مع الفوضى التي تجتاح البلاد، برز تنظيم الدولة الإسلامية" داعش خراسان" على مسرح الأحداث في أفغانستان بعد تبنيه الهجوم المزدوج على مطار كابل الذي أسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وينقل تقرير من موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي أن "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان" أو "داعش خراسان"، هو فرع من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ويناصب طالبان العداء منذ سنوات.
وينظر تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى طالبان على أنها مرتدة، وليست متدينة بما فيه الكفاية من حيث نهجها تجاه الإسلام.
وندد قادة التنظيم باستيلاء طالبان على أفغانستان، لذلك فمن مصحلة التنظيم شن هجمات تثير الفوضى في البلاد بعد سيطرة الحركة لإحراجها، بحسب التقرير.
وظهر داعش في المنطقة لأول مرة في عام 2015، وشن هجمات في وقت مبكر من أبريل من ذلك العام. وذلك بعد أقل من عام على استيلاء داعش، الفرع الأم، على رقعة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، معلنا الخلافة التي انهارت فيما بعد.
وتلقى "داعش خراسان" الدعم من القيادة الأساسية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ تأسيسه في عام 2015.
وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ومع فقدان تنظيم الدولة الإسلامية لأراضيه في العراق وسوريا، "تحول الاهتمام بشكل متزايد إلى أفغانستان كقاعدة لخلافته العالمية"، بحسب دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية.
ويعد شهاب المهاجر، زعيم فرع "داعش" في المنطقة، ويعتقد أن الجماعة لديها ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن الجماعة تعتمد في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه "على الرغم من الخسائر العامة خلال عام 2020"، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للبلاد والمنطقة بشكل أوسع.
وبحسب الأمم المتحدة، شن التنظيم، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 وحده، 77 هجوما في أفغانستان. ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، حيث بلغ عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نسبت إليه 21 هجوما.
وينقل "بزنس إنسايدر" عن جنيفر كافاريلا، زميلة الأمن القومي في معهد دراسة الحرب، قولها إن التنظيم كافح من أجل الحصول على موطئ قدم كبير في أفغانستان، ولا يزال يشكل تهديدا قويا وأحد "أهم الجماعات التابعة لتنظيم داعش العالمي".
وتتوقع كافاريلا أن يحاول داعش تقويض حكم طالبان و"مهاجمة الشرعية الدينية لطالبان على الأرض".
وينقل الموقع أن مصادر قوة التنظيم لاتزال قائمة، فهو لايزال قادرا على تجنيد المسلحين، وسيواصل استخدام الدعاية ضد طالبان، وقد يحاول أيضا تجنيد أعضاء أكثر تطرفا في طالبان أو غيرهم "من المسلحين الذين يشعرون بالتهميش".
ولم تكن هجمات التنظيم مفاجئة، إذ كان الرئيس الأميركي، جو بايدن، حذر، ومستشاروه في الأيام الأخيرة، من احتمال وقوع هجوم من قبل داعش في أفغانستان، في الوقت الذي تواصل القوات الأميركية إجلاء آلاف الأشخاص عبر مطار كابل.