شهدت البلدة نسبة مرتفعة من الوفيات خلال فترة زمنية قصيرة
شهدت البلدة نسبة مرتفعة من الوفيات خلال فترة زمنية قصيرة

نشر رئيس بلدية مدينة بيرغامو في شمال إيطاليا، السبت، صورة على تويتر لكنيسة مقبرة المدينة بعدما فرغت من نعوش ضحايا وباء كوفيد-19 وكتب معلقا "أخيرا، فرغت كنيسة مقبرة بيرغامو".

ويظهر ذلك الضغط الذي لا تزال تعانيه إيطاليا، وخصوصا منطقة لومبارديا، بسبب فيروس كورونا المستجد الذي خلف أكثر من  23 ألف وفاة نصفها في المنطقة المذكورة.

وفي ذروة الأزمة، نقل إلى كنيسة بيرغامو 140 نعشا دفعة واحدة بحسب وكالة أنباء إيطاليا. 
وتعتبر بيرغامو التي يدير شؤونها جورجيو غوري العضو في الحزب الديمقراطي الوسطي، "المدينة الشهيدة" جراء الوباء.

وفي تغريدة أخرى، الخميس، أوضح رئيس البلدية أن 795 من سكان المدينة قضوا بين الأول من مارس و12 أبريل. ويفوق ذلك بـ 626 وفاة معدل الوفيات في المدينة خلال السنوات العشر الأخيرة في الوقت نفسه من العام، ما يساوي ارتفاعاً بنسبة 370 في المئة للوفيات، وفق رئيس البلدية. 

ويتجاوز معدل ارتفاع الوفيات هذا بالمقارنة مع السنوات السابقة ضعف العدد الذي أعلنته السلطات والبالغ 272 كونه لم يشمل سوى المتوفين الذين خضعوا للفحوص.

وخلال الأزمة، لم تتمكن دائرة شؤون الجنازات في البلدية من مواجهة وتيرة الوفيات السريعة ما اضطرها إلى إرسال جثث لمناطق أخرى لمواراتها.  

وأعلنت إيطاليا الجمعة زيادة كبيرة في عدد من تماثلوا للشفاء (أكثر من 4700 شخص خلال يومين)، فيما تراجع عدد من نقلوا الى العناية المركزة في لومبارديا إلى ما دون الألف للمرة الأولى منذ شهر.

وأعلن الدفاع المدني السبت عن 482 وفاة جديدة من إجمالي وفيات يساوي أكثر من 23200. 
وتعتزم لومبارديا الأسبوع المقبل البدء بإجراء فحوص دم للطواقم الصحية العاملة في المدن الأكثر تضررا وفي مقدمها بيرغامو، إضافة إلى بريشيا ولودي وكريموني وميلانو.

والسبت، حذر عضو المجلس الأعلى للصحة البروفيسور والتر ريكياردي عبر الإعلام الإيطالي من أي تفاؤل مفرط، وقال: "الموجة الثانية ليست فرضية، بل أمر مؤكد. لذا، من الاهمية بمكان عدم الإسراع في استئناف الأنشطة، وإلا فقد نواجه الموجة الثانية قبل الصيف".

صورة أرشيفية لسيدة مع طفلها بمخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر شمالي دارفور
صورة أرشيفية لامرأة مع طفلها في مخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمالي دارفور

مع استمرار المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فر عشرات الآلاف من عاصمة شمال دارفور، الفاشر المحاصرة والممزقة نتيجة الحرب، نحو بلدة صغيرة على بعد نحو 70 كيلومترا، حيث بدأت معاناة أخرى جراء نقص الطعام وعدم وجود رعاية صحية.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الفارين إلى بلدة طويلة، لا يعانون فقط من الجوع والعطش، بل من انتشار أمراض خطيرة أيضا مثل الملاريا والحصبة والسعال الديكي، مما أرهق كاهل العيادة الصحية الصغيرة والوحيدة الموجودة في تلك البقعة الفقيرة.

وفي هذا الصدد، قالت عائشة يعقوب، المسؤولة عن الصحة في الإدارة المدنية التي تدير بلدة طويلة، إن هناك "ما لا يقل عن 10 أطفال يموتون من الجوع كل يوم".

