الرئيس الفرنسي خلال زيارة لأحد المستشفيات
الرئيس الفرنسي خلال زيارة لأحد المستشفيات

خلال زيارته إلى أحد المراكز الطبية في مدينة مرسيليا جنوبي فرنسا، تفاجئ الرئيس إيمانويل ماكرون لإجابة الأطباء عندما سأل كل واحد منهم "من أين أنت؟".

ماكرون كان يسأل عن المنطقة التي ينحدر منها الأطباء والباحثون في مختبرات المركز الطبي المشهور في مرسيليا، لكنه "صعق"، على حد تعبير أحد المعلقين، بإجابات أغلب الخبراء.. "أنا من الجزائر.. أنا كذلك.. أن من تونس" ثم أجابت أخرى "وأنا من لبنان"

جزائريون وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي علقوا على الفيديو بالقول "هكذا تستفيد بلدان أخرى من الكفاءات العربية".

ورد آخر "في هذه الأوقات العصيبة نعرف قيمة الأطباء الذين هاجروا".

معلق كتب منتقدا "البلدان العربية لا تقدّر الطاقات العلمية والأدبية، فهم اليوم خيرهم وفضلهم في بلدان الغرب وليس غريب علينا، كنا نتهم ابن النفيس وابن الرومي وغيرهم بالهرطقة".

وغرد لبناني ما معناه "إنه شيء يرفع الرأس وجود أطباء شباب بفريق البروفسور الفرنسي ديدييه راوول".

زيارة ماركون لمركز مرسيليا كانت بهدف لقاء البروفيسور ديدييه راؤول، وتقصي مدى فاعلية دواء الكلوروكين الذي بدأت فرنسا في اعتماده ضمن بروتوكول علاج فيروس كورونا المستجد.

وديدييه راؤول كان من بين الأطباء الأوائل الذين نادوا باستخدام هذا الدواء الذي أكد نجاعته سابقا عندما تعرضت بعض البلدان الإفريقية لوباء إيبولا.

وبلغت حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في فرنسا 13197 وفاة منذ بدء انتشار الوباء، بعد تسجيل 987 وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بينها طفل، بحسب ما أعلن المدير العام للصحة جيروم سالومون مساء الجمعة.

وبين الوفيات الجديدة، حصلت 433 في دور المسنين والمرافق الطبية الاجتماعية، و554 في المستشفيات. 

مظاهرة ضد تعيين رئيس الوزراء اليميني ميشيل بارنييه
نحو 150 مسيرة نُظمت في كل أنحاء فرنسا

تظاهر الآلاف من مناصري اليسار في فرنسا، السبت، ضد تعيين ميشال بارنييه من يمين الوسط رئيسا للوزراء، منددين بـ"استيلاء" الرئيس إيمانويل ماكرون على السلطة وعدم أخذه في الاعتبار نتائج الانتخابات التشريعية.

وشهدت مدن عدة احتجاجات حاشدة، أبرزها باريس، إضافة إلى نانت في الغرب ونيس ومرسيليا في الجنوب وستراسبورغ في الشرق.

ورفع المتظاهرون شعارات أبرزها "إنكار للديموقراطية"، و"الفرنسيون لم يصوّتوا لذلك"، و"ليستقل" ماكرون.

وسادت التظاهرات أجواء من السخط والاستياء والغضب جراء تكليف ماكرون بارنييه من حزب "الجمهوريون" بتشكيل الحكومة، بعدما استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي التحالف اليساري الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في يوليو.

ووضع تعيين بارنييه حدا لستين يوما من الترقب في أعقاب الانتخابات المبكرة التي لم تفرز غالبية صريحة، وأسفرت عن انقسام الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل هي اليسار، ويمين الوسط، واليمين المتطرف.

ونُظمت نحو 150 مسيرة في كل أنحاء فرنسا، وكانت مقررة حتى قبل تعيين بارنييه الخميس. وبحسب الشرطة، نزل 26 ألف شخص الى الشارع في باريس، في حين قال حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) إن العدد بلغ 160 ألفا.

وكان الغضب سمة مشتركة بين المتظاهرين في مختلف مدن فرنسا.

وقالت سيندي روندينو، وهي مصورة تبلغ 40 عاما شاركت في تظاهرة في نانت مع شريكها أوبين غورو (42 عاما) وهو مزارع، "نشعر بأنه لا يتم الاستماع إلينا كناخبين". وأكدا أنهما "في حالة غضب شديد".

وخلال تظاهرة في مرسيليا (جنوب شرق) رُفعت أعلام حزب "فرنسا الأبية" وأعلام فلسطينية. وقدرت الشرطة عدد المشاركين فيها بـ3500 شخص بينما قدرهم المنظمون بـ 12 ألف شخص.

وقالت أوريلي مالفان (24 عاما) وهي طالبة "نشعر وكأننا تعرضنا للسرقة". وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة للجيل الشاب.

وقال مانون بونيجول (21 عاما) الذي تظاهر في باريس  "بالنسبة لماكرون، أعتقد أن نتيجة التصويت غير مهمة، كان يعرف مسبقا من يريد أن يعيّن في السلطة
(...) أعتقد أنه على أي حال، لن يكون للتصويت أي فائدة طالما ماكرون في السلطة".  

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اختيار بارنييه (73 عاما)، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري، أملته قدرته على "الجمع على أوسع نطاق ممكن" في مشهد سياسي مجزأ.

وقالت المتظاهرة ألكسندرا جيرمان (44 عاما) "هذه دكتاتورية. منذ فترة لا يتم الاستماع إلينا في الشوارع، وحاليا لم يعد يتم الاستماع إلينا في صناديق الاقتراع". وأضافت "الاحتجاج هو سبيلي  الوحيد لكي أقول إنني لا أوافق، حتى لو كنت أعلم جيدا أنه لن يجدي نفعا".

وبدأ بارنييه، الجمعة، مشاورات لتشكيل حكومة يحقق من خلالها التوازنات اللازمة لتفادي السقوط عند أول مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية.

ومد رئيس الوزراء الجديد اليد لمختلف التشكيلات بتأكيده أهمية "الإصغاء كثيرا" و"احترام كل القوى السياسية" الممثلة في البرلمان ومن بينها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية في يونيو الماضي.

ولن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من الاعتماد على اليسار، إذ أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أنه "لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته"، مؤكدا أن قوى اليسار ستقدّم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة "إنكار الديموقراطية" في ما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية.