رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو
رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو

أعلن رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو الاثنين أنه سيستقيل في غضون أسابيع، وذلك على وقع الانتقادات التي تعرض لها من قبل مؤيدي بريكست المتشددين الذين يعتبرون أنه تجاوز القواعد البرلمانية لتقويض موقعهم.

وأكد بركاو أنه لن يترشح مجددا إذا صوت النواب في وقت لاحق الاثنين لصالح إجراء انتخابات مبكرة وأنه سيستقيل بجميع الأحوال في 31 أكتوبر مهما كانت نتيجة تصويتهم.

وتولى بركاو منصب رئيس مجلس العموم لعشر سنوات وشهد نقاشات محمومة بشأن بريكست واتخذ القرارات بشأن ما على المجلس القيام به، استنادا إلى الممارسات الجارية منذ قرون.

وقال بركاو أمام النواب "إذا صوت المجلس الليلة لصالح إجراء انتخابات عامة مبكرة، سينتهي عهدي كرئيس للمجلس وكنائب عند انقضاء دورة هذا البرلمان".

وأضاف "إذا لم يصوّت المجلس لذلك، فقد توصلت إلى أن المسار الأقل تعطيلا والأكثر ديمقراطية سيكون أن أتنحى مع انتهاء يوم العمل الخميس 31 أكتوبر".

ويعرف عن بركاو لدى إشرافه على النقاشات قوله بصوت مرتفع "نظام نظام!" للنواب المثيرين للفوضى وتوبيخه النواب الذين يزعجونه بنبرة مازحة.

وسعى لتطوير البرلمان فتخلى عن الثوب التقليدي الذي يرتديه رئيس المجلس بينما عمل على تسهيل الأمور بالنسبة للنائبات من الأمهات الجدد.

لكن معارضيه يشيرون إلى أنه متعجرف ومتحيّز للنواب المناهضين لبريكست.

وقال بركاو إن توقيت استقالته يعني أن النواب سيعرفون إلى حد ما المرشحين للحلول محله.

وأوضح أن ذلك سيكون أفضل من الانتظار إلى ما بعد الانتخابات العامة عندما قد يتأثّر النواب بالتوجهات الحزبية في اختيارهم لخلفه.

وقال بركاو للنواب "سعيت لزيادة السلطة النسبية لهذا المجلس التشريعي، وهو أمر لا أعتذر عنه إطلاقًا".

وأضاف "هذا مكان رائع مليء بأشخاص مدفوعين بمفهومهم للمصلحة الوطنية وتصوّرهم للمصلحة العامة وبواجبهم ليس كمندوبين بل كممثلين لما يعتقدون أنه الأنسب لبلدنا".

تتزايد المخاوف من جر لبنان إلى حرب واسعة مع إسرائيل. أرشيفية
تتزايد المخاوف من جر لبنان إلى حرب واسعة مع إسرائيل. أرشيفية

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن حزب الله، يجد نفسه في موقف حرج، محاولا التعافي من أسبوع من الضربات الإسرائيلية المتتالية، والتي شملت غارات جوية مكثفة وهجمات إلكترونية متطورة زعزعت أمنه الداخلي.

وبحسب تقرير للصحيفة الأميركية، تحاول الجماعة تحديد ما إذا كانت شبكات اتصالاتها آمنة، موازاة مع بحثها عن ثغرات أمنية ومطاردتها لاحتمال وجود جواسيس في صفوفها، وفقا لما نقلته عن مصادر لم تذكر هويتها.

وتضيف الصحيفة، أن الجماعة المسلحة تتعامل أيضا مع تصعيد إسرائيل لعملياتها العسكرية، إثر إعلانها توسيع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، للسماح بعودة عشرات الآلاف من سكان المنطقة التي نزحوا منها بسبب تبادل القصف اليومي عبر الحدود.

ونقلت عن مسؤول لم تحدد هويته، أن الجماعة كانت تكافح لـ"إعادة التجمع"، وسط مخاوف وتساؤلات بشأن مدى اختراق الإسرائيليين لبنيتها التحتية للاتصالات.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أنه لم يكن من الممكن الوصول على الفور إلى العديد من مسؤولي وأعضاء حزب الله على هواتفهم المحمولة.

