في نوفمبر 2005 وصلت بقعة من البنزين المسرطن من مصنع كيميائي صيني لوثت أحد أكبر الأنهار في الصين وأثارت مخاوف في روسيا المجاورة
في نوفمبر 2005 وصلت بقعة من البنزين المسرطن من مصنع كيميائي صيني لوثت أحد أكبر الأنهار في الصين وأثارت مخاوف في روسيا المجاورة

تسبب حادث صناعي في شمال شرق الصين بإطلاق 2.53 مليون متر مكعب من النفايات الصناعية شديدة السمية في أحد روافد نهر سونغاري الذي يشكل الحدود بين شمال شرق الصين والشرق الأقصى الروسي.

ويعتمد العديد من الروس وكذلك الصينيين على هذه المياه للاستهلاك، وهو ما قد يشكل خطرا بيئيا خطيرا على السكان.

وقد أجبر الحادث، الذي وقع في 28 مارس الماضي، بعض المدن في رافد سونغاري على التوقف عن استخدام المياه من هذا المصدر. 

وأثيرت مخاوف من تسرب النفايات السامة إلى مدينة هاربين الصينية الكبيرة الواقعة على ذلك النهر، ثم إلى المراكز السكانية الروسية على طول نهر أمور.

وبنفس الطريقة التي استجابت بها السلطات الصينية لفيروس كورونا المستجد، قلل المسؤولون في بكين من التهديد محليا ووطنيا لانتشار النفايات السامة، مشيرين إلى أنهم احتووا المشكلة عند بدايتها. 

ومع ذلك، ذكرت تقارير إرسال بكين مئات من المتخصصين إلى المنطقة. ويبدو أنهم يفكرون في اتخاذ تدابير مماثلة لتلك التي تم اتخاذها في نوفمبر 2005، عندما هدد تسرب صناعي مماثل من نفس الموقع. 

وفي ذلك الوقت، قامت السلطات بإنشاء سد لمنع مختلف المعادن الأرضية النادرة المنسكبة في النهر من التحرك بسرعة في اتجاه المصب.

ويشكك الروس في إمكانية احتواء المشكلة من طرف الجانب الصيني، خصوصا بعد وررو تقارير إعلامية سلبية حول رد بكين على تفشي الفيروس التاجي.

وكانت الصين مترددة تمامًا كما ترددت في بداية تفشي كوفيد- 19، في السماح لخبراء من الخارج بالدخول للبلاد مخافة اطلاعهم على ما يحدث بالفعل.

ويعرف الروس أن التهديد الحقيقي من هذا الانسكاب الصناعي سيأتي لاحقًا، عندما تزيد الفيضانات بشكل كبير من تدفق المياه من خلال هذا المستجمع المائي، وتدفع السموم الكيميائية بسرعة أكبر. 

وهذه الفيضانات الموسمية الآن على بعد أسابيع فقط، على عكس الوضع قبل 15 عامًا، عندما كان أمام الصين عدة أشهر للاستجابة. 

كما يشعر الروس بالقلق من أن التسرب الجديد، الذي يتضمن ملوثات مختلفة، قد يعمل بشكل مختلف عن تسرب عام 2005.

الناشط البيئي الروسي لدى المجموعة الدولية "ريفرز بلا حدود"، يفغيني سيمونوف، قال إن "هناك أسبابًا حقيقية للقلق، ولكن حتى الآن، ليست لدينا المعلومات الكافية حول ما يحدث بالفعل داخل الصين، وهوما يبرر خوفنا".

وبدأت المشكلة قبل نحو أسبوعين، كما يقول سيمونوف، في مصنع لومينغ موليبدنيوم العملاق الصيني، الذي يعالج 50 ألف طن من الخام يوميًا (حوالي 15 مليون طن سنويًا).

اللافت أن السلطات الصينية أبقت المصنع تحت الشغل وقد حافظ على الإنتاج على الرغم من انخفاض الطلب بسبب إغلاق عمال المناجم.

ويقول سيمونوف إن حادث عام 2005 قد يوفر لنا نموذجًا عما قد يحدث. 

وفي ذلك الوقت، أثار تلوث النهر بالمعادن السامة من لومينغ الذعر في هاربين، ودفع الصين إلى وضع تدابير رصد جديدة، بسبب مخاوف من انتشار السموم في نهر أمور المشترك.

وطلبت روسيا وقتها معلومات دقيقة عن الحادث، لكنها اكتفت بعدها بتوقيع اتفاقية ثنائية مع بكين بشأن المراقبة البيئية للأنهار العابرة للحدود مثل آمور. 

غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة
غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة

وجه رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض في إسرائيل، بيني غانتس، انتقادات جديدة لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على خلفية الحرب في غزة، وعرض عليه "شبكة أمان سياسية" لو تمكن من التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى بيوتهم.

وليست هذه المرة الأولى التي يحصل فيها نتانياهو على هذا العرض من منافسيه السياسيين. ففي يوليو الماضي، عرض زعيم المعارضة، يائير لابيد، عليه أيضا شبكة أمان سياسية من أجل المضي قدما في صفقة الرهائن على الرغم من معارضة حلفاء رئيس الوزراء من اليمين.

وجاءت تصريحات غانتس الأخيرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال فيه أيضا إن المقترح المطروح "يحظى بدعم واضح في الكنيست ولدى الجمهور الإسرائيلي"، وفق بيان صادر عن الحزب.

