الشحنة تحتوي على مجموعات فحوصات فيروس "كورنا COVID-19" مزيفة قادمة من بريطانيا.
قدمت شركتان صينيتان عرضا لتجهيز مليوني عدة اختبار للفيروس

في مارس الماضي، وقبل أن تكتشف المملكة المتحدة حجم التحدي الذي يواجهها في ما يتعلق باحتواء فيروس كورونا، كان عليها أن تحدد أولا حجم الإصابات الحقيقي بالفيروس على أراضيها، ولتحقق هذا كان عليها توسيع نطاق إجراء الفحوصات.

وفي ذلك الوقت، وعدت الحكومة البريطانية بإجراء 25 ألف فحص يوميا، لكنها لم تستطع أن تصل إلى هذا الرقم.

وبحسب نيويورك تايمز، قدمت شركتان صينيتان هما "AllTest Biotech" و “وWondfo Biotech” الحل، لكنه كان حلا أشبه بـ"مقامرة"، كما تقول الصحيفة.

عرضت الشركتان الصينيتان مجموعة أدوات اختبار للفيروس يمكن إجراؤه من المنزل. وكان سعر الحزمة التي تتكون من مليوني جهاز اختبار عشرين مليون دولار، وكانت الشروط مثيرة للريبة نوعا ما.

استدعت الصفقة من المسؤولين البريطانيين الجواب بـ"نعم أو لا"، ودفع الأموال مقدما، وأيضا نقل "أجهزة الاختبار" إلى بريطانيا من مكان خزنها في الصين.

تعتمد الأجهزة الصينية على وخز إبرة في الجسم ومن ثم إجراء تحليل للدم، ونظريا، يمكن لأي شخص إجراء الفحص لنفسه.

ووافق المسؤولون البريطانيون على الصفقة. وبحسب نيويورك تايمز، فإن رئيس الوزراء البريطاني وصف الأجهزة "البسيطة مثل اختبار الحمل" على إنها "قادرة على إحداث تغيير استثنائي".

لكن هذا لم يحصل، لأنه تبين إن الأجهزة التي دفعت بريطانيا سعرها مقدما، لم تكن تعمل.

ووجد مختبر في جامعة أكسفورد أن نصف مليون من الاختبارات لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية، كما إن الباقي ترك في المخازن بدون استعمال نتيجة الشكوك في فعاليته.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن الحكومة "ستحاول استعادة الأموال دون أن يحدد كيفية ذلك".

حتى يوم الأربعاء، كانت بريطانيا لا تزال تجرى أقل من 20 ألف فحص تشخيصي يوميا. ويعد المسؤولون الآن بالوصول إلى 000 100 في اليوم بحلول نهاية الشهر، وما يصل إلى 000 250 اختبار في اليوم بعد ذلك بوقت قصير.

وقد تتعرض الحكومة البريطانية المشكلة حديثا، والتي عانت أساسا من إصابة رئيسها بوريس جونسون بالفيروس، بسبب الصفقة إلى مزيد من التشكيك بأدائها، بعد إن أعلن رئيس اللجنة البرلمانية لدراسة الاستجابة للفيروس غريغ كلارك، إن "وعود الحكومة تبدو غير واقعية".

وأضاف "أعتقد أن من الواضح أنه كان علينا أن نتحرك في وقت سابق بشكل أكثر اتساعا".

وبعد ظهور الشكاوى البريطانية حول مجموعات الاختبارات، ألقت الشركتان الصينيتان باللائمة على المسؤولين والسياسيين البريطانيين لـ"سوء الفهم أو المبالغة فى تقدير جدوى الاختبارات".

إحدى الشركتين قالت إن "منتجها كان مخصصا فقط كمكمل للمرضى الذين ثبتت نتيجة إصابتهم بالفيروس، بينما قالت الأخرى إن "الاختبارات استخدمت فقط من قبل المختصين"، وليس من قبل المرضى في المنزل.

ومن خلال مقارنة اختبارات الفيروس باختبارات الحمل، اللتين يعتمد كلاهما على فحص الأجسام المناعية المضادة للفيروس، يتبين، بحسب الخبراء، إن "المريض قد لا يكّون أجساما مضادة للفيروس إلا بعد عشرين يوما من الإصابة".

