الصين تستهدف الأكاديميين في الولايات المتحدة
الصين تستهدف الأكاديميين في الولايات المتحدة

حذر عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) من أن الصين تحاول استغلال النظام الديمقراطي المفتوح في الولايات المتحدة للقيام بأنشطة تجسس.

وقال دانيال هوفمان، وهو قائد فريق سابق في الوكالة الاستخباراتية، في لقاء مع برنامج America's Newsroom الذي يذاع على محطة فوكس نيوز، الثلاثاء، إن الجواسيس الصينيين يستهدفون الأكاديميين والباحثين والشركات ومسؤولي الأمن القومي الأميركيين.

وأضاف أنهم يرسلون جواسيسهم "مستفيدين من نظامنا الديمقراطي المفتوح للغاية لسرقة ملكيتنا الفكرية"، مشيرا إلى أن هناك "اهتماما متزايدا في الكونغرس والإدارة التنفيذية حول كيفية التوصل إلى حلول أفضل لمواجهة ذلك".

وتوصلت تحقيقات سابقة شاركت فيها المعاهد الوطنية للصحة "NIH"، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) إلى محاولات صينية لسرقة أبحاث الطب الحيوي في الولايات المتحدة لصالح بلدان أخرى، وتبين أن العديد ممن سربوا هذه المعلومات هم علماء من أصل صيني.

وكان الرئيس السابق لقسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية بجامعة هارفرد تشارلز ليبر (61 عاما) قد اتهم مؤخرا بالإدلاء ببيانات كاذبة للسلطات الفيدرالية بشأن مشاركته في برنامج "الألف موهبة" في الصين بجامعة ووهان.

وجاء ذلك فيما حذر (أف بي آي) من برنامج "الألف موهبة" الذي يهدف لسرقة الملكية الفكرية والحصول على أسرار العلوم والتكنولوجيا ويشجع على التجسس الاقتصادي.

العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية دعا في المقابلة مع فوكس نيوز إلى اعتماد "شراكات أفضل بين القطاعين العام والخاص مع معاهد التعليم العليا".

وأشار إلى أنه "يجب على NIH على سبيل المثال أن يكون لديها برنامج اتصال أجنبي أفضل حيث لا يكتفون (المشاركون في البرنامج) فقط بالإبلاغ عن جميع تفاعلاتهم مع الأجانب على وجه الخصوص مع الصينيين".

ووفقا لهوفمان، تحاول الصين التسلل إلى الأبحاث التي تمولها الحكومة الأميركية عن طريق "إغراء" العلماء الأميركيين بمساعدات مالية.

وتشير تقارير إلى أن البروفيسور ليبر كان يعمل كباحث رئيسي ضمن مشروع في هارفرد منذ 2008 وهو متخصص في مجال علم النانو، وقامت وزارة الدفاع ومعهد الصحة الوطني بتمويل برنامج أبحاثه من خلال منح مختلفة بأكثر من 15 مليون دولار.

وكان ليبر يتقاضى راتبا بنحو 50 ألف دولار شهريا، ونفقات معيشة تقدر بـ 158 ألف دولار، ومنحة بـ 1.5 مليون دولار، حيث قام بإنشاء مختبر أبحاث في جامعة ووهان.

وتتهم واشنطن بكين مرارا بمحاولات تجسس وسرقة أسرار شركات أميركية. وكان تقرير سابق لرويترز أشار إلى أن الولايات المتحدة تخطط لإلغاء تأشيرات دخول الآلاف من طلاب الدراسات العليا الصينيين الذين تعتقد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن لهم صلات بالجيش الصيني.

وفي نوفمبر الماضي، وجهت وزارة العدل الأميركية الاتهام إلى مواطن صيني كان يعمل لحساب شركة "مونسانتو" بسرقة أسرار تجارية لصالح الصين.

وفي أبريل 2019، وجهت اتهامات إلى مهندس سابق ورجل أعمال صيني بالتجسس لأغراض اقتصادية والتآمر لسرقة أسرار تجارية من شركة "جنرال إلكتريك" لصالح بكين.

