المحامي أنور البني يؤكد للحرة أن عناصر نظام الأسد في أوروبا لن يفلتوا من المحاكمة
المحامي أنور البني يؤكد للحرة أن عناصر نظام الأسد في أوروبا لن يفلتوا من المحاكمة

أكد المحامي والناشط السوري أنور البني أن مقاضاة أحد عناصر نظام بشار الأسد في ألمانيا ما هي إلا بداية لمحاكمات أخرى في أوروبا لمحاكمة عناصر نظام امتهن القمع الممنهج ضد شعبه وارتكب جرائم بحق الإنسانية.

وقال في مقابلة مع موقع "الحرة" إن أنور رسلان وهو أحد عناصر المخابرات السورية سابقا يخضع للمحاكمة في ألمانيا حيث سيمثل في جلسة لأول محاكمة في العالم تتناول انتهاكات منسوبة إلى النظام السوري.

رسلان كان يقود وحدة تحقيق لها سجنها الخاص في منطقة دمشق تعرف باسم "الفرع 251" و"الفرع 231" وتستهدف عناصر المعارضة السورية، "متواطئ في ارتكاب جرائم بحق الإنسانية".

وكان يدير السجن الذي تعرض فيه "ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص" لأعمال تعذيب بين نهاية أبريل 2011 ومطلع سبتمبر 2012، بحسب النيابة العامة في ألمانيا، في حين "قضى ما لا يقل عن 58 شخصا جراء التعذيب" الذي تعرضوا له.

وتشتبه النيابة العامة برسلان بأنه من قدامى إدارة المخابرات العامة لسوريا، انشق عن نظام الأسد عام 2012 قبل أن يأتي لاجئا إلى ألمانيا عام 2014، وهو محتجز لديهم منذ فبراير 2019.

وأوضح البني في رد على استفسارات "الحرة" بأن الولاية القضائية العالمية للمحاكمة في ألمانيا ستمنع نظام الأسد وعناصره من الإفلات من العقاب بعيدا عن التفاهمات السياسية الممكنة بين الدول.

وذكر أن الولاية القضائية العالمية ستحد من إفلات عناصر الأسد من العقاب، وهي تمتاز بأنها مختلفة عن محكمة الجنايات الدولية التي تتبع لمجلس الأمن الدولي والتي يمكن أن تخضع لتفاهمات سياسية بين الدول.

وأكد أنه الولاية القضائية العالمية مستقلة ولا يمكن التحكم بها وهي تتعامل مع الحقائق، بعيدا عن التعقيدات والتلاعبات السياسية التي يمكن أن تؤثر على سير القضية، والضحايا هم الفاعلون الحقيقيون في مثل هذه القضايا. 

وعلى الرغم من أن المتهم مواطن سوري، إلا أنه سيحاكم بموجب مبدأ العدالة الدولية الذي يسمح لدولة أجنبية بمقاضاة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

ولمحاكمة أنور رسلان أهمية خاصة عند المحامي البني معتبرا أنها تمثل رسالة محاكمة لكل النظام السوري، خاصة للعناصر الذين ارتكبوا جرائم بحق المواطنين السوريين ويرون أنفسهم أشبه بقطعة مركزية كانت تعمل مع النظام السوري.

وفي التفاصيل حول ما ارتكبه رسلان بحق السوريين، قال البني إنه كان عنصرا أساسيا في "الفرع 251" الذي يعتبر أساسيا لأمن الدولة في عموم البلاد، وارتكب جرائم بحق آلاف السوريين، وكان أحد القائمين على السياسية المنهجية لتعذيب المواطنين.

وتسبب رسلان بمقتل المئات إن لم نقل آلاف السوريين خلال عمله مع النظام، وهو جزء من آلة همجية كانت ولا تزال تقوم باعتقال النشطاء وتعذبهم بطريقة تفضي إلى قتلهم، بحسب البني.

وأشار إلى أن العديد من السوريين أبدوا استعدادهم للشهادة والكشف عما حصل معهم، لمحاسبة مجرمي النظام ومنهم أنور رسلان، موضحا أنه هذه المحاكمة ستكون بداية لمتابعة وملاحقة أكثر من ألف شخص ممن ارتكبوا جرائم حرب ضد الإنسانية والسوريين، بغض النظر عمن يتبع له أكان نظام بشار الأسد أو آخرين.

ورسلان (57 عاما) سيحاكم بالإضافة إلى شخص أخر معه اسمه إياد الغريب (43 عاما) وهما عنصران في سجن دمشق الذي ارتكبت فيه أعمال تعذيب، ألقي القبض عليهما في فبراير من 2019، في عملية تمت بالتنسيق بين الشرطتين الألمانية والفرنسية، بحسب بيان سابق لمكتب المدعي العام في مدينة كارلسروهي في المانيا.

وكان رسلان ومن معه على دراية بمستوى التعذيب، ما يعني أنه كان يعلم أيضا بأن السجناء يموتون نتيجة للعنف الشديد، ناهيك عن وجود مزاعم ضدهم حول "حالة اغتصاب واعتداء جنسي واحدة على الأقل".

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على وسط غزة في 11 ديسمبر 2023
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على وسط غزة في 11 ديسمبر 2023

بعد 9 أشهر على استعادة جثثهم، رجح الجيش الإسرائيلي، الأحد، "إلى حد كبير" مقتل 3 رهائن في غزة في نوفمبر الماضي، خلال غارة جوية إسرائيلية، بحسب نتائج تحقيق بشأن ظروف وفاتهم.

وقال الجيش في بيان: "بحسب نتائج التحقيق، هناك احتمال كبير أن يكون الثلاثة قتلوا إثر غارة جوية شنها الجيش (..) في 10 نوفمبر".

واستعادت إسرائيل رفات الجنديين نيك بيزر ورون شيرمان، والفرنسي الإسرائيلي إيليا توليدانو في ديسمبر من قطاع غزة، حيث كانوا محتجزين.

وفي 10 نوفمبر 2024، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية بالقرب من الموقع الذي تم العثور فيه لاحقًا على الجثث، مستهدفًا قائد لواء الشمال في حماس، أحمد غندور، الذي كان مختبئًا في نفق في جباليا، بحسب ما أوردت "تايمز أوف إسرائيل".

وفي 14 ديسمبر، تم العثور على جثث شيرمان وبيزر وتوليدانو في شبكة الأنفاق في جباليا. ونقلت إلى إسرائيل لدفنها.

وكان شيرمان وبيزر اختطفا من قاعدة للجيش الإسرائيلي بالقرب من حدود غزة في 7 أكتوبر، بينما تم اختطاف توليدانو من مهرجان سوبرنوفا بالقرب من كيبوتس رئيم. 

ووفقًا لتحقيقات الجيش، كان الثلاثة محتجزين في مجمع أنفاق كان غندور يعمل فيه، ولكن الجيش لم تكن لديه أي معلومات بشأن وجود رهائن في المنطقة، عند تنفيذ الغارة.

وبحسب التحقيق كان لدى الجيش في ذلك الوقت معلومات عن موقع آخر اعتقد أن الرهائن كانوا محتجزين به، وبالتالي لم يتم إدراج مجمع الأنفاق كمكان يمكن أن يكون فيه المختطفون الإسرائيليون.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا ينفذ ضربات في مناطق يمتلك معلومات عن وجود رهائن فيها، ولكن في بعض الحالات وقع رهائن ضحايا لضربات إسرائيلية، بسبب نقص المعلومات.