وحذرت منظمة الصحة العالمية في بيان صدر في 8 أبريل، من أن الاختبارات السريعة للأجسام المضادة "لها فائدة محدودة" بالنسبة للمرضى، وقالت للأطباء إن مثل هذه الاختبارات لا تزال غير صالحة لأغراض سريرية.

وحتى في أواخر مارس، ومع طغيان الوباء على المستشفيات في إيطاليا وإيران، تجاهل المسؤولون البريطانيون نصيحة منظمة الصحة العالمية بتوسيع نطاق الاختبارات التشخيصية في أسرع وقت ممكن.

ولهذا، حسب نيويورك تايمز، تأخرت بريطانيا بالبحث عن مواد اختبار إلى الوقت الذي اشتد فيه تنافس الدول عليها.

وحتى الآن، أصيب نحو 105 ألف شخص في بريطانيا بالفيروس، فيما توفي جراءه نحو 14 ألفا.

ومن بين الذين أصيبوا في بريطانيا، ولي العهد الأمير تشارلز، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ووزراء وبرلمانيون.

ويواجه تعامل الصين مع انتشار الفيروس الذي انطلق من أراضيها قبل أن يضرب العالم، تشكيكا دوليا واسع النطاق.

وحذرت المملكة المتحدة الصين الخميس من أنها يجب أن تجيب على "أسئلة صعبة حول ظهور الفيروس ولماذا لم يتم وقفه قبل الآن". كما كانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهمت بكين بأنها "أخفت" خطورة الوباء عندما بدأ في الصين.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أن هناك فجوات في إدارة الصين لأزمة فيروس كورونا المستجد، قائلا لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن "هناك أشياء حدثت ولا نعرفها".

غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة
غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة

وجه رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض في إسرائيل، بيني غانتس، انتقادات جديدة لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على خلفية الحرب في غزة، وعرض عليه "شبكة أمان سياسية" لو تمكن من التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى بيوتهم.

وليست هذه المرة الأولى التي يحصل فيها نتانياهو على هذا العرض من منافسيه السياسيين. ففي يوليو الماضي، عرض زعيم المعارضة، يائير لابيد، عليه أيضا شبكة أمان سياسية من أجل المضي قدما في صفقة الرهائن على الرغم من معارضة حلفاء رئيس الوزراء من اليمين.

وجاءت تصريحات غانتس الأخيرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال فيه أيضا إن المقترح المطروح "يحظى بدعم واضح في الكنيست ولدى الجمهور الإسرائيلي"، وفق بيان صادر عن الحزب.

وتتهم بعض أطراف المعارضة الإسرائيلية نتانياهو بأنه يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، "من أجل الحفاظ على اتئلافه اليميني الحاكم وبقائه في السلطة".

من جانبه، يصر رئيس الوزراء على "الاستمرار في القتال حتى تحقق الحرب أهدافها"، وأبرزها "القضاء على حماس".

ويتمسك نتانياهو ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما زاد مفاوضات الهدنة تعقيدا.

وقال غانتس قبل أيام إن إسرائيل لا تحتاج إلى الاحتفاظ بقوات في منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة لأسباب أمنية ولا ينبغي استخدام ذلك لمنع التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من قطاع غزة، وفق رويترز.

وهو الموقف الذي ردده لابيد في يوليو حين قال: "هناك صفقة رهائن على الطاولة. ليس صحيحا أن نتانياهو عليه الاختيار بين صفقة الرهائن واستمراره في منصب رئيس الوزراء. لقد وعدته بشبكة أمان، وسأفي بهذا الوعد".

وقالت أسوشيتد برس في ذلك الوقت إن خصوم نتانياهو السياسيين عرضوا عليه "شبكة أمان إذا توصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن"، ولكن من غير المرجح أن يساعدوه في البقاء في منصبه على المدى الطويل.