وتتهم واشنطن هواوي بسرقة أسرار تجارية أميركية، محذرة من أن بكين قد تستخدم معدات الجيل الخامس للتجسس على الاتصالات العالمية.

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها إسطنبول (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها إسطنبول (رويترز)

 انتقدت الحكومة التركية دعوة زعيم المعارضة الرئيسي للمواطنين إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج على ما يقول إنه احتجاز غير ديمقراطي لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، فيما تظاهر الآلاف في أنحاء البلاد.

وقبضت السلطات على إمام أوغلو، المنافس السياسي الرئيسي للرئيس رجب طيب إردوغان، يوم الأربعاء بتهمة الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، في خطوة نددت بها المعارضة ووصفتها بأنها "محاولة انقلاب".

وأشعلت هذه الخطوة مظاهرات في الداخل وانتقادات من قادة أوروبيين، حسبما أفادت وكالة "رويترز".

وقبل يوم، اشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة في أنقرة وإزمير وإسطنبول في أماكن منها جامعات. واحتشد كثيرون أمام مقر بلدية إسطنبول رغم حظر التجمعات لأربعة أيام. وشهدت البلاد احتجاجات متفرقة حيث وضعت السلطات حواجز لإغلاق عدة شوارع.

"تخاف من الشوارع"

وفي كلمة ألقاها أمام حشد عند مبنى بلدية إسطنبول، الخميس، قال أوزجور أوزيل زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي إن الأتراك لن يبقوا في منازلهم، وذلك ردا على أردوغان الذي رفض انتقادات المعارضة ووصفها بأنها "مسرحية" و"شعارات".

وقال أوزيل "يا إردوغان، أنت تخاف من الشوارع أكثر من أي شيء آخر. نحن الآن في الشوارع والساحات. استمر في خوفك".

وأضاف: "ما دامت أبقيت من انتخبناه قيد الاحتجاز، فلن نظل في المنازل".

وانتقد وزير الداخلية، علي يرلي قايا، ووزير العدل، يلماز تونج، دعوة أوزيل قائلين إنها "غير مسؤولة".

وكتب تونج على منصة إكس مساء الخميس "التجمع والتظاهر احتجاجا حق أساسي. لكن الدعوة إلى النزول إلى الشوارع بسبب تحقيق قانوني جار أمر غير قانوني وغير مقبول".

وقال تونج إن الرد على أي عملية أو قرار قانوني يجب أن يتم في قاعات المحكمة ودعا إلى الهدوء، مضيفا أن "القضاء المستقل والمحايد" ينظر في القضية.

أنصار لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول - رويترز
تركيا.. ما الدعاوى والتحقيقات التي يواجهها أكرم إمام أوغلو؟
حادثة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، فجر الأربعاء، تنظر إليها الأوساط السياسية في تركيا على أنها هزة كبيرة وحساسة، لاعتبارات تتعلق بالتوقيت الذي جاءت فيه، ونظرا لخلفية الشخص المستهدف، وهو الذي وضع منذ سنوات قبالة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان كـ"منافس" رئاسي محتمل له.

وجاء احتجاز إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول الذي يحظى بشعبية واسعة وشغل المنصب لفترتين، قبل أيام من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له لانتخابات الرئاسة والمقرر يوم الأحد.

واعتقاله امتداد لحملة مستمرة منذ شهور ضد شخصيات المعارضة في إجراءات وُصفت بأنها محاولة مُسيّسة للإضرار بفرصها الانتخابية وإسكات المعارضة. بينما تنفي الحكومة ذلك.

وتم اعتقاله بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته، الأمر الذي إذا تم تأييده فسيمنعه من الترشح للرئاسة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2028، واستنفد أردوغان فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين، وإذا رغب في الترشح مرة أخرى، فعليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية أو تعديل الدستور.