تحديات تواجه أفغانستان فيما يخص التنظيمات الإرهابية
تحديات تواجه أفغانستان فيما يخص التنظيمات الإرهابية

حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، من ارتفاع المخاطر التي تواجه القوات الأميركية خلال عمليات الإخلاء من مطار كابل، محددا تنظيم داعش-خراسان، لكن هذا التنظيم ليس وحده في أفغانستان. 

ويصف وكيل وزارة الداخلية الأفغانية السابق، فضل الله ممتاز، بلاده، في حديثه مع موقع "الحرة" بأنها "أرض المفاجآت"، لكنه يؤكد أن حركة طالبان "لن تسمح" لأي جماعة أو حركة أو حتى حزب سياسي بالتواجد على الساحة غيرها. 

وقال ممتاز ، في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" من كابل، إن "هناك الآلاف من الأفغان متواجدون بالفعل حول مطار كابل الدولي، وبالرغم من المخاوف الأمنية فإنه لم تحدث حوادث كبيرة تخل بالأمن". 

ووصف الرئيس الأميركي تنظيم داعش- خراسان بـ"العدو اللدود لطالبان"، وأنه يريد إثارة الفوضى في المطار ولديه تيارات استخباراتية تشير إلى قدرته على تنفيذ هجمات متعددة ويخطط له. 

والثلاثاء، برر بايدن قراره عدم تمديد الموعد النهائي للإجلاء إلى ما بعد 31 أغسطس، بالتهديد المتزايد الذي يشكله التنظيم على المطار.

وقال بايدن: "كل يوم نعيش فيه على الأرض هو يوم آخر نعرف فيه أن تنظيم داعش -خراسان يسعى لاستهداف المطار ومهاجمة القوات الأميركية والقوات المتحالفة والمدنيين الأبرياء".

ونقلت شبكة سي أن أن، عن مسؤول عسكري أميركي، أن هناك مخاوف متزايدة بناء على معلومات استخباراتية بهجوم محتمل على الحشود خارج المطار. 

وأشارت الشبكة إلى معلومات لديها عن فرار أكثر من 100 سجين موال لداعش في أفغانستان من سجنين بالقرب من كابل مع تقدم طالبان في العاصمة الأفغانية.

وكشف مصدر إقليمي لمكافحة الإرهاب للشبكة الأميركية، أن "ما يصل إلى عدة مئات من أعضاء داعش قد يكونون قد فروا من السجون في باغرام وبول شارخي، وكلاهما شرقي كابل. مشيرا إلى أن السجنين سقطا في يد طالبان قبل وقت قصير من دخولهم العاصمة الأفغانية.

يؤكد ممتاز لموقع "الحرة" أن تداول هذه المعلومات من خلال وسائل إعلام أفغانية، لكن على الأرض لم نر أي تحرك لتنظيم داعش- خراسان حتى الآن. 

واستنكر قادة داعش في أفغانستان سيطرة طالبان على البلاد، وانتقدوا نسختهم من الحكم ووصفوها بأنها غير متشددة بما فيه الكفاية، حيث تقاتلت الجماعتان في السنوات الأخيرة.

ويرى مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن أي هجوم على المطار سيكون بمثابة ضربة استراتيجية لقيادة طالبان، التي تحاول إثبات قدرتها على السيطرة على البلاد، وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

ما هو تنظيم داعش- خراسان؟

داعش- خراسان هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق. في حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، إلا أن عمق علاقتهم فيما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة لم يتم تحديده بالكامل.

ويأتي اسم التنظيم "خراسان"، من اصطلاحها للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان. 

ونقلت شبكة سي أن أن عن مسؤولين في المخابرات الأميركية أن فرع تنظيم داعش- خراسان يضم "عددا  صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب"، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة حددت ما بين عشرة إلى 15 من كبار عناصرها في أفغانستان. 

شكل تنظيم داعش- خراسان خلايا في كابل نفذت عددًا من الهجمات الانتحارية المدمرة في العاصمة الأفغانية وخارجها منذ عام 2016.

وفي مايو من العام الجاري، هاجم التنظيم مدرسة للفتيات في كابل وقتل 68 شخصًا على الأقل، وجرح أكثر من 165، معظمهم من الفتيات. 

وفي يونيو الماضي، تبنى التنظيم هجوما على مؤسسة  "هالو تراست" البريطانية الأميركية الخيرية لإزالة الألغام، قتل فيه ما لا يقل عن 10 أشخاص وأصيب 16 آخرين. 

