In this Sept. 1, 2019 photo released by the U.S. Air Force, A U.S. Air Force F-22 Raptor out of Al Udeid Air Base, Qatar,…
طائرة إف-22 تقلع من قاعدة العديد القطرية

في الثاني من أغسطس الماضي، انطلقت طائرات إف-35 من قاعدة الظفرة بأبوظبي إلى جنوب إسرائيل، حيث أجرت الولايات المتحدة تدريبا جويا مع الجيش الإسرائيلي. لكن هذا العام ربما يقام نفس التدريب في الإمارات وبمشاركة القوات الجوية للدولة الخليجية أيضا.. ليس بسبب اتفاق التطبيع الموقع بين الدولتين مؤخرا، بل بسبب انضمام إسرائيل إلى (سنتكوم).

أصبحت إسرائيل الدولة رقم 21 في قائمة الدول التي تشملها عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة الماضية، اعتزامها ضم إسرائيل إلى منطقة قيادتها المركزية في الشرق الأوسط.

ويشمل نطاق مسؤولية القيادة المركزية 20 دولة وهي (أفغانستان، البحرين، جيبوتي، مصر، إريتريا، إثيوبيا، الأردن، إيران، العراق، كينيا، الكويت، عمان، باكستان، قطر، السعودية، الصومال، السودان، الإمارات، اليمن، سيشل).

ويقول أوديد بيركويتز، محلل الاستخبارات في مجموعة ماكس سيكوريتي الاستشارية للمخاطر، إن علاقات إسرائيل مع جيرانها "أجبرتها" على أن تكون تحت القيادة الأميركية الأوروبية (إيكوم) طيلة السنوات الماضية، لكن الوضع تغير في الأعوام الأخيرة، خاصة السنة الماضية.

وعلى مدار عقود كانت إسرائيل جزءا من (إيكوم) بسبب الطبيعة العدائية لعلاقاتها بالعديد من الدول العربية، الأمر الذي جعل من الصعب على القيادة المركزية أن تعمل مع الجانبين في نفس الوقت.

إلا أن الوضع الذي تغير الآن، بحسب بيركويتز، تمثل في اتفاقات "إبراهيم" التي تنص على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية (الإمارات والبحرين والسودان والمغرب) التي قامت بهذه الخطوة برعاية الولايات المتحدة ممثلة في جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره.

ويعتقد اللواء العراقي المتقاعد ماجد القبيسي أن اتفاقات "إبراهيم" التي سبقت نقل إسرائيل من مسؤولية  إيكوم إلى قيادة سنتكوم كانت تمهد أيضا لعملية لضم إسرائيل إلى عمليات القيادة المركزية.

كما يأتي الانضمام الإسرائيلي لسنتكوم عقب إعلان السعودية في الخامس من يناير اتفاقا، بدعم أميركي، لإنهاء الخلاف مع قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة وتتمركز بها القيادة المركزية الأميركية.

تعاون 

ويرى بيركويتز أن انتقال إسرائيل من القيادة الأميركية الأوروبية إلى الشرق الأوسط سيزيد التعاون مع بعض "دول الكتلة السنية"، ممثلة أولا في الإمارات والبحرين والسعودية، وقد يمتد التعاون ليشمل قطر وعمان.

وأضاف في حديثه لموقع "الحرة": "الهدف الأكثر وضوحا في هذه المرحلة؛ تهديد مستتر لإيران (...) إيران بالطبع هي السبب الأبرز " لهذا الانتقال.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، أرسل الجيش الأميركي قاذفتين من طراز بي-52، القادر على حمل أسلحة نووية، إلى الشرق الأوسط، في رسالة ردع موجهة لطهران، لكن القاذفتين غادرتا المنطقة بعد ذلك.

قاذفات طراز بي-52، القادر على حمل أسلحة نووية، فوق منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية

وعن التعاون الذي سيجمع جيوش (سنتكوم)، وخاصة العربية منها، بالجيش الإسرائيلي، قال بيركويتز: "حتما، سيعني الانتقال أن الجنود الإسرائيليين سيكونوا حاضرين بالتناوب في بعض البلدان العربية المطبعة أو التي ستطبع".

وسيتثمل هذا الوجود العسكري الإسرائيلي، في شكله الأول، في وفود من الضباط، وأدوار محدودة، على حد قول أوديد بيركويتز.

وبينما ينظر الخبير الأمني أوديد بيركويتز لانضمام إسرائيل لسنتكوم باعتبارها خطوة إيجابية للغاية، يقول إنها ستظل مرهونة بـ"استمرار العلاقات بين إسرائيل والدول العربية وتعزيزها مستقبلا".

