بوتين يدلي بصوته في انتخابات مدينة موسكو الأحد.
بوتين يدلي بصوته في انتخابات مدينة موسكو الأحد.

مني المرشحون الموالون للكرملين بخسائر كبيرة في الانتخابات البلدية لمدينة موسكو في أعقاب حملة استراتيجية قادتها المعارضة، وفق ما ذكرت وكالات أنباء روسية الاثنين.

وبعد فرز جميع الأصوات تقريبا، أفادت وكالات أنباء عن تحقيق المرشحين المستقلين والشيوعيين والليبراليين، مكاسب كبيرة أمام المرشحين المرتبطين بحزب "روسيا الموحدة" الحاكم.

وأشارت النتائج إلى أن حزب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عانى من خسائر كبيرة، حيث فاز المرشحون المؤيدون لمعارضه اللدود بنصف المقاعد تقري.

وعادة لا تحمل انتخابات بلدية مجلس دوما مدينة موسكو أهمية كبيرة، لكن أهمية انتخابات أمس الأحد ازدادت بشكل ملحوظ عندما رفضت السلطات الانتخابية تسجيل عشرات المرشحين المستقلين، بينهم منتقدون معروفون للكرملين.

رفض تسجيل المرشحين المستقلين أثار احتجاجات كبرى خلال فصل الصيف، ورغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الشرطة، كانت المظاهرات هي الأضخم في روسيا منذ سنوات.

عقب فرز جميع الأصوات، حصل 20 مرشحًا يدعمهم زعيم المعارضة أليكسي نافالني على مقاعد المجلس التشريعي المكون من 45 عضوًا. 

وحظي جميع المرشحين العشرين، على الرغم من معارضتهم السلطات اسميا في كثير من الأحيان، بتأييد استراتيجية نافالني للتصويت الذكي والتي دعت الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم للإطاحة بمرشحي حزب روسيا الموحدة الذي يقوده بوتين.

وقال نافالني في تغريدة في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين "هذه نتيجة رائعة، حاربنا من أجلها سويا".

وفي إشارة إلى خسارة حزب روسيا الموحدة قوته في موسكو، لم يرشح الحزب رسميا مرشحا واحدا لمجلس دوما مدينة موسكو، وجميع أعضاءها أو المرشحين التابعين للحزب خاضوا الانتخابات كمستقلين، وقللوا من شأن علاقاتهم بالحزب.

وفاز مرشحو حزب روسيا المتحدة بمنصب حكام عشرات المناطق في انتخابات أمس الأحد.

في أقصى شرق روسيا، عانوا من هزيمة ساحقة، حيث فاز الحزب الديمقراطي الليبرالي جميعهم باستثناء مقعد واحد في دوما مدينة خاباروفسك وهيمنوا على عدة انتخابات محلية أخرى بما في ذلك الانتخابات البلدية.

وشاب التصويت في سان بطرسبرغ ثاني أكبر مدن روسيا انتهاكات وصدرت تقارير تتحدث عن تزوير الانتخابات. وقالت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية، إيلا بامفيلوفا، للصحفيين، الاثنين، إنها على علم بالتقارير وستنظر فيها. 

A displaced woman who fled Aleppo countryside, carries baby in Tabqa
نازحة من مدينة حلب بسبب التصعيد بين قوى معارضة والنظام منذ أسبوع- رويترز

قالت فصائل المعارضة في سوريا، الأربعاء، إنها بلغت الأطراف الغربية والشرقية لمدينة حماة، وأصبحت المدينة هدفها القادم.

وتحاول الفصائل المسلحة، منذ يومين، اختراق دفاعات قوات النظام السوري من جهة ريف حماة الشمالي، وفي حين أنها حققت تقدما واسعا في العديد من القرى والبلدات التابعة للمدينة هناك اصطدمت، خلال الساعات الماضية، بحشود عسكرية كبيرة وبـ"حالة استماتة" على الأرض لم يراها مسلحوها عندما سيطروا على حلب وكامل محيطها.

وتقع مدينة حماة وسط سوريا تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، حمص، حلب، إدلب. ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية أيضا.

وفي تطور آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن أكثر من 600 شخص قتلوا منذ بدء التصعيد العسكري بين فصائل معارضة مسلحة وقوات النظام السوري.

وأكد مقتل 605 أشخاص بينهم 107 مدنيين، بينما انقسمت خسائر الفريقين المتصارعين (المعارضة 299 قتيلاً، ومن قوات النظام ومواليه 199 قتيلاً).

فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 19 مدنياً بينهم 9 أطفال وسيدتان، وإصابة 4 مدنيين آحرين بجراح، يومي الأحد والاثنين الماضيين.

وقتلوا جرّاء قصف طيران تابع لقوات النظام السوري، بعدة صواريخ، مدينة السفيرة في ريف محافظة حلب الشرقي، بحسب بيان المنظمة الحقوقية، الأربعاء.

وهذه المنطقة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا، وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية.

وأوضحت الشبكة السورية أن النظام "ارتكب بشكل لا يقبل التَّشكيك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، كما انتهك قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين".

وهذه الخروق، تابعت الشبكة "تؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري".

كما قالت الشبكة السورية إن عدد "المشردين" (النازحين) داخليا يُقدّر إجمالا بنحو 6.5 مليون مواطن سوري.

ودعت المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري وحلفائه "لتعويض الضحايا المشردين وترميم المنازل والمراكز الحيوية، ودعم عملية الانتقال السياسي".

كما طالبته بـ"الضغط لإلزام الأطراف (المتنازعة) بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر كي يتمكن ملايين المشردين من العودة الآمنة والمستقرة إلى منازلهم".

مقتل صحفي

من بين المدنيين، قتل الصحفي السوري أنس الخربوطلي الذي يعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في غارة بالقرب من مدينة حماة.

ووثق الخربوطلي (32 عاما) الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت بعد حملة إجراءات صارمة وحشية على الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد في 2011 ، وكان يعمل لدى "د ب أ" منذ 2017.

وفي مايو الماضي قالت الشبكة السورية إنها وثقت مقتل 717 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ مارس 2011 بينهم 53 بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.

وتابع المرصد السوري في تقريره، أن هيئة تحرير الشام، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا "فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة".

وأكد حدوث "معارك طاحنة مع قوات النظام التي شنت هجوما معاكسا ليل الثلاثاء- الأربعاء بدعم جوي من الطائرات الحربية، استعادت خلاله قرية كفراع ومعرشحور، وأبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة نحو 10 كيلو مترات".

كما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى محاور ريف حماة الشمالية والشرقية والغربية، إضافة لوصول مسلحين محليين من أبناء القرى إلى أطراف مدينة حماة.

والثلاثاء، سيطرت الفصائل المسلحة على السماقيات وكفرراع ومعرشحور ومعردس ومدرسة المجنزرات التي تعتبر مقرا لقوات الفرقة 25، واللواء 87 وحاجز بطيش ورحبة خطاب، وفق المرصد.

في المقابل نقلت وسائل إعلام تابعة للنظام، أنه قواته تخوض اشتباكات عنيفة مع فصائل معارضة، على محور جبل "زين العابدين" شمال شرق مدينة حماة ومحور الريف الشمالي الغربي للمدينة، وأوقعت قتلى في صفوف خصمها.

وقالت وكالة "سانا" إن "وحدات الجيش السوري تواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات التنظيمات الإرهابية بريف حماة الشمالي وتتمكن من توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كلم بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم".

ويكمل التصعيد العسكري أسبوعه الأول، باستمرار القتال بين الأطراف، ومحاولة المعارضة المسلحة السيطرة على حماة، بعد أن سيطرت على مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.

تصريحات أميركية..

وفي بروكسل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد "الانخراط بأي طريقة ذات مغزى في عملية سياسية هو ما فتح الباب أمام هذا الهجوم والمكاسب التي حققتها هيئة تحرير الشام على الأرض".

وحسب ما نقل مراسل الحرة، فقد ذكر بلينكن، عقب اختتام اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الناتو، في بروكسل، أن "ما شهدناه في سوريا مع الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام يعكس حقيقة أن الداعمين الرئيسيين للنظام السوري، سواء روسيا أو حزب الله أو إيران، قد شُغلوا بطرق مختلفة بمشكلات تسببوا فيها بأنفسهم. ويبدو أن هيئة تحرير الشام استغلت هذا الوضع".

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الأهم في الوقت الحالي تحقيق خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء سوريا".