وعززت الجماعة وجودها في شرق أفغانستان في السنوات الأخيرة، لا سيما في ولايتي ننغرهار وكونار. وكانت الجماعة قد هاجمت في أغسطس الماضي سجنًا رئيسيًا في جلال آباد، عاصمة نانجارهار، في محاولة لإطلاق سراح العشرات من أنصارها الذين تم أسرهم من قبل الجيش والشرطة الأفغانية.

قال مسؤولو مكافحة الإرهاب التابعون للأمم المتحدة في تقرير صدر في يونيو إن تنظيم "الدولة الإسلامية" نفذ 77 هجوماً في أفغانستان خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، ارتفاعاً من 21 هجوماً في الفترة نفسها من عام 2020.

وخلص تقرير الأمم المتحدة إلى أنه منذ يونيو 2020، تحت قيادة زعيم جديد، شهاب المهاجر، فإن الفرع "لا يزال نشطًا وخطيرًا" ويسعى إلى تضخيم صفوفه بمقاتلي طالبان الساخطين والمتشددين الآخرين.

لكن ممتاز يبرر في حديثه مع موقع "الحرة"، كثرة عدد الهجمات التي قام بها التنظيم في الأشهر القليلة الماضية، إلى أن الأمن كان هشا وضعيفا ولم يقم النظام الحاكم السابق بدوره في استتباب الأمن"، مضيفا "الأمر مختلف الآن، أعتقد أن طالبان ستستطيع إحكام الأمن وهو ما نراه حاليا". 

وأضاف "تنظيم داعش- خراسان استغل عدم الاستقرار السياسي وتصاعد العنف خلال الشهور الماضية من خلال مهاجمة أهداف طائفية وبنية تحتية للأقلية لنشر الخوف وتسليط الضوء عليه، في ظل عدم قدرة الحكومة الأفغانية على توفير الأمن الكافي للمواطنين". 

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن محللين أن داعش- خراسان لم يكن يومًا قوة رئيسية في أفغانستان، "وانخفضت صفوف التنظيم إلى ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل، أي ما يقرب من النصف من مستويات الذروة التي بلغتها في عام 2016 بعد أن تسببت الضربات الجوية الأميركية وغارات القوات الخاصة الأفغانية في خسائر فادحة للتنظيم". 

"لاس فيغاس للإرهابيين والمتطرفين"

بالإضافة إلى تهديدات تنظيم داعش- خراسان، تنكشف ديناميكية معقدة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة وشبكة حقاني في باكستان، والذين يعتبرون جميعهم أن تنظيم داعش خراسان هو عدوهم اللدود، حيث يعتقد محللون أن الوضع الحالي ينذر بصراع دموي يضم آلاف المقاتلين الأجانب من الجانبين، بحسب "نيويورك تايمز". 

وخلص تقرير للأمم المتحدة في يونيو إلى أن ما بين ثمانية إلى عشرة آلاف مقاتل من آسيا الوسطى ومنطقة شمال القوقاز في روسيا وباكستان ومنطقة شينجيانغ في غرب الصين قد تدفقوا إلى أفغانستان في الأشهر الأخيرة. وقال التقرير إن معظمهم مرتبطون بطالبان أو القاعدة، لكن البعض الآخر متحالف مع داعش.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن علي محمد علي، وهو مسؤول أمني أفغاني سابق قوله إن "أفغانستان أصبحت الآن لاس فيغاس للإرهابيين والمتطرفين"، مشيرا إلى أن انتصار طالبان وسيطرتها على البلاد يمهد الطريق أمام متطرفين آخرين ليأتوا إلى أفغانستان". 

متحاربون أم مرتبطون؟

ويقول ممتاز إن حركة طالبان وشبكة حقاني، وهي جماعة مسلحة مقرها باكستان، هما نفس الشيء في الأساس، مشيرا إلى أن سراج حقاني هو نائب أمير طالبان منذ عام 2015. 

لكن الخبير، بمجموعة صوفان الأمنية ومقرها في نيويورك، كلارك كولين، قال "نيويورك تايمز"، إن "حركة طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة يعملون كثلاثي  وأنهم جزء من نفس الشبكة المسلحة، ويعملون معًا جنبًا إلى جنب".

ويقول ممتاز إن حركة طالبان "لن تسمح لتنظيم القاعدة بأن يشن هجمات ولن يكرر أخطاء الماضي"، معتقدا أن الحركة ستفي باتفاقها مع الولايات المتحدة. 