وأدى الهجوم الأولي، الذي تسبب في انفجار أجهزة النداء التابعة لحزب الله، الثلاثاء، إلى تسارع داخل الجماعة لإعادة إنشاء خطوط الاتصال ومعرفة كيفية حدوث الهجوم.

بينما عمقت الموجة الثانية التي استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي، المخاوف في صفوف الجماعة بشأن ما إذا كان يمكن الوثوق بأي من أنظمتها، وفقا لما كشفته مصادر مطلعة للصحيفة.

ومثّل الهجومان "ضربة محرجة لحزب الله وتوضيحا لقدرات إسرائيل المتفوقة بكثير في مجال الاستخبارات والمراقبة"، وفقا لوول ستريت جورنال.

واعترف زعيم الحزب، حسن نصر الله، في خطاب تناول فيه الهجمات على أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للجماعة والتي أسفرت عن مقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة الآلاف، بتلقي جماعته لـ"ضربة أمنية وإنسانية كبيرة غير مسبوقة".

ودفع هذا الوضع كبار المسؤولين في الجماعة المسلحة إلى إجراء تحقيق في الهجوم وحول إمكانية تسريب معلومات حساسة تتعلق بعمليات شراء أجهزة الاتصال، وتحديدا أجهزة النداء التي تعتمد عليها الجماعة في تواصلاتها الداخلية.

كما يجري التحقيق في احتمال ما إذا كانت وثائق سرية قد وقعت في أيدي الجانب الإسرائيلي.

 خبير الشرق الأوسط وأستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، فواز جرجس يقول للصحيفة، إن "ما فعلته إسرائيل هو أنها وجهت ضربة نفسية وتكتيكية قوية جدًا لحزب الله، وهي مدمرة.. كيف يشعر الأعضاء العاديون الآن؟ يشعرون بالصدمة والاهتزاز. إنهم غير متوازنين".

وكان اختراق شبكات اتصالات الجماعة مصدر قلق داخلي منذ بداية الحرب. وسبق أن حث نصر الله في فبراير، أعضاءه على التخلص من هواتفهم الذكية، قائلا إن إسرائيل يمكن أن تستخدمها للمراقبة أو الاستهداف.

وأعقب الهجمتان الإلكرونيتين، غارات جوية إسرائيلية على ما قالت إنها 100 موقع إطلاق صواريخ ومواقع أخرى لحزب الله في لبنان

وكانت الغارات الجوية، الخميس "أكثر شمولا" من الأيام السابقة، وجاءت بعد أن وافق رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، على خطط المعركة للجبهة الشمالية للبلاد ضد حزب الله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طائرات إسرائيلية شنت 52 غارة على الأقل على جنوب لبنان، هي من بين الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في أكتوبر 2023.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الخميس، من أن "سلسلة الأعمال العسكرية ستستمر" مع تحول تركيز إسرائيل إلى الشمال وتعزيز الجبهة بقوات جديدة.

وتأتي هذه التحركات مع ضم إسرائيل مؤخرا عودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال إلى قائمة الأهداف التي وضعتها في حربها.

وعلى ضوء هذه التطورات، كشفت الصحيفة عن تزايد قلق كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، من أن إسرائيل قد تشن هجوما بريا في لبنان.

واحتوت التبادلات اليومية شبه المستمرة لإطلاق النار الصراع إلى حد كبير ضمن قواعد اشتباك غير معلنة في محاولة من كلا الجانبين لتجنب حرب شاملة، غير أن الأحداث الأخيرة تهدد بجر المنطقة إلى حرب شاملة.

وحثت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الجمعة، على خفض التصعيد بعد زيادة كبيرة في الأعمال القتالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، لرويترز إن قوة اليونيفيل ترى "تصاعدا كبيرا في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق" وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها.

وأضاف "يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحث جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور".

وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في إفادة صحفية أن واشنطن "خائفة وقلقة من التصعيد المحتمل".

غير أنها اعتبرت أن التوصل إلى حل دبلوماسي في الشرق الأوسط أمر ممكن ومُلح، من شأنه أن "يهدئ" المنطقة.