وأضافت: "نتوقع أن يكون العدد الدقيق للأطفال الذين يموتون من الجوع أعلى بكثير، حيث يعيش العديد من النازحين من الفاشر بعيدًا عن عيادتنا، وغير قادرين على الوصول إليها".

وأوضحت حسين أنها "عرفت 19 امرأة توفين أثناء المخاض في الأسبوعين الأولين من شهر يوليو وحده"، لافتة إلى أنه "لا يزال المزيد من الناس يموتون بسبب الجروح غير المعالجة التي أصيبوا بها خلال القتال الدائر في محيط مخيمي اللاجئين بالقرب من الفاشر (مخيم أبو شوك ومخيم زمزم)".

ولا يصل الكثير من الفارين إلى بلدة طويلة، إذ أنهم يموتون وهم يسلكون الطريق الطويل والمرعب من الفاشر، عابرين العديد من الدروب التي تمر عبر القرى المحترقة، والتي تستهدفها ميليشيات مسلحة.

وقالت هديل إبراهيم (25 عامًا)، والتي دخلت ابنتها ريتال البالغة من العمر عامين إلى العيادة بسبب سوء التغذية، مما جعلها غير قادرة على المشي: "تركت زوجي في الفاشر وهربت إلى هنا مع طفلتي". 

وزادت: "كانت طفلة نشيطة تركض وتلعب مع الأطفال الآخرين.. انظروا إلى حالها الآن. ليس لدي مال ولا توجد وظائف أو أعمال هنا".

من جانبها، أوضحت عمة إبراهيم، التي فرت من الفاشر قبلها، وطلبت عدم الكشف عن هويتها: "لا يوجد طعام هنا، ومحظوظ من يحصل على وجبة واحدة في اليوم"، مردفة: "كانت لدينا حياة هانئة في الفاشر، والآن فقدنا كل شيء".

وحسب الصحيفة البريطانية، فإن مدينة طويلة وقعت تحت حصار دام لأشهر من قبل قوات الدعم السريع، حيث كانت المنطقة مسرحًا لمعارك عنيفة في العام الماضي، وهي أقرب مكان آمن للاجئين الذين تمكنوا من الفرار عبر البوابة الغربية للفاشر، طريق الخروج المفتوح الوحيد للمدينة.

"جحيم على الأرض"

وفي وقت سابق من هذه السنة، غادرت وكالات الأمم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية الدولية، باستثناء منظمة أطباء بلا حدود، الفاشر بسبب انعدام الأمن.

وفي هذا المنحى، وصف نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، توبي هاروارد، الوضع في طويلة والفاشر والبلدات المجاورة بأنه "كارثة إنسانية" تتفاقم يوميا.

وقال هاروارد الذي زار المنطقة مؤخرا: "مئات الآلاف من الأبرياء في خطر داهم. والمنطقة بأكملها أشبه بالجحيم على الأرض".

وفي أغسطس، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن اثنتين من شاحناتها التي تحمل إمدادات للأشخاص في مخيم زمزم، أوقفتهما قوات الدعم السريع في كبكابية، غربي طويلة، مما منع عمال الإغاثة من إكمال رحلتهم.

وفي المقابل، قال مستشار من قوات الدعم السريع، إن الشاحنات "سُمح لها بمغادرة كبكابية لاحقا، لكنها علقت نتيجة للظروف السيئة على الطريق إلى الفاشر بسبب موسم الأمطار".

كما وجهت اتهامات للجيش السوداني بـ"وضع العراقيل" أمام المساعدات، وفق تقرير صحيفة "غارديان".

ففي فبراير، أمر الجيش السوداني وكالات الإغاثة بالتوقف عن استخدام معبر أدري في تشاد لنقل المساعدات إلى دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الغالب. 

وفي الشهر الماضي، ألغى الأمر مؤقتًا لمدة 3 أشهر، لكن وكالات الإغاثة تقول إن "جزءًا ضئيلًا فقط من المساعدات المطلوبة يصل".

وذكرت الصحيفة البريطانية أنها حاولت الحصول على تعقيب من الجيش السوداني، دون أن تتمكن من ذلك، بيد أن القوات المسلحة السودانية نفت سابقا "عرقلة" تسليم المساعدات الإنسانية.