مخيم الركبان يقع بمنطقة صحراوية  قاسية ومحاصر من قبل قوات النظام السوري
مخيم الركبان يقع بمنطقة صحراوية قاسية ومحاصر من قبل قوات النظام السوري

طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته"، وتقدم العون لأكثر من 11 ألف نازح يعيشون في مخيم صحراوي عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية.

ودعا المرصد إلى فتح فتح ممرات إنسانية والضغط على النظام السوري وحليفه الروسي لفك الحصار  عن مخيم الركبان وإدخال المساعدات الإنسانية إليه من غذاء ودواء.

وأفادت مصادر من داخل المخيم بتأزم الأوضاع هناك على مختلف الأصعدة، لاسيما على الصعيد الصحي والطبي، في ظل الإغلاق المتواصل من قبل الحكومة الأردنية لنقطة "عون" الطبية بسبب جائحة كورونا، وافتقار المخيم للأطباء والطواقم الطبية.

ولفتت المصادر إلى أن أي شخص يحتاج لعمل جراحي ولو كان بسيط، يضطر إلى الخروج من المخيم نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات بشار الأسد، حيث يعمل الهلال الأحمر السوري إلى نقل المريض إلى المشفى، وهناك يجب إخضاعه لـ"مصالحة وتسوية" غير مضمونة النتائج، فالكثير جرى اعتقالهم بعدها أو فقد الاتصال بهم.

ومنذ مارس 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة، كما أغلق الحدود ضمن إجراءاته للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

ورغم المناشدات لإدخال بعض الحالات الإسعافية بعد إغلاق النقطة الطبية، لم يتلقَّ المسؤولون عن المخيم أي استجابة من السلطات الأردنية.

وقبل إغلاق الحدود، كانت الحالات الطبية الطارئة وحالات الولادة الحرجة تدخل إلى الأردن عن طريق مفوضية الأمم المتحدة.

وفي 20 أبريل 2020، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، :"الركبان ليس مسؤولية الأردن، أولويتنا صحة مواطنينا، ونحن نحارب (كورونا) ولن نخاطر بالسماح بدخول أي شخص من المخيم".

ارتفاع جنوني في الأسعار

وقالت تلك المصادر إن المخيم شهد مؤخراً انقطاع لمادة الطحين وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية، والتي تدخل عن طريق مهربين إلى الركبان، منوهة إلى أن النازحين هناك لا يملكون مردود مادي وهم يعتمدون على إرسال المال لهم من قبل أقرباء لهم خارج المخيم.

وفي 27 يناير الماضي الماضي، وجهت "هيئة العلاقات العامة والسياسية في البادية السورية" رسائل مناشدة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحدثت فيها عن أحقية المنطقة بالمساعدات الأميركية وسط تردي الواقع الإنساني.

وكانت مندوبة أميركا الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد أعربت عن إدانة بلادها لإغلاق معبري باب السلام واليعربية في سوريا، والحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية.

وتابعت: "عمليات الإغلاق منعت المساعدات الإنسانية الحيوية من قبل الأمم المتحدة من الوصول لمحتاجيها.. إنه أمر مؤسف ببساطة وقد أدى إلى تعميق معاناة ملايين السوريين بلا داع".

يذكر أن روسيا والنظام الروسي اتهمتا مؤخرا، في بيان مشترك، الولايات المتحدة بممارسة ضغط على الأمم المتحدة، لإيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى مخيم الركبان واستغلالها في تموين المسلحين الموالين لها.

ووصف البيان مخيم الركبان بأنه "مصنع أمريكي لتدريب المتطرفين"، مضيفا أن "الولايات المتحدة تعرقل إلغاء هذا المخيم، الأمر الذي يمنع استعادة السيادة والحياة السلمية في سوريا".

وشددتا أيضا على "استعداد الحكومة السورية لاستقبال كل المواطنين في الركبان وضمان أمنهم وتوفير الظروف المعيشية الكريمة لهم".

وسبق لواشنطن أن ردت على مثل تلك المزاعم مرارا، وقالت  الولايات المتحدة تدعم تحركات مستنيرة وآمنة وطوعية وكريمة للنازحين داخل سوريا.

ودعت بشدة كل الأطراف إلى العمل مع الأمم المتحدة لضمان أن تتوافق أي خطوات مقترحة مع المبادئ المحددة من قبلها فيما يخص النازحين في الداخل، وأن يتلقى النازحون المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرارات إرادية ومستنيرة حول تحركهم وسلامتهم.

 بلينكن وصل إلى الأردن ويرتقب أن يسافر أيضا إلى تركيا ـ صورة أرشيفية.
بلينكن وصل إلى الأردن ويرتقب أن يسافر أيضا إلى تركيا ـ صورة أرشيفية.

وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، إلى الأردن مستهلا جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وقال مسؤولون أميركيون للصحفيين المرافقين إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومترا جنوب عمان) على البحر الأحمر في إطار سعيه إلى عملية "شاملة" لاختيار اعضاء الحكومة السورية المقبلة.

وفور وصوله، توجه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية "شاملة" لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمن حماية الأقليات بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية لدى إعلانها عن جولة بلينكن إنه سيدعو إلى قيام سلطة في سوريا لا توفر "قاعدة للإرهاب أو تشكل تهديدا لجيرانها" في إشارة إلى المخاوف التي تعبر عنها كل من تركيا وإسرائيل التي نفذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر "سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية".

وسيناقش أيضا "ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو تشكل تهديدا لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن".

وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023، وهجوم حركة حماس على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة ومدمرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل وحماس الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الوضع في سوريا بـ"الفوضى"، وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.