عراقيل ما بعد الانضمام

وعما إذا كان هذا القرار الأميركي بضم إسرائيل سيعقد التعاون بين "سنتكوم" وحلفاء إيران في العراق حيث ينتشر 2500 جندي أميركي، يقول الخبير الأمني ماجد القيسي: "التعقيدات سوف تظهر مستقبلا في مجالات التدريب والمناورات وربط الاتصالات ضمن مسؤولية القيادة المركزية".

وبشكل عام يرى القبيسي أن انضمام إسرائيل لسنتكوم سيترتب عليه "تعقيدات مستقبلية، خصوصا في مجال التنسيق العسكري للقيادة المركزية الأميركية وحلفائها الإقليمين".

وعن الفوائد التي ستجنيها القيادة المركزية الأميركية، ومقرها قطر، من انضمام إسرائيل، قال اللواء العراقي المتقاعد: "تضخيم القدرات لهذه القيادة؛ بالنظر لما تتمتع به إسرائيل من تفوق عسكري، فضلا عن توسيع قوس المواجهة ضد إيران".

ويرى القبيسي أن إيران تعتبر انضمام إسرائيل للقيادة المركزية الأميركية يستهدفها، قائلا: "سوف تنظر إيران لهذه الخطوة كتهديد أكبر لها، ولهذا قد تنفذ عمليات عسكرية معلنة أو بواسطة وكلائها في دول أخرى".

مكاسب إسرائيلية

أما فيما يتعلق بالمكاسب التي ستجنبها إسرائيل من الانضمام لسنتكوم، قال القبيسي: "يعتبر هذا الإجراء اقتراب من الحافات الاستراتيجية، وخصوصا إيران".

وأوضح قائلا: "سوف تتمكن إسرائيل من الولوج العملياتي بدون قيود في البحر والجو، وبإمكانها إرسال سفنها إلى البحر الأحمر وبحر العرب وحتى الاقتراب من خليج عمان".

وتابع "بإمكانها أيضا استخدام الأجواء الدول المجاورة، بتسهيل من القيادة المركزية، بعد أن كانت لا تستطيع استخدام أجواء هذه الدول".

أبيي أحمد يتحدث خلال احتفال بيوم السيادة في العاصمة الإثيوبية
أبيي أحمد يتحدث خلال احتفال بيوم السيادة في العاصمة الإثيوبية | Source: Facebook/PMAbiyAhmedAli/

حذّر رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الأحد، من أن بلاده سوف "تذلّ" أي دولة تهدد سيادتها، مع تصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي المضطربة.

وتخوض ثاني أكبر دولة في أفريقيا لناحية عدد السكان نزاعا مع الصومال المجاور بشأن اتفاق بحري وقعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية. وتشهد العلاقات مع مصر توترا بسبب سد ضخم أنشأته إثيوبيا على النيل الأزرق.

وقال أبيي في احتفال بيوم السيادة في العاصمة "لن نسمح بأي مساس بنا، وسنذلّ كل من يجرؤ على تهديدنا من أجل ردعه".

وأضاف "لن نتفاوض مع أحد بشأن سيادة إثيوبيا وكرامتها"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.

اتهمت إثيوبيا الشهر الماضي جهات لم تسمها بالسعي إلى "زعزعة استقرار المنطقة" بعد أن أرسلت مصر معدات عسكرية إلى الصومال عقب توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو.

وعرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي من المقرر أن تحل محل قوة حفظ السلام الحالية المعروفة باسم "أتميص" العام المقبل.

تعد إثيوبيا حاليا مساهما رئيسيا في "أتميص" التي تساعد القوات الصومالية في القتال ضد جماعة الشباب الجهادية.

لكن مقديشو غاضبة بشأن الاتفاق المبرم في يناير بين إثيوبيا وأرض الصومال والذي يمنح أديس أبابا منفذا بحريا لطالما سعت لتأمينه، قائلة إنه يمثل اعتداء على سيادتها ووحدة أراضيها.

وبموجب الاتفاق، وافقت أرض الصومال على تأجير 20 كيلومترا من سواحلها لمدة 50 عاما لإثيوبيا التي تريد إنشاء قاعدة بحرية وميناء تجاري على الساحل.

في المقابل، قالت أرض الصومال إن إثيوبيا ستعترف بها رسميا، رغم أن أديس أبابا لم تؤكد ذلك مطلقا.

وتتوسط تركيا في محادثات غير مباشرة بين إثيوبيا والصومال لمحاولة حل النزاع، لكن لم يتحقق حتى الآن أي تقدم كبير.

أعلنت أرض الصومال، وهي مستعمرة بريطانية سابقة يبلغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، استقلالها عام 1993 لكن مقديشو رفضت هذه الخطوة التي لم يعترف بها أيضا المجتمع الدولي.

والقاهرة وأديس أبابا على خلاف منذ سنوات، وتبادلتا الاتهامات بشأن مشروع سد النهضة الضخم في إثيوبيا، والذي ترى فيه مصر تهديدا لأمنها المائي.