إسرائيل تفرض إجراءات عزل عامة على المناطق التي يقطنها غالبية من اليهود المتشددين بالقدس
إسرائيل تفرض إجراءات عزل عامة على المناطق التي يقطنها غالبية من اليهود المتشددين بالقدس

فرضت إسرائيل إجراءات عزل عامة على المناطق التي يقطنها غالبية من اليهود المتشددين بالقدس، الأحد، في محاولة لاحتواء انتشار فيروس كورونا في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يرتفع معدل انتقال العدوى.

ويأتي فرض قيود الدخول والخروج من هذه المناطق، والتي يجري تطبيقها بواسطة حواجز تقيمها الشرطة على الطرق، في نفس يوم سريان أمر حكومي باستخدام الكمامات في الأماكن العامة في أنحاء إسرائيل.

وسيظل بمقدور سكان الأحياء الخاضعة للقيود في القدس، التسوق لشراء احتياجاتهم الضرورية بالقرب من منازلهم، لكن المعابد اليهودية أُغلقت في محاولة لكبح العدوى، وهو قرار سار في جميع أنحاء إسرائيل.

وتعيش في هذه الأحياء عائلات كبيرة في مساكن متقاربة. وتتفاوت درجة التزامها بإرشادات التباعد الاجتماعي.

وأعلنت السلطات بلدة بني براق، وهي بلدة لليهود المتشددين، يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة وتقع بالقرب من تل أبيب، منطقة محظورة في الثاني من أبريل، وتفرض الشرطة قيودا على دخول المنطقة.

 

وفاة الحاخام الأكبر

وأعلن مستشفى "شعاري تسيدك"، الأحد، وفاة الحاخام الأكبر الأسبق لإسرائيل، إلياهو بكشي دورانتوفي جراء إصابته بفيروس كورونا، ما يرفع عدد الوفيات إلى 104. 

وسجلت إسرائيل 11145 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، منها 183 وصفت بـ"الصعبة". وأعلن مسؤولون فلسطينيون تسجيل 268 حالة إصابة في الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى حالتي وفاة.

 فلسطينيون يتفقدون الأضرار في مخيم المغازي للاجئين بعد غارة إسرائيلية
الغارة الجوية أصابت عدة أطفال إضافة إلى تالا

منذ بداية الحرب في غزة، تتدفق صور كثيرة لأطفال قتلى وجرحى، لكن صورة كانت الأبرز هذا الأسبوع بشكل كبير وانتشرت على ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي لطفلة قتلت وهي تلبس حذاء تزلج وردي اللون.

وتمكنت تالا أبو عجوة، البالغة من العمر عشر سنوات، من البقاء على قيد الحياة لمدة 332 يوما من الحرب والقصف والجوع وعدم اليقين، قبل أن تقتل في هجوم ضرب مبنى دون سابق إنذار.

وقد فرت هي وعائلتها سيرا على الأقدام من مكان إلى آخر ثماني مرات في الأشهر الـ 11 الماضية، وأحيانا في منتصف الليل.

كانت تقول لي: "بابا، لماذا لا نستطيع أن نعيش مثل الأطفال الآخرين؟" يقول والدها، حسام أبو عجوة، لإذاعة "إن بي أر" عبر الهاتف من مدينة غزة.

وكانت الساعة حوالي 5 مساء يوم الثلاثاء عندما توجهت الفتاة الصغيرة إلى الطابق السفلي للحاق بشقيقها صلاح البالغ من العمر 12 عاما للعب في الخارج. بمجرد وصول تالا إلى الطابق الأرضي، هز انفجار المبنى، واخترقت شظايا رقبتها.

و أصابت غارة جوية إسرائيلية شقة في المبنى تعود لعائلتها، كما يقول والدها، "قتلت عند مدخل المبنى، سمعت الغارة الجوية ونزلت للبحث عنها". كان مشهدا لمذبحة. ماتت في غضون دقائق.

ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب الموقع للتعليق على سبب إصابة هذا المبنى السكني في مدينة غزة.

وتظهر الصور تالا وهي لا تزال ترتدي حذاء التزلج الوردي بينما يغطي جسدها كفن أبيض. ورجل يخلع الحذاء بلطف ويسلمه إلى والدها. ويظهر في مقطع فيديو وهو يبكي غير مصدق، فيما والدتها شوهدت وهي تنهار فوق جثة تالا". 

يقول أبو عجوة إن الغارة الجوية أصابت عدة أطفال، وما زالوا في المستشفى، وقتلت ثمانية أشخاص آخرين، بينهم ابن أحد الجيران وعائلة تضم الزوج والزوجة، وأطفالهم الثلاثة الصغار، وجدتي الأطفال.

كان أبو عجوة مدرسا للكيمياء في المدرسة الثانوية قبل الحرب. كانت وظيفته تعني أنه يستطيع تحمل تكاليف الأساسيات وبعض الكماليات لابنته الكبرى تالا، ومنها حذاء التزلج الوردي.

ودخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس السبت شهرها الثاني عشر من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن.

وبدأت الحرب بعد أن شنت حماس في السابع من أكتوبر هجوما على إسرائيل تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، بينما تقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية التي ردت بها إسرائيل في القطاع أسفرت عن مقتل نحو 41 ألف فلسطيني. وأدت الحملة الإسرائيلية أيضا إلى تسوية مناطق كبيرة من القطاع الساحلي الفلسطيني بالأرض.