يتم الاحتفال بعيد الفصح هذا العام بلا مسيرات وقداديس تقليدية بسبب تفشي وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، بينهم أكثر من 2100 خلال 24 ساعة في الولايات المتحدة.
وفي بداية عطلة نهاية الأسبوع في عيد الفصح، يتابع مئات الملايين من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت الذين يخضعون لحجر مثل نصف سكان العالم، من بيوتهم المراسم الدينية وخصوصا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان التي خلت من المصلين.
وسيتابع المؤمنون القداديس، في أهم عيد مسيحي، عبر الشاشات، ويرأسها البابا فرنسيس الذي يخضع للعزل أيضا. وسيتابعون من بيوتهم قداس الأحد الذي يختتم عيد الفصح.
وكان البابا قال عند إحيائه شعائر "درب الصليب" في ساحة القديس بطرس الخالية مساء الجمعة: "يا رب لا تتركنا في الظلام وفي ظل الموت واحمنا بدرع قوتك".
وكان التناقض واضحا في الفاتيكان إذ كان البابا يحتفل بالحدث السنة الماضية مع 20 ألف كاثوليكي.
"القيامة" مغلقة
وفي القدس وللمرة الأولى منذ أكثر من قرن، أغلقت كنيسة القيامة أمام الجمهور في نهاية أسبوع الفصح. وأقيم قداس بسيط يوم "الجمعة العظيمة"، بينما تحاول العائلات التعايش مع الأمر والاحتفال في منازلها وفق الإمكانات.
مع تسجيل حوالي 60 حالة وفاة بالمرض، تحتفل إسرائيل أيضا منذ الأربعاء بعيد الفصح اليهودي في أجواء قاتمة هذه السنة حيث أغلقت الحكومة المدن لمنع التنقل.
في هذه الأجواء، أصبحت الصلوات ترفع حاليا في البيوت وحرم المؤمنون من سر المناولة والعمادة او حتى مراسم الدفن في العديد من الدول.
"العودة إلى أولى حقبات المسيحية"
ويقول المؤرخون إن ذلك "يشكل عمليا عودة إلى أولى حقبات المسيحية" حيث كان يحتفل بالمراسم الدينية بشكل خاص.
وفي مقابلة هذا الأسبوع نشرت في أربع مجلات، قال البابا إن "الكنيسة يجب ألا تكون منغلقة في المؤسسات". وأضاف "ليس من السهل الانغلاق في المنازل" داعيا في الوقت نفسه الى "إبطاء وتيرة الاستهلاك والإنتاج".
ووجه البابا تحية أيضا إلى "القديسين في حياتنا اليومية، وهم الأطباء والمتطوعون ورجال الدين والكهنة والعاملون الذين يؤدون مهامهم لكي يستمر هذا المجتمع".
وفي العالم أجمع، بات الكهنة ينفذون إجراءات التباعد الاجتماعي. في بنما منح أسقف بركته في أحد الشعانين من مروحية.
في جمهورية الكونغو الديموقراطية، تحدث الكاردينال فريدولين امبونغو أسقف كينشاسا عن "استياء كبير" لدى المؤمنين الذين دعوا للصلاة من منازلهم عبر متابعة وسائل الإعلام المحلية او القداديس التي تبث مباشرة من روما.
وفي إسبانيا، التي تعد مثل إيطاليا من الدول الأكثر تضررا من انتشار الفيروس، أوقف السكان زياحات "درب الصليب" وهو تقليد شعبي مترسخ في هذا البلد منذ القرن السادس عشر.
وللتعويض عن ذلك تقوم بعض الأبرشيات بنشر صور صلوات الزياحات على وسائل التواصل الاجتماعي. وروى رب أسرة أن ابنه البالغ من العمر 12 عاما يضع مكبر الصوت في المنزل ويستمع إلى الصلوات.
أما الكنيسة الانغليكانية فبدأت بخدمة بث (بودكاست) موجهة للمؤمنين بينها تلاوة للإنجيل من قبل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز.
وحتى الآن ترفض الكنيسة الارثوذكسية اليونانية احتمال انتقال العدوى عبر المناولة، لكن الحكومة حظرت أيضا القداديس بحضور المؤمنين. وستبقي الكنائس في اليونان التي تحتفل بعيد الفصح بعد أسبوع في 19 أبريل أبوابها مغلقة.