زعيم كوريا الشمالية يخضع لعملية جراحية في القلب
زعيم كوريا الشمالية يخضع لعملية جراحية في القلب

كشف مسؤول أميركي أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الولايات المتحدة أفادت أن الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "في حالة خطر شديد"، بعد خضوعه لعملية في القلب والأوعية الدموية في وقت مبكر هذا الشهر.

ونقلت صحيفة "ديلي إن كيه" الكورية الجنوبية، التي يديرها منشقون كوريون شماليون، عن مصادر داخل كوريا الشمالية أن كيم يتعافى في فيلا في مقاطعة منتجع جبل كومجانغ في هيانغسان على الساحل الشرقي بعد إجراء العملية في 12 أبريل في مستشفى هذه المنطقة.

وكانت كوريا الشمالية احتفلت بالذكرى السنوية لعيد ميلاد والد كيم وجده، في 15 أبريل، لكن كيم لم يكن موجودا بين الحضور.

وقال تقرير الصحيفة إن صحة كيم تدهورت في الأشهر الأخيرة بسبب التدخين المفرط والسمنة والإرهاق.

وأكد أحد المصادر للصحيفة أن كيم كان يعاني من مشاكل في القلب والأوعية منذ أغسطس الماضي، لكن أوضاعه الصحية تدهورت بعد زياراته المتكررة لجبل "بايكتو" المقدس.

وأشار التقرير إلى أن كيم غادر إلى المستشفى بعد أن ترأس اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم في 11 أبريل، حيث شوهد حينها  آخر مرة علانية.

يذكر أنه خلال الأيام الماضية أطلقت بيونغ يانغ عدة صواريخ قصيرة المدى الأسبوع الماضي، قال مسؤولون في سيول إنها جزء من الاحتفال بعيد ميلاد الوالد المؤسس، وعادة ما يشاهد كيم مثل هذه الأحداث العسكرية، ولكن هذه المرة لم يتواجد.

الرئيس ترامب ونتانياهو

في واحدة من المفارقات اللافتة في العلاقة الأميركية الإسرائيلية خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، قرار الأخير عدم زيارة إسرائيل في جولته الشرق أوسطية، مفضلا زيارة دول الخليج ومراكز القرار الجديدة في المنطقة.

ورغم ما تبدو عليه الخطوة من برود دبلوماسي أو حتى تجاهل متعمد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يُظهر التحليل الأعمق، كما يوضح الخبير الأميركي في شؤون الأمن القومي إيلان بيرمان، مزيجا معقدا من الحسابات الاستراتيجية، والرسائل السياسية، وتغيرات كبرى في بنية التحالفات الإقليمية.

بحسب بيرمان، ترتكز الرؤية الأميركية الحالية على إحداث اختراق استراتيجي في مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، دون ربط مباشر بتقدم حقيقي في المسار الفلسطيني. 

ويشير إلى أن الرهان كان قبل 7 أكتوبر ٢٠٢٣ على قرب توقيع اتفاق سعودي-إسرائيلي، لكنه كان خالياً تقريباً من أي مضمون يتعلق بالقضية الفلسطينية.

لكن بعد هجوم حماس وعمليات إسرائيل العسكرية في غزة، بدأت الرياض تتخذ موقفا أكثر حزما، رابطة أي اتفاق بتعهد واضح من إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية. وهو ما بات صعب المنال في ظل حكومة إسرائيلية توصف بـ"المتشددة"، وشارع إسرائيلي بات أكثر رفضا لحل الدولتين.

قرار ترامب بعدم زيارة إسرائيل قد لا يكون مجرد صدفة دبلوماسية. فإسرائيل، كما يشرح بيرمان، لا تملك اليوم ما يمكن تحقيقه عملياً من زيارة كهذه، بينما الملفات الساخنة التي تهتم بها واشنطن – من التطبيع، إلى إيران، إلى اليمن – تقع جغرافياً وسياسياً في أماكن أخرى.

الأخطر أن هذا التجاهل الظاهري يتقاطع مع مؤشرات أعمق على تراجع التنسيق الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب. بدءاً من التباين حول الملف النووي الإيراني، حيث يُفضل ترامب العودة إلى المفاوضات، بينما يتحمس نتنياهو للخيار العسكري، مروراً باتفاق التهدئة الأميركي مع الحوثيين في اليمن، الذي أثار امتعاض إسرائيل بسبب ما اعتُبر انفصالاً عن مصالحها الأمنية، وليس انتهاءً بتوصل ترامب الى صفقة لاطلاق عيدان اسكندر الرهينة الأميركي لدى حماس.

هنا، يقول بيرمان إن "الأمن الأميركي والأمن الإسرائيلي بدآ ينفصلان فعلياً في بعض الملفات"، وهو ما يشكّل سابقة مقلقة في تاريخ الشراكة بين الطرفين.

من داخل إسرائيل، ينقل بيرمان أجواء من الإرباك وانعدام اليقين: الأهداف في غزة غير واضحة، الرهائن لا يزالون في الأسر، والخطة العسكرية الجديدة مرهقة اقتصادياً ونفسياً للبلاد، مع استدعاء واسع لقوات الاحتياط.

الاستنزاف الطويل، والانقسامات الداخلية، وتراجع الدعم الدولي، كلها عوامل، يعددها بيرمان، وهي برأيه، تضعف قدرة إسرائيل على فرض شروطها في أي تفاوض، سواء مع الفلسطينيين أو مع الأطراف العربية الأخرى.

رغم كل ما سبق، يشير بيرمان إلى أن أسس التحالف الأميركي الإسرائيلي لا تزال قوية، إذ تجمعهما المصالح الأمنية والقيم السياسية. لكن هذا لا ينفي حقيقة وجود "مساحة رمادية" تتسع يوماً بعد يوم، تعكس تبايناً متزايداً في السياسات والتكتيكات.

بينما تُعيد واشنطن رسم أولوياتها الشرق أوسطية، وتبحث تل أبيب عن استراتيجيات خروج من أزمتها الأمنية والسياسية، تبقى العلاقة بينهما في اختبار مفتوح، رغم الثوابت الاستراتيجية. وقد يكون قرار ترامب بتجاوز إسرائيل في جولته هذه، أول مؤشر علني على تحوّل أعمق لا يزال قيد التشكّل.