عناصر من الشرطة المغربية
عناصر من الشرطة المغربية

دانت جمعيات حقوقية مغربية حملة "تشهير" و"تحريض" استهدفت أفرادا من "مجتمع الميم" على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدت إلى إلحاق الأذى ببعضهم بحسب ما أكد نشطاء لوكالة فرانس برس.

وعبرت 20 جمعية حقوقية في بيان مشترك عن "شجبها كل ممارسات التشهير والتجاوزات التي تعرضت لها مجموعة من أفراد مجتمع الميم"، داعية السلطات إلى "محاسبة" المسؤولين عنها.

وعمد أشخاص إلى نشر صور وأسماء مواطنين مغاربة من مجتمع الميم، أي المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية ومتحولي النوع الاجتماعي، على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأسبوع الماضي، مقرصنة من تطبيقات للمواعدة. 

وأرفقت هذه المنشورات بعبارات "تحريضية" و"ترهيبية" في حق الضحايا، بحسب ما أكد نشطاء لوكالة فرانس برس. وتعرض بعضهم بسببها للتعنيف من طرف أقربائهم أو الطرد من البيت، بحسب شهادات لجمعيات حقوقية.

وأوضحت المسؤولة في جمعية الاتحاد النسائي الحر نضال أزهري "تلقينا نداءات استغاثة ونحاول مساعدة الأشخاص الذين أجبروا على كشف ميولهم الجنسية رغما عنهم"، وذلك عبر خط هاتفي تخصصه الجمعية للإبلاغ عن حالات العنف في هذا السياق.

وأكد مسؤول في جمعية أقليات التي تسعى لمناهضة التجريم والتمييز ضد الأقليات الجنسية تلقي نداءات مماثلة، مشيرا الى أن "الأنكى أننا لا نستطيع مد يد العون للضحايا بسبب ظروف الحجر الصحي" المفروض في المغرب للتصدي لانتشار فيروس كورونا.

ولجأ بعض المتضررين إلى "تقديم شكاوى لكن الشرطة لم تأبه بهم" بحسب ما أكدت الناشطة ر.ن مفضلة عدم كشف هويتها، وهي عضو شبكة حقوقيين يسعون لجمع المعلومات حول ضحايا التشهير والأشخاص الذين يقفون وراء ذلك.

وتعمل هذه الشبكة خصوصا على التحقق من أنباء، لم تتأكد بعد، عن وجود حالات انتحار ضمن ضحايا حملة التشهير، والتي نددت بها أيضا بعض وسائل الإعلام المغربية.

ويضطر أفراد مجتمع الميم بالمغرب، في الغالب، إلى التستر تحت ضغط مجتمع نادرا ما يتقبل اختلافهم، بينما يعاقب القانون الجنائي المغربي بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات كل "من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه". 

لكن العلاقات المثلية في المملكة تظل أقل عرضة للتضييق بالمقارنة مع بلدان أخرى في المنطقة، والملاحقات القضائية في حق المثليين ليست منهجية بالضرورة. 

وبحسب آخر حصيلة رسمية سجلت 170 ملاحقة بسبب المثلية العام 2018.

وتطالب العديد من الجمعيات الحقوقية ومثقفون مغاربة منذ سنوات بإلغاء هذا القانون وكافة القوانين التي تجرم الحريات الفردية، وهو مطلب يؤيده أيضا المجلس الوطني لحقوق الإنسان (هيئة رسمية). بيد أن الموضوع ليس مطروحا بعد على جدول اعمال البرلمان المغربي.


© 1994-2020 Agence France-Presse

                
 

غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة
غانتس ونتانياهو.. اختلافات آخرها استقالة

وجه رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض في إسرائيل، بيني غانتس، انتقادات جديدة لرئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، على خلفية الحرب في غزة، وعرض عليه "شبكة أمان سياسية" لو تمكن من التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى بيوتهم.

وليست هذه المرة الأولى التي يحصل فيها نتانياهو على هذا العرض من منافسيه السياسيين. ففي يوليو الماضي، عرض زعيم المعارضة، يائير لابيد، عليه أيضا شبكة أمان سياسية من أجل المضي قدما في صفقة الرهائن على الرغم من معارضة حلفاء رئيس الوزراء من اليمين.

وجاءت تصريحات غانتس الأخيرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال فيه أيضا إن المقترح المطروح "يحظى بدعم واضح في الكنيست ولدى الجمهور الإسرائيلي"، وفق بيان صادر عن الحزب.

وتتهم بعض أطراف المعارضة الإسرائيلية نتانياهو بأنه يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، "من أجل الحفاظ على اتئلافه اليميني الحاكم وبقائه في السلطة".

من جانبه، يصر رئيس الوزراء على "الاستمرار في القتال حتى تحقق الحرب أهدافها"، وأبرزها "القضاء على حماس".

ويتمسك نتانياهو ببقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما زاد مفاوضات الهدنة تعقيدا.

وقال غانتس قبل أيام إن إسرائيل لا تحتاج إلى الاحتفاظ بقوات في منطقة الحدود الجنوبية لقطاع غزة لأسباب أمنية ولا ينبغي استخدام ذلك لمنع التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من قطاع غزة، وفق رويترز.

