السويد تفكر في فرض قيود صارمة للسيطرة على الفيروس
السويد تفكر في فرض قيود صارمة للسيطرة على الفيروس

بعد إعلان الحكومة السويدية رفضها لإعلان إجراءات الحظر والإغلاق مع بداية تفشي كورونا في أوروبا، وتركت حينها الأمر للشعب لتطبيق سياسية التباعد الاجتماعي، يبدو أنها تعدل عن قرارها وتفكر فعليا في فرض قيود أكثر صرامة على المواطنين، لمكافحة تفشي الفيروس.

وقال ستيفان لوففين، رئيس وزراء السويد، إنه بعد اتباع نهج "مرن" لتقييد الحركة داخل البلاد، فإن إجراءاتفي البلاد "ليست جيدة بما فيه الكفاية".

وواجه لوفين انتقادات بشأن قرار السويد بعدم إغلاق الحانات والمقاهي والمطاعم والمدارس والشركات، والاكتفاء بنصيحة الشعب بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، كما تعرضت الحكومة للانتقادات لعدم استعدادها للوباء عبر تخزين أدوية الطوارئ.

وأضاف لوفين، الذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2014، إن الحكومات والأحزاب السابقة كانت مسؤولة عن نقص المعدات.

وأوضح "تقع على عاتق جميع الأطراف مسؤولية ذلك، لأن الدفاع المدني كان قد تم التخلص من إمدادات الطوارئ تدريجياً بعد الحرب الباردة، لذلك نتحدث عن ثلاثة عقود من عدم وجود استراتيجية طوارئ".

وبالرغم من قرار السويد برفض سياسية الإغلاق، إلا أنها وضعت بعض التدابير مثل حظر التجمعات لأكثر من 50 شخصاً، تشجيع التعليم عن البعد والعمل من المنزل، إغلاق دور رعاية كبار السن.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء: "نريد إجراءات تعمل على المدى الطويل، لأن هذا الوباء سيستمر على الأرجح لشهور".

يذكر أن السويد سجلت الأحد أقل زيادة لها في حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا لمدة أسبوعين تقريباً، حيث تم الإبلاغ عن 17 حالة وفاة فقط.

كما انخفض عدد حالات الإصابة الجديد إلى 466 حالة، بعد تسجيلها أكثر من 700 حالة خلال الأيام الماضية.

وكانت السويد إحدى الدول الأوروبية القلائل التي رفضت فرض سياسة الحجر الصحي والإغلاق على مواطنيها.

مظاهرة ضد تعيين رئيس الوزراء اليميني ميشيل بارنييه
نحو 150 مسيرة نُظمت في كل أنحاء فرنسا

تظاهر الآلاف من مناصري اليسار في فرنسا، السبت، ضد تعيين ميشال بارنييه من يمين الوسط رئيسا للوزراء، منددين بـ"استيلاء" الرئيس إيمانويل ماكرون على السلطة وعدم أخذه في الاعتبار نتائج الانتخابات التشريعية.

وشهدت مدن عدة احتجاجات حاشدة، أبرزها باريس، إضافة إلى نانت في الغرب ونيس ومرسيليا في الجنوب وستراسبورغ في الشرق.

ورفع المتظاهرون شعارات أبرزها "إنكار للديموقراطية"، و"الفرنسيون لم يصوّتوا لذلك"، و"ليستقل" ماكرون.

وسادت التظاهرات أجواء من السخط والاستياء والغضب جراء تكليف ماكرون بارنييه من حزب "الجمهوريون" بتشكيل الحكومة، بعدما استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي التحالف اليساري الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في يوليو.

ووضع تعيين بارنييه حدا لستين يوما من الترقب في أعقاب الانتخابات المبكرة التي لم تفرز غالبية صريحة، وأسفرت عن انقسام الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل هي اليسار، ويمين الوسط، واليمين المتطرف.

ونُظمت نحو 150 مسيرة في كل أنحاء فرنسا، وكانت مقررة حتى قبل تعيين بارنييه الخميس. وبحسب الشرطة، نزل 26 ألف شخص الى الشارع في باريس، في حين قال حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) إن العدد بلغ 160 ألفا.

وكان الغضب سمة مشتركة بين المتظاهرين في مختلف مدن فرنسا.

وقالت سيندي روندينو، وهي مصورة تبلغ 40 عاما شاركت في تظاهرة في نانت مع شريكها أوبين غورو (42 عاما) وهو مزارع، "نشعر بأنه لا يتم الاستماع إلينا كناخبين". وأكدا أنهما "في حالة غضب شديد".

وخلال تظاهرة في مرسيليا (جنوب شرق) رُفعت أعلام حزب "فرنسا الأبية" وأعلام فلسطينية. وقدرت الشرطة عدد المشاركين فيها بـ3500 شخص بينما قدرهم المنظمون بـ 12 ألف شخص.

وقالت أوريلي مالفان (24 عاما) وهي طالبة "نشعر وكأننا تعرضنا للسرقة". وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة للجيل الشاب.

وقال مانون بونيجول (21 عاما) الذي تظاهر في باريس  "بالنسبة لماكرون، أعتقد أن نتيجة التصويت غير مهمة، كان يعرف مسبقا من يريد أن يعيّن في السلطة
(...) أعتقد أنه على أي حال، لن يكون للتصويت أي فائدة طالما ماكرون في السلطة".  

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اختيار بارنييه (73 عاما)، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري، أملته قدرته على "الجمع على أوسع نطاق ممكن" في مشهد سياسي مجزأ.

وقالت المتظاهرة ألكسندرا جيرمان (44 عاما) "هذه دكتاتورية. منذ فترة لا يتم الاستماع إلينا في الشوارع، وحاليا لم يعد يتم الاستماع إلينا في صناديق الاقتراع". وأضافت "الاحتجاج هو سبيلي  الوحيد لكي أقول إنني لا أوافق، حتى لو كنت أعلم جيدا أنه لن يجدي نفعا".

وبدأ بارنييه، الجمعة، مشاورات لتشكيل حكومة يحقق من خلالها التوازنات اللازمة لتفادي السقوط عند أول مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية.

ومد رئيس الوزراء الجديد اليد لمختلف التشكيلات بتأكيده أهمية "الإصغاء كثيرا" و"احترام كل القوى السياسية" الممثلة في البرلمان ومن بينها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية في يونيو الماضي.

ولن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من الاعتماد على اليسار، إذ أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أنه "لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته"، مؤكدا أن قوى اليسار ستقدّم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة "إنكار الديموقراطية" في ما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية.