان "وضع كارولاينا الشمالية في مرماه" وأضاف أن "الليلة ستكون طويلة" في هذه الولاية التي ضربها العام الماضي في الفترة نفسها الإعصار فلورانس.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتابع الوضع عن كثب، وكتب في تغريدة الخميس أنه اتصل هاتفيا بكوبر وحاكمي ولايتي كارولاينا الجنوبية وجورجيا اللتين ضربهما دوريان من قبل. وأشاد بعمل رجال الإنقاذ على طول الساحل.

ووضعت أجزاء عديدة من الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة حيث يعيش ملايين السكان، في حالة تأهب وصدرت أوامر بالإخلاء الإجباري في بعض المواقع