وهو الموقف الذي ردده لابيد في يوليو حين قال: "هناك صفقة رهائن على الطاولة. ليس صحيحا أن نتانياهو عليه الاختيار بين صفقة الرهائن واستمراره في منصب رئيس الوزراء. لقد وعدته بشبكة أمان، وسأفي بهذا الوعد".

وقالت أسوشيتد برس في ذلك الوقت إن خصوم نتانياهو السياسيين عرضوا عليه "شبكة أمان إذا توصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن"، ولكن من غير المرجح أن يساعدوه في البقاء في منصبه على المدى الطويل.

وقالت تال شنايدر، المعلقة السياسية الإسرائيلي في تايمز أوف إسرائيل: "يولي نتنياهو اهتماما كبيرا بكل ما يطالب به (إيتمار) بن غفير و(بتسلئيل) سموتريتش أو يهددان بفعله، هدف نتنياهو النهائي هو النجاة".

وحكومة نتانياهو الحالية، التي تشكلت في أواخر عام 2022 بعد خمس انتخابات متتالية، هي الأكثر قومية ودينية في تاريخ إسرائيل.

وقبل أشهر من الحرب، دفعت بسياسات رسخت المستوطنات في الضفة الغربية، وأطلقت خطة لتعديل النظام القضائي أدخلت البلاد في حالة انقسام سياسي.

وبعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب، انضم غانتس، وهو رئيس أركان سابق، إلى الحكومة في إظهار للوحدة. وشكل نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع، يوآف غالانت، حكومة حرب لتوجيه العمليات.

لكن غانتس انسحب من الحكومة في يونيو متهما نتانياهو بمواصلة الحرب في حين يقبع عشرات الرهائن في الأسر، وهو ما فتح الباب أمام انتقادات شرسة من العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك عائلات المتختطفين.

وكتب ديفيد هوروفيتز في مقال نشر في "تايمز أوف إسرئيل": "تحت حكم نتانياهو، إسرائيل في خطر وجودي. في مواجهة النظام الإيراني الإبادي ووكلائه، فإن هوس نتانياهو الجديد بممر فيلادلفيا يعرض حياة الرهائن للخطر، وفي نهاية المطاف، مستقبل بلدنا".

وكتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يخترع مطلبا غير مبرر (البقاء في محور فيلادلفيا)، ويقدمه على أنه وجودي، من أجل إحباط صفقة محتملة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين منذ ما يقرب من عام لدى حماس في غزة. ويفعل ذلك لأنه يخشى المتطرفين الذين بنى معهم حكومته، والذين هم عازمون على جر إسرائيل إلى حرب إقليمية".

وأضاف أن" هذا هو بالضبط ما يحذره وزير الدفاع الإسرائيلي، ورؤساء الأمن، وزعيم المعارضة، ورئيسان سابقان لأركان الجيش الإسرائيلي من أنه يفعله الآن".

ورأى أن التفاوض على صفقة رهائن مع المتشددين الإسلاميين الذين ذبحوا 1200 شخص في جنوب إسرائيل في أكتوبر "يشكل تحديا شنيعا، ولكنه أيضا ضرورة وطنية".

ومنذ أسابيع، أبلغ المفاوضون الإسرائيليون، بقيادة رئيس الموساد ورئيس الشين بيت، نتانياهو بضرورة التوصل إلى اتفاق، وأن حماس تعرضت لضربة عسكرية كافية لإطلاق سراح نحو 30 رهينة على الأقل في مرحلة أولية مدتها 42 يوما من الاتفاق.

"ولكن بدلا من اغتنام الفرصة، أصدر نتانياهو شروطا جديدة".

ويشير الكاتب إلى أن وزير الدفاع لا يرى حاجة للاحتفاظ بقوات عند ممر فيلادلفيا، وأن الجيش قادر على استعادة الحدود بسرعة إذا لزم الأمر، وأن عمليات الانتشار والآليات الأخرى يمكن أن تمنع حماس من استغلال غياب الجيش المؤقت لتهريب الأسلحة.

وتقول أسوشيتد برس إن موقف نتناياهو المتشدد ألقى أيضا بثقله على علاقات إسرائيل بأقرب حلفائها، الولايات المتحدة، التي قدمت دعما عسكريا، لكنها أعربت عن استيائها من الخسائر في صفوف المدنيين وعدم وجود أي خطط إسرائيلية واقعية لما بعد الحرب.

وعلى الصعيد الدولي، تعرضت إسرائيل لاتهامات بالإبادة الجماعية، ونتانياهو نفسه معرض لإصدار مذكرة اعتقال دولية بحقه.

وعلى الرغم من كل تهديداتهم، فإن حلفاءه من اليمين في مأزق مماثل. ومن المرجح أن ينضموا إليه في معسكر المعارضة إذا أجريت انتخابات مبكرة.

لكن إذا تمكن نتانياهو من الحفاظ على ائتلافه حتى الانتخابات المقررة التالية في عام 2026، فقد يكون قادرا على تحسين صورته.