وفي اتفاق فبراير 2020 مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، تعهدت طالبان بعدم السماح للقاعدة باستخدام الأراضي الأفغانية لمهاجمة الولايات المتحدة. لكن المحللين يخشون أن هذا لن يحدث وأن القاعدة لا تزال تشكل التهديد الإرهابي على المدى الطويل.

وتعهد بايدن بمنع أفغانستان من أن تصبح مجدداً ملاذًا للقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى التي تريد مهاجمة الولايات المتحدة، وهو أمر يراه عسكريون بأنها ستكون مهمة صعبة، مع عدم وجود قوات وعدد قليل من الجواسيس على الأرض، وطائرات بدون طيار على بعد آلاف الأميال في قواعد في الخليج العربي.

لكن  البنتاغون أكد مرارا أن الولايات المتحدة ستتمكن من محاربة الإرهاب حتى وإن لم يكن لقواتها وجود فعلي في أفغانستان. 

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، لقناة "الحرة"، في وقت سابق الثلاثاء، إن الولايات المتحدة قادرة على تحريك نحو ألف جندي إلى أفغانستان في غضون 18 ساعة ونحو خمسة آلاف في 96 ساعة تقريبا،

اتهامات جديدة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع
اتهامات جديدة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع

اتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات بـ"الاستمرار في دعم" قوات الدعم السريع بالذخائر والمركبات القتالية والمسيرات وغيرها، وفق ما قاله وزير الخارجية، حسين عوض، خلال مؤتمر صحفي عقده في بورتسودان، الاثنين.

وأضاف الوزير، وفق ما نقل عنه مراسل الحرة، أن تقارير الأمم المتحدة "أثبتت هبوط 400 رحلة جوية لطائرات تنقل السلاح ومعدات عسكرية إلى مطار أم جرس في شرق تشاد، بالإضافة إلى مطار انجمينا (عاصمة تشاد)".

وأشار إلى أن حكومته تمتلك "أدلة دامغة" تؤكد تورط الإمارات في دعمها لقتل المدنيين السودانيين وتشريدهم، خاصة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

من جانبه، قال وزير الإعلام السوداني، جراهام عبد القادر، إن الإمارات "وفرت غطاء سياسيا لأنشطة الدعم السريع من خلال نقل العتاد الحربي ونقل جرحى قوات الدعم السريع لتلقي العلاج في مستشفى الشيخ زايد".

وفي سياق متصل، نفى وزير الخارجية السوداني تعرض مقر سفير الإمارات في الخرطوم للقصف من قبل الجيش السوداني، مشيرا إلى أن الحكومة نقلت كافة مقرات البعثات الدبلوماسية، ومن بينها سفارة الإمارات، إلى مدينة بورتسودان، مؤكدا في الوقت ذاته التزام الحكومة بتنفيذ معاهدة فيينا الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية.

وسبق أن نفت الإمارات جميع الاتهامات بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح، وقالت إنها لم ترسل دعما عسكريا لأي من الأطراف المتحاربة في السودان. 

وفي يوليو الماضي، قالت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة إن الادعاءات التي تشير إلى خلاف ذلك "أكاذيب ومعلومات مضللة، ودعاية ينشرها بعض الممثلين السودانيين".

وفي يوليو، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن جوازات سفر تم انتشالها من ساحات القتال في السودان تشير إلى أن الإمارات تنشر سراً قوات على الأرض، وفقا لوثائق مسربة، وهو ما نفته أبوظبي.

ونفى الجيش السوداني استهداف مقر سفير الإمارات في العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن القوات المسلحة السودانية "لا تستهدف مقار البعثات الدبلوماسية... ولا تخالف القانون الدولي".

وأصدر الجيش بيانا في أعقاب إعلان الإمارات في بيان رسمي أن مقر سفيرها تعرض لهجوم بطائرة تابعة للجيش السوداني، واصفة الهجوم بأنه "عمل جبان".

ووقع صدام بين مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، وبين سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي في 18 يونيو، عن الأوضاع السودانية، إذ اتهم المندوب السوداني أبوظبي بأنها الراعي الإقليمي لتمرد الدعم السريع.

وفي المقابل، وصف أبو شهاب الاتهامات السودانية بأنها "سخيفة وباطلة، وتهدف لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة التي تحدث على الأرض".

واندلعت الحرب في السودان، في أبريل 2023، عندما تحولت المنافسة على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى حرب مفتوحة.

وسبق أن تقاسم الطرفان السلطة بعد انقلاب عل حكومة رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، في 25 أكتوبر 2021.

ولم تنجح الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في تخفيف حدة القتال.

ويواجه حاليا نحو نصف سكان السودان، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، نقصا في المواد الغذائية.