وقالت تال شنايدر، المعلقة السياسية الإسرائيلي في تايمز أوف إسرائيل: "يولي نتنياهو اهتماما كبيرا بكل ما يطالب به (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش أو يهددان بفعله، هدف نتنياهو النهائي هو النجاة".

وحكومة نتانياهو الحالية، التي تشكلت في أواخر عام 2022 بعد خمس انتخابات متتالية، هي الأكثر قومية ودينية في تاريخ إسرائيل.

وقبل أشهر من الحرب، دفعت بسياسات رسخت المستوطنات في الضفة الغربية، وأطلقت خطة لتعديل النظام القضائي أدخلت البلاد في حالة انقسام سياسي.

وبعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب، انضم غانتس، وهو رئيس أركان سابق، إلى الحكومة في إظهار للوحدة. وشكل نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع، يوآف غالانت، حكومة حرب لتوجيه العمليات.

لكن غانتس انسحب من الحكومة في يونيو متهما نتانياهو بمواصلة الحرب في حين يقبع عشرات الرهائن في الأسر، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات شرسة من العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك عائلات المتختطفين.

وكتب ديفيد هوروفيتز في مقال نشر في "تايمز أوف إسرئيل": "تحت حكم نتانياهو، إسرائيل في خطر وجودي. في مواجهة النظام الإيراني الإبادي ووكلائه، فإن هوس نتانياهو الجديد بممر فيلادلفيا يعرض حياة الرهائن للخطر، وفي نهاية المطاف، مستقبل بلدنا".

وكتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يخترع مطلبا غير مبرر (البقاء في محور فيلادلفيا)، ويقدمه على أنه وجودي، من أجل إحباط صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ ما يقرب من عام لدى حماس في غزة. ويفعل ذلك لأنه يخشى المتطرفين الذين بنى معهم حكومته، والذين هم عازمون على جر إسرائيل إلى حرب إقليمية".

وأضاف أن" هذا هو بالضبط ما يحذره وزير الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء الأمن، وزعيم المعارضة، ورئيسان سابقان لأركان الجيش الإسرائيلي من أنه يفعله الآن".

ورأى أن التفاوض على صفقة رهائن مع المتشددين الإسلاميين الذين ذبحوا 1200 شخص في جنوب إسرائيل في أكتوبر "يشكل تحديا شنيعا، ولكنه أيضا ضرورة وطنية".

ومنذ أسابيع، أبلغ المفاوضون الإسرائيليون، بقيادة رئيس الموساد ورئيس الشين بيت، نتانياهو بضرورة التوصل إلى اتفاق، وأن حماس تعرضت لضربة عسكرية كافية لإطلاق سراح نحو 30 رهينة على الأقل في مرحلة أولية مدتها 42 يوما من الاتفاق.

"ولكن بدلا من اغتنام الفرصة، أصدر نتانياهو شروطا جديدة".

ويشير الكاتب إلى أن وزير الدفاع لا يرى حاجة للاحتفاظ بقوات عند ممر فيلادلفيا، وأن الجيش قادر على استعادة الحدود بسرعة إذا لزم الأمر، وأن عمليات الانتشار والآليات الأخرى يمكن أن تمنع حماس من استغلال غياب الجيش المؤقت لتهريب الأسلحة.

وتقول أسوشيتد برس إن موقف نتناياهو المتشدد ألقى أيضا بثقله على علاقات إسرائيل بأقرب حلفائها، الولايات المتحدة، التي قدمت دعما عسكريا، لكنها أعربت عن استيائها من الخسائر في صفوف المدنيين وعدم وجود أي خطط إسرائيلية واقعية لما بعد الحرب.

وعلى الصعيد الدولي، تعرضت إسرائيل لاتهامات بالإبادة الجماعية، ونتانياهو نفسه معرض لإصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه.

وعلى الرغم من كل تهديداتهم، فإن حلفاءه من اليمين في مأزق مماثل. ومن المرجح أن ينضموا إليه في معسكر المعارضة إذا أجريت انتخابات مبكرة.

لكن إذا تمكن نتانياهو من الحفاظ على ائتلافه حتى الانتخابات المقررة التالية في عام 2026، فقد يكون قادرا على تحسين صورته.