وتتهم بعض أطراف المعارضة الإسرائيلية نتانياهو بأنه يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، "من أجل الحفاظ على اتئلافه اليميني الحاكم وبقائه في السلطة".

من جانبه، يصر رئيس الوزراء على "الاستمرار في القتال حتى تحقق الحرب أهدافها"، وأبرزها "القضاء على حماس".

ويتمسك نتانياهو ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما زاد مفاوضات الهدنة تعقيدا.

وقال غانتس قبل أيام إن إسرائيل لا تحتاج إلى الاحتفاظ بقوات في منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة لأسباب أمنية ولا ينبغي استخدام ذلك لمنع التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من قطاع غزة، وفق رويترز.

وهو الموقف الذي ردده لابيد في يوليو حين قال: "هناك صفقة رهائن على الطاولة. ليس صحيحا أن نتانياهو عليه الاختيار بين صفقة الرهائن واستمراره في منصب رئيس الوزراء. لقد وعدته بشبكة أمان، وسأفي بهذا الوعد".

وقالت أسوشيتد برس في ذلك الوقت إن خصوم نتانياهو السياسيين عرضوا عليه "شبكة أمان إذا توصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن"، ولكن من غير المرجح أن يساعدوه في البقاء في منصبه على المدى الطويل.

وقالت تال شنايدر، المعلقة السياسية الإسرائيلي في تايمز أوف إسرائيل: "يولي نتنياهو اهتماما كبيرا بكل ما يطالب به (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش أو يهددان بفعله، هدف نتنياهو النهائي هو النجاة".

وحكومة نتانياهو الحالية، التي تشكلت في أواخر عام 2022 بعد خمس انتخابات متتالية، هي الأكثر قومية ودينية في تاريخ إسرائيل.

وقبل أشهر من الحرب، دفعت بسياسات رسخت المستوطنات في الضفة الغربية، وأطلقت خطة لتعديل النظام القضائي أدخلت البلاد في حالة انقسام سياسي.

وبعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب، انضم غانتس، وهو رئيس أركان سابق، إلى الحكومة في إظهار للوحدة. وشكل نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع، يوآف غالانت، حكومة حرب لتوجيه العمليات.

لكن غانتس انسحب من الحكومة في يونيو متهما نتانياهو بمواصلة الحرب في حين يقبع عشرات الرهائن في الأسر، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات شرسة من العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك عائلات المتختطفين.

وكتب ديفيد هوروفيتز في مقال نشر في "تايمز أوف إسرئيل": "تحت حكم نتانياهو، إسرائيل في خطر وجودي. في مواجهة النظام الإيراني الإبادي ووكلائه، فإن هوس نتانياهو الجديد بممر فيلادلفيا يعرض حياة الرهائن للخطر، وفي نهاية المطاف، مستقبل بلدنا".

وكتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يخترع مطلبا غير مبرر (البقاء في محور فيلادلفيا)، ويقدمه على أنه وجودي، من أجل إحباط صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ ما يقرب من عام لدى حماس في غزة. ويفعل ذلك لأنه يخشى المتطرفين الذين بنى معهم حكومته، والذين هم عازمون على جر إسرائيل إلى حرب إقليمية".

وأضاف أن" هذا هو بالضبط ما يحذره وزير الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء الأمن، وزعيم المعارضة، ورئيسان سابقان لأركان الجيش الإسرائيلي من أنه يفعله الآن".

ورأى أن التفاوض على صفقة رهائن مع المتشددين الإسلاميين الذين ذبحوا 1200 شخص في جنوب إسرائيل في أكتوبر "يشكل تحديا شنيعا، ولكنه أيضا ضرورة وطنية".

ومنذ أسابيع، أبلغ المفاوضون الإسرائيليون، بقيادة رئيس الموساد ورئيس الشين بيت، نتانياهو بضرورة التوصل إلى اتفاق، وأن حماس تعرضت لضربة عسكرية كافية لإطلاق سراح نحو 30 رهينة على الأقل في مرحلة أولية مدتها 42 يوما من الاتفاق.

"ولكن بدلا من اغتنام الفرصة، أصدر نتانياهو شروطا جديدة".

ويشير الكاتب إلى أن وزير الدفاع لا يرى حاجة للاحتفاظ بقوات عند ممر فيلادلفيا، وأن الجيش قادر على استعادة الحدود بسرعة إذا لزم الأمر، وأن عمليات الانتشار والآليات الأخرى يمكن أن تمنع حماس من استغلال غياب الجيش المؤقت لتهريب الأسلحة.

وتقول أسوشيتد برس إن موقف نتناياهو المتشدد ألقى أيضا بثقله على علاقات إسرائيل بأقرب حلفائها، الولايات المتحدة، التي قدمت دعما عسكريا، لكنها أعربت عن استيائها من الخسائر في صفوف المدنيين وعدم وجود أي خطط إسرائيلية واقعية لما بعد الحرب.

وعلى الصعيد الدولي، تعرضت إسرائيل لاتهامات بالإبادة الجماعية، ونتانياهو نفسه معرض لإصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه.

وعلى الرغم من كل تهديداتهم، فإن حلفاءه من اليمين في مأزق مماثل. ومن المرجح أن ينضموا إليه في معسكر المعارضة إذا أجريت انتخابات مبكرة.

لكن إذا تمكن نتانياهو من الحفاظ على ائتلافه حتى الانتخابات المقررة التالية في عام 2026، فقد يكون قادرا على تحسين صورته.