كوفيد- 19 يتحول إلى سلاح للتضليل
كوفيد- 19 يتحول إلى سلاح للتضليل

قد تكون قرأت عناوين من قبيل "لقد أصاب الفيروس التاجي الرئيس الفرنسي" و"لم تسجل أية حالة إصابة في الجزائر"، أو حتى "كورونا غاز من إنتاج أميركي-صيني"

هذه العبارات من بين مئات العناوين المضللة التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام التي تلت الإعلان عن انتشار فيروس كوفيد- 19 في الصين وباقي أرجاء العالم

يقول خبراء تحليل البيانات، إن مثل هذه القصص التي ظهرت ضمن حملات تضليل واسعة النطاق "ممولة من دوائر مقربة من بعض البلدان" هدفها تضليل الرأي العام ولو على الواقع الافتراضي فقط.

هاشتاغ #كورونا في خدمة داعش؟

أصبحت الحملات، التي تستخدم شبكات الروبوتات والحسابات على تويتر وفيسبوك على وجه التحديد، بالإضافة إلى مجموعة من المواقع التي تزعم أنها وكالات أنباء محلية، سلاحًا آخر في ترسانات الحكومات الاستبدادية أثناء صراعها على الهيمنة الإقليمية.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، إن الحملات تأتي كجزء من موجة أكبر من الأخبار غير الدقيقة - "وباء من المعلومات الخاطئة والتضليل". 

الاتحاد الأوروبي أنشأ في عام 2015 مشروعًا يسمى EUvsDisinfo ، يهدف إلى مكافحة التضليل الروسي الذي يستهدف أوروبا.

فيسبوك أعلن مسح 164 حسابا وهميا استخدم كوفيد- 19 للتضليل أة التسويق لحكومات معينة

وقال ستانو لصحيفة "لوس أنجلس تايمز" إنه منذ البداية "عندما بدأ الفيروس في الانتشار في أرجاء الصين، لاحظنا في منطقة الشرق الأوسط أن الناس يحاولون إساءة استخدام الأزمة من أجل إثارة العداء السني الشيعي".

وقال إنه حتى متشددي داعش ربطوا مشوراتهم بالهاشتاغات الشائعة المتعلقة بفيروسات كورونا لنشر رسائل التنظيم الإرهابي.

كما تم الكشف عن عملية واحدة للترويج للجنرال خليفة حفتر، الرجل الليبي القوي صاحب الطموح لحكم ليبيا بدعم من روسيا وبعض الحكومات العربية.

وبعد تحقيق أجرته شركتا فيسبوك وتويتر ، بشكل منفصل، تم تفكيك شبكات ترعى هذه المنشورات المضللة في أواخر مارس.

وتضمنت عملية الإزالة 5350 حسابًا على تويتر و164 صفحة على فيسبوك وحسابات ومجموعات و76 حسابًا على إنستغرام، وفقًا للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن فيسبوك وتويتر.

وفيما يخص ليبيا، تبين أن شبكات التضليل تلك كانت وراء أكثر من 36 مليون تغريدة على تويتر، وقبل إزالتها، قامت تلك الحسابات بتكييف تغريداتها مع أوسمة تتعلق بفيروس كورونا للاستفادة من الصيت الواسع له على الصفحات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وباء المعلومات

وقال تويتر في بيان إن تلك الحسابات الوهمية، عملت على تضخيم المحتوى الذي يثني على بعض الأنظمة وينتقد البعض الآخر.

بينما قال فيسبوك إنه على الرغم من أن الأشخاص الذين يقفون وراء تلك الشبكات حاولوا إخفاء هوياتهم وتنسيقهم، إلا أن إدارة المحتوى على مستوى شركة فيسبوك استطاعت تحديدهم وإيقاف عملياتهم التضليلية.

والخميس الماضي، أعلنت مؤسسة تويتر أنها حذفت آلاف الحسابات في مصر وهندوراس وأندونيسيا وصربيا والسعودية لتلقيها توجيهات من حكومات هذه الدول أو نشرها محتوى دعائيا لها.

وقال الموقع الذي يتخذ من سان فرانسيسكو مقرا له في سلسلة تغريدات "أغلقنا 2,541 حسابا تابعا لشبكة مقرها مصر، ومعروفة باسم بوابة الفجر".

كما قام تويتر بحذف 5,350 حسابا من السعودية صاحبة النفوذ الإقليمي بسبب "إبرازها محتوى يشيد بالقيادة السعودية".

وتتهم جماعات حقوقية السعودية بالتجسس على معارضين ومستخدمين لتويتر يوجهون انتقادات لها عبر منصة التراسل.

وبعد تحقيق داخلي أغلق تويتر أيضا مجموعات حسابات في هندوراس بزعم نشرها محتوى يؤيد الحكومة، إضافة إلى حسابات في صربيا تدافع عن "الحزب الحاكم وزعيمه"، وحسابات في إندونيسيا تضخ معلومات تستهدف حركة استقلال غرب بابوا.

وفي وقت سابق، حذف تويتر تغريدتين للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو تشكك بجدوى تدابير الحجر الصحي التي تهدف إلى احتواء فيروس كورونا المستجد باعتبارها تنتهك قواعد شبكة التواصل الاجتماعي.

بلينكن وصل صباح الأربعاء إلى القاهرة في زيارة خاطفة
بلينكن وصل صباح الأربعاء إلى القاهرة في زيارة خاطفة

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "هو الفرصة الأفضل لمعالجة الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار الإقليمي".

ودعا بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة، جميع الأطراف إلى العمل على خفض التصعيد في المنطقة، مضيفا أن "التوصل لوقف النار في غزة سيؤدي إلى خفض التصعيد".

وأشار بلينكن إلى أنه "جرى الاتفاق على 15 بندا من بين 18 بندا في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل".

وقال بلينكن إن "حل القضايا المتبقية في اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في غزة مسألة إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر".

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن زيارته للمنطقة "تأتي فيما نعمل بشكل حثيث للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وتابع بلينكن قائلا: "ناقشنا في مصر الخطط المتعلقة باليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة، ومصر شريك مهم".

بدوره ذكر عبد العاطي أن "هناك تطابقا في وجهات النظر بشأن ضرورة وقف إطلاق النار وسرعة التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق الرهائن والأسرى وإيصال المساعدات لسكان غزة".

وقال عبد العاطي إن "مصر لن تقبل أي تعديلات على قواعد ما قبل 7 أكتوبر المتعلقة بأمن الحدود مع غزة وتشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني".

وتطرق الجانبان كذلك للعلاقات بين واشنطن والقاهرة، حيث أعلن بلينكن إطلاق الحوار الاسترتيجي بين الولايات المتحدة ومصر. وقال إن الولايات المتحدة تدعم مصر في إصلاح اقتصادها لتكون أكثر تنافسية وديناميكية.

وأضاف بلينكن أنه ناقش ملف الإصلاحات فيما يتعلق بالقانون الجنائي في مصر واحترام حرية التعبير بالنسبة إلى المعارضين.

ووصل بلينكن صباح الأربعاء إلى القاهرة في زيارة خاطفة بحث خلالها خصوصا الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وهذه الزيارة، العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس قبل نحو عام، تتميز بأنها لن تشمل إسرائيل ولا حتى أي دولة أخرى.

وفي وقت سابق بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع بلينكن سبل "تعزيز الجهود" بين مصر والولايات المتحدة وقطر التي تتوسط بين حركة حماس وإسرائيل للمضي في مفاوضات الهدنة في قطاع غزة.

وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي استقبل بلينكن الذي يزور القاهرة و"تم تبادل وجهات النظر بشأن كيفية تعزيز الجهود المشتركة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر، للمضي قدما في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين وتيسير إنفاذ المساعدات الإنسانية" إلى